رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أربعة وزراء للتعليم والنتيجة صفر


فى حدود علمى المتواضع أنه لا توجد دولة فى العالم فيها ثلاثة وزراء للتعليم ولا حتى وزيرين ولكن فى مصر أربعة وزراء واحد للتربية والتعليم ووزير للتعليم العالى وثالث للبحث العلمى وأخيرًا وزير للتعليم الفنى والنتيجة صفر هذه هى الحقيقة الموجعة، حيث تحتل مصر المركز الأخير فى جودة التعليم حسب تقارير التنافسية الدولية، وبصرف النظر عن التقارير الدولية فإن الواقع يقول إن لدينا عشرات الجامعات العامة والخاصة والمراكز البحثية وأكاديمية للبحث العلمى ومع ذلك لا يوجود لدينا منتج صناعى واحد نفتخر به من نتاج أبحاثنا العلمية.فمن حيث الشكل لدينا مدارس وجامعات ومراكز بحثية ومن حيث المضمون نفتقد إلى التربية والتعليم والبحث العلمى، وجود أربعة وزراء فى مصر للتعليم معناها أن الدولة لا تعترف بأهميته قدر اهتمامها بتوزيع المناصب فهل كانت مشكلة التعليم الفنى هى عدم وجود وزارة له.مشكلته فى ثقافة المجتمع ونظرته إلى طالب التعليم الفنى بأنه فاشل عكس كل دول العالم التى توجه طلابها النابغين إلى معاهد وكليات فنية وليس مدارس، وقد سبق وكتبت عن ورقة د. وجدى زيد القيمة حول ضرورة التوسع فى إنشاء الكليات الفنية والتكنولوجية وجعلها تحت إشراف الجامعات مباشرة والاهتمام بالمناهج وربطها بالمصانع وسوق العمل ولا مانع أن تكون لدينا كليات للسباكة والكهرباء والميكانيكا وحتى للحلاقة، إصلاح التعليم فى مصر لا يحتاج أربع وزارات بل يحتاج إلى رؤية يضعها خبراء يستفيدون من تجارب الدول الناجحة فى هذا المجال ووزير واحد فقط تكون، مهمته تنفيذ هذه الرؤية ثم يذهب ويأتى آخر يكمل تنفيذها ولا يبدأ من الصفر وهدم ما سبق والتفنن والتجريب والعبث، وجود أربعة وزراء للتعليم مصيره الفشل؛ لأنه حتمًا سوف يؤدى إلى صراع وشيوع للمسئولية وتضارب الاختصاصات وسوف نسمع تصريحات جميلة وكلامًا معسولاً من الوزراء الأربعة عن إصلاح التعليم ولكن النتيجة سوف تكون صفرًا كبيرًا، هؤلاء الوزراء حتى لو كانوا أشقاء من بطن واحدة لن يتعاونوا معًا بل سوف يحاولون إفشال بعضهم بعضا وهذه أصبحت سمات الشخصية المصرية الآن، المواطنون ينفقون على التعليم أضعاف ما تنفقه الدولة والواقع يقول إن هناك خريجين لا، يجيدون القراءة والكتابة حتى الحاصل على الدكتوراه المصرية يعاد اختباره فى الخليج فى مواد البكالوريوس، المدارس خاوية من أول يوم دراسة ولكن الأوراق تقول إن نسبة الحضور والعمل ١٠٠٪ رغم أن المدرسين فى مراكزهم الخاصة فى مقابل تنازلهم عن حوافزهم للإداريين إذن بالشكل كله تمام والمضمون صفر بالضبط مثل إنجازات جهاز محو الأمية فى عهد رئيسه السابق وزير التربية والتعليم الحالى وأيضًا قطاع التعليم الفنى فى عهد رئيسه السابق وزيره الحالى، أقل أسرة فقيرة فى مصر تنفق على أبنائها خمسمائة جنيهًا شهريًا دروسًا خصوصية حتى كليات القمة نسبة الدروس، الخصوصية فيها تتجاوز ٩٠٪ السادة المسئولون يعلمون ذلك ولا يريدون الاعتراف به خوفًا على كراسيهم، باختصار شديد التعليم فى مصر سبوبة وإصلاحه يحتاج إلى مشرط جراح وليس مسكنات وحلولاً مؤقتة وإصلاح التعليم هو أولى خطوات التقدم ويجب أن يكون مشروع مصر القومى الحقيقى لأنه لن يسهم فقط فى بناء المدن والمصانع والمشروعات الكبرى بل فى بناء الإنسان وهذا هو الأهم فسبب كل مصائبنا وكوارثنا وتخلفنا هو التعليم وللحديث بقية