رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دور الشعب فى محاربة الإرهاب


فى غمار الحرب التى تخوضها مصر ضد الإرهاب دفاعاً عن الدين والهوية وكيان الدولة ووجودها، بل ودفاعاً عن الأمن القومى للمنطقة العربية بأسرها، وهى فى حقيقتها مواجهةٌ لأعتى الدول الاستعمارية التى تحاربنا بالإرهاب لتحقيق مخططها الآثم، فإن الحديث الآن يجب أن يكون واضحاً ومحدداً عن دور الشعب بكل فئاته وأطيافه فى هذه الحرب المقدسة التى ستحدد مصير هذا الوطن...

إن هذه الحرب الضروس تستوجب دوراً شعبياً يمكن تلخيصه فيما يلى:

1 - ترسيخ القناعة بأنها حربٌ للدفاع عن الدين بقدر ما هى للدفاع عن أمن وسلامة الوطن، فالدول الاستعمارية الباغية التى تحاربنا بالجماعات الإرهابية، تحرص على إقران أعمالها المتوحشة بالإسلام، وتغليفها بأقوالٍ وفتاوى باطله تُنسب زوراً وبهتاناً للدين الحنيف، بغيةَ استعداء شعوب العالم للإسلام، بل والأخطر من ذلك بغية زعزعة العقيدة ذاتها فى نفوس المسلمين أنفسهم. وبالتالى لا نبالغ إذا اعتبرنا حربنا ضد الإرهاب هى الجهاد بعينه فى سبيل الله.

2 - الحفاظ على التجانس والتلاحم الشعبى معنوياً وفكرياً، وتماسكه وتوحده بإرادةٍ صلبة حول قيادته السياسية التى أيقن وعيها وإدراكها وإخلاصها الوطنى فى مواجهة كل التحديات، فذلك هو الظهير الشعبى الذى يزلزل الأرض تحت أقدام المعتدين والمتآمرين. من هذا المنطلق يحدونى الأمل أن ننحى كل خلافاتنا السياسية جانباً، وأن نؤجل كل مطالبنا الفئوية والحياتية ونتحمل بعزيمةٍ وجلد كل آلامنا ومتاعبنا، وأن نكف تماماً عن اتهام بعضنا لبعض وعن عادة التشكيك والتجريح فى مؤسسات الدولة وعن دعاوى التشرذم والاختلاف، وأن نعى من زاوية أخرى أن موضوعات الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان وما شابه ذلك - رغم أنها من مقومات بناء الدولة الحديثة - إلا أن الجدال بشأنها يأتى بعد إنقاذ الدولة ذاتها من الانهيار والضياع.

3 - الحرص الدءوب على العمل وإتقانه وزيادة معدلاته، إيماناً بأن ناتج هذا العمل أياً ما كانت نوعيته، يشكل القوة الاقتصادية الوطنية التى تدعم الدولة فى مواجهةتحديات الداخل والخارج. وليت كل شاب يسعى إلى أى عملٍ حتى وإن كان أقل من قدراته ومؤهلاته، وليت كل عاملٍ يبادر إلى زيادة ساعات عمله أو على الأقل الإخلاص والتفانى فيه وعدم استنزاف الوقت فى غير صالح العمل سواءً كان حكومياً أو خاصاً.

4 - الإدراك والقناعة بأهمية ترشيد الاستهلاك كأحد روافد تعظيم القدرة الاقتصادية الوطنية. ويجب ألا نهوّن أو نحقّر من أى سلوكٍ فى هذا الإطار، فحُسن استخدام كل قطرة مياه داخل منازلنا وعدم إهدار شعاع الكهرباء فيما لا يفيد وقصر استهلاك وقود سياراتنا فى المهام الضرورية فقط والاكتفاء فى المواد الغذائية بما يلبى حاجتنا الحياتية دون إفراطٍ أو تبذير والإقلاع عن أوجه الصرف العبثى، كلها سلوكيات بسيطة تصب فى رصيد القوة الاقتصادية للدولة.

5 - تعضيد وشائج الأسرة ومداومة تبصير أبنائنا بحقائق الأمور وما يهدد الوطن، حتى لا ينزلقوا إلى التطرف أو الإرهاب.

6 - اليقظة واستنهاض الحس الأمنى لدينا جميعاً، والإسراع بإبلاغ الجهات المسئولة بما قد يتيسر لنا من معلومات أو ظنون عن العناصر الإرهابية وأعمالها.

7 - مقاطعة المنتج الأجنبى بقدر الإمكان مهما تكن جودته، وإيثار نظيره المصرى بما يزيد من قيمته.

8 - عدم الإصغاء لقنوات الإعلام الأجنبية، بل وإهمالها إدراكاً لكونها إحدى أدوات الحرب الإرهابية وأنها لا تبثُ إلا سموماً فى باطن الكلام المعسول.

9 - تنمية محاور التكافل الاجتماعى فيما بيننا، والمساهمة بقدر المستطاع فى أوجه الخير والمشروعات القومية.

10 - التسلح بالإيمان والقيم النبيلة وتصحيح المعوج من سلوكياتنا الاجتماعية فى ضوئها، واليقين بأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا.

تلك هى رؤيتنا للدور الشعبى فى حربنا المقدسة ضد الإرهاب، فهل لإعلامنا الوطنى أن يتبناها؟.. حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواَءَ السبيل