رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليلة.. غابت عنها الشمس


مازالت التحقيقات التى تجريها النيابة العامة والخاصة بحادث أتوبيس مدارس الغربية جارية!! ضحايا الحادث تسعة أطفال وسائق الأتوبيس بالإضافة لأربعة وعشرين طفلاً مصاباً.. إصابات مختلفة.. مسلسل الحوادث على مزلقانات السكك الحديدية لا يتوقف ونزيف الدماء مستمر.. وكارثة بعد الأخرى ولم يعد هناك ناقوس للخطر.. فقد سقطنا فى بحوره!؟ وغوصنا فى أعماق آلام الإهمال وأمراض الرعونة والاستهتار واللامبالاة.
حادث أتوبيس الغربية على أحد المزلقانات العشوائية بمدينة الشروق بالعاصمة ليس الأول ولن يكون الأخير!! وإذا عرف السبب.. بطل العجب!! وسبب الحادث علاجه الوحيد.. الإخلاص.. والضمير.. والعمل والالتزام.. قل الإخلاص وضاع الضمير وانعدم الالتزام فى دنيا الفوضى.. والقادم أصعب!! وأصبحنا نعانى – تبلد الإحساس.. وجمود الشعور.. وعدم القدرة على تحمل أى مسئولية بعد أن تاهت المسئولية بين وزارات وإدارات.. وجميعهم يلقى بالمسئولية على الآخر!! وتمر الأيام والشهور والسنون وننسى!! ولكن لن تنسى الأيام.. أطفالآ سالت دماهم وتخرج من رئاسة الوزراء تصريحات تؤكد البدء فوراً فى إزالة 4000 مزلقان عشوائى..!! والسؤال المهم من المسئول عن الإشراف على خطوط السكك الحديدية؟ والسؤال الأهم أين المجلس الأعلى للسلامة على الطرق؟!

وزير النقل المحترم يؤكد.. هناك تقارير يومية وأسبوعية وشهرية عن جميع الملاحظات بأطوال شبكة السكك الحديدية والمارة بعدد ثلاث وعشرين محافظة.. وسؤال من عديد من الأسئلة.. أين مزلقان الموت من هذه التقارير؟!! وقد رصدت الوزارة فى الفترة الماضية عدد 4500 مزلقان عشوائى.

جهود وزارة النقل لا ينكرها أحد وتنطق بالإخلاص ولكننا أمام حادث يكسوه إهمال وانفلات وعدم متابعة وكلماتى ليس فيها أى إسقاط على وزارة النقل فمازالت التحقيقات.. والرأى العام يترقب! ولكننا فى قلب المشهد وهناك من يراه بعين المواطن العادى.. وهناك الآخر الذى يراه بعين المتخصص الفاهم والأسئلة كثيرة وعلامات الاستفهام أكثر.. أين المحليات ورئاسة مدينة الشروق؟!

أين التقارير الخاصة بالملاحظات ومخاطبة الجهات التنفيذية للإزالة وإذا ما وقع حادث تظهر الإجراءات! وتتضح الأمور! دون أن نسأل.. ودون توجيه أى أصابع اتهام لأى وزارة أو إدارة أو هيئة غير معنية بالأمر.. ما نود الإشارة إليه هو ضرورة تحديد المسئولية القانونية ولا تضيع الحقوق بضياعها بين الوزارات والإدارات وما يترتب عليها من ضياع الثقة بين المواطن والمسئول ونحن الأحرص على وجودها فى رحلة البحث عنها وقد ضاعت منذ ثلاثين عاماً وأكثر!!

لا تظلموا الإسعاف.. فهى الجندى المجهول فى مراحل كثيرة فى 25 يناير 2011 وما بعدها وحتى الآن تحملوا ويتحملون الكثير والشكر والاحترام والتقدير أقل ما يمكن أن نقدمه لرجال الإسعاف ولكن السؤال أين الإسعاف الطائر وطائرات المرور فى متابعة الطرق الصحراوية والزراعية والحــوادث التى لا يعلم عنهــا أحد.!! من المهم أن تحلق طائرات الداخلية فى الأجواء المصرية لإنقاذ الأرواح والحد من ضحايا ومصابى الحوادث.

كلماتى ليست بعيدة عن فكر المسئول!! وصاحب القرار!! ولكنها كلمات وسطور للتذكرة والذكرى.. فالذكرى كالناقوس يدق فى عالم النسيان!!

تذكروا أطفال الغربية!! دماءهم وأشلاء أجسادهم على شريط القطار.تذكروا حزن المصريين وإهمال المسئولين.

وأخيراً تذكروا مدينة أسموها الشروق.. أى شروق هذا يداوى الجراح.. ويعيد ما ذهب وغاب وراح.. أطفال فاضت أرواحهم.. وهم يبكون.. يصرخون.. يتألمون.. يموتون.. وهم يشكون مسئولاً فقد ضميره وضاع إخلاصه.. مسئول تجمد شعوره وذاب إحساسه.. أى شروق هذا.. فى ليلة غابت عنها الشمس.. وبكى فيها القمر..

لواء - أحمد عاصم