رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سرقة التراث العربي.. هل هي بداية لمخطط صهيوني "جديد" في المنطقة؟

 ام كلثوم وعبدالوهاب
ام كلثوم وعبدالوهاب

لم تكتف إسرائيل بانتهاك الأراضي العربية، وقتل وذبح المواطنين، وسلب أملاكهم وأراضيهم، بل استحدثت نوعا جديدا من الانتهاك، من خلال سرقة التراث العربى، وخاصة المصري، حيث تعمدت في الفترة الأخيرة ترجمة العديد من الأغاني العربية والمصرية إلى العبرية. 

المواقع الإسرائيلية، نشرت العديد من أغاني المطربين المصريين الكبار، باللغة العبرية، ومنها أغاني الراحل محمد عبدالوهاب، وكوكب الشرق أم كلثوم، ما أثار استياء الأدباء والشعراء العرب والمثقفين، حيث إن هذه الواقعة، ليست الأولى من نوعها، فكثيرا ما سرقت إسرائيل أعمالا عربية تراثية خالدة، ونسبتها إلى نفسها. 

وكان موقع "إسرائيل بالعربية"، قد نشر ترجمة لطيف بار توف، عراقي الأصل، لأغاني "محمد عبد الوهاب"، إلى اللغة العبرية، وضمها في كتاب يحتوي على 158 أغنية لموسيقار الأجيال، مع النص العربي، ثم بحروف عبرية ليتسنى للجمهور قراءتها، فضلا عن ترجمة الكلام للعبرية على غرار كتابه الأول الذي ضم أكثر من مائة أغنية لأم كلثوم، بالإضافة إلى معلومات هامة عن الفنانين وسيرتيهما الذاتيتين وسنوات صدور أغانيهما. 

وسبق أن ﺃﺩﻟﻰ ﺍﻹﻋﻼﻤﻲ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ "ﺭﻀﻭﺍﻥ ﺃﺒﻭﻋﻴﺎﺵ" ﺍﻟﻤﻜﻠﻑ ﺒﺎﻹﺸﺭﺍﻑ ﻋﻠﻰ ﺇﻨشاء ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺯﻴﻭﻥ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺒﺤﺩﻴﺙ ﺨﺎﺹ - ﻟلكاتب أحمد فؤاد نوار - يكشف ﻓﻴﻪ ﺠﺯءًا ﻤﻥ ﺠﺭﺍﺌﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻀﺩ ﺍﻟﻔﻥ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﺒﺸﻜل ﻋﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺼﺭﻱ ﺒﺸﻜل ﺨﺎﺹ. 

أبو عياش، أكد ﺃﻨﻪ ﺘﻘﺩﻡ ﺒمذكرﺓ ﻟﻠﺴﻠﻁﺔ ﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻴﺔ ﻴﻁﺎﻟﺏ ﻓﻴﻬﺎ ﺒﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺭﺍﺙ ﺍﻟﻌﺭﺒﻲ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻁﻴﻨﻲ ﺍﻟﺫﻱ ﺍﺴﺘﻭﻟﺕ ﻋﻠﻴﻪ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻤﻥ إذاعة ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ بالقدس، ﻭﺇﺫﺍﻋﺔ ﺼﻭﺕ ﺍﻟﺠﺒل ﻋﺎﻡ 1967، ﻭﺍﻟﺫﻱ ﻴﻀﻡ أكثر ﻤﻥ١٢ ﺃﻟﻑ ﺸﺭﻴﻁ ﺇﺫﺍﻋﻲ ﻨﺎﺩﺭ ﺍﺴﺘﻐﻠﺘﻪ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، منها ﺃكثر ﻤﻥ ٣٠٠ ﺃﻏﻨﻴﺔ لأﻡ كلثوﻡ، ﻟﻡ ﺘﺘﻭﺍﺠﺩ ﺴﻭﻯ ﻓﻲ ﻤﻜﺘﺒﺔ ﺍﻹﺫﺍﻋﺔ ﺍﻟﻤﺼﺭﻴﺔ ﻭﺇﺫﺍﻋﺔ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ بالقدس ﻓﻘﻁ وﻻ ﺘﻭﺠﺩ في ﺍﻷﻟﺒﻭﻤﺎﺕ التجارية. 

ولم تكن ترجمة موسيقار الأجيال، الجريمة الأولى التي ترتكبها إسرائيل، فقد ذكر أحمد فؤاد نوار في كتابه "الفن العربى في مواجهة إسرائيل"، أن صفحة "إسرائيل بالعربية"، على فيس بوك قالت: "تشهد إسرائيل في السنوات الأخيرة مشاريع فردية تستهدف نشر الثقافة العربية على غرار ترجمة أغاني عمالقة الموسيقى والغناء العربي عبد الوهاب وأم كلثوم". 

ومن ناحية أخرى نشرت الصفحة، أن ﺍﻹﺫﺍﻋـﺔ الإسرائيلية بالعربية ﺘﻘـﺩﻡ ﻨﺸـﺭﺍﺕ ﺃﺨﺒﺎﺭ ﻗﺒل ﻭﺒﻌﺩ ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ﺃﻡ كلثوم ﻴﻭﻤﻴﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﻤﺴـﺔ مساءً، ﻭﻋﻠﻰ ﻤﺩﺍﺭ ﺴﺎﻋﺔ، ومن المؤكد أنها ﺘﺤﺘﻭي ﺩﺍﺌﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺨﺒـﺎﺭ ﺍﻟﻤﺩﺴﻭﺴـﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺘﺸﻜﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺩﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ، ﺃﻱ أنها ﺘﻘﺩﻡ ﻟﻬﻡ ﺍﻟﺴـﻡ ﻓـﻲﺍﻟﻌﺴل، ﻭﻤﻥ ﻨﺎﺤﻴﺔ ﺃﺨﺭﻯ ﺘﻭﻫﻡ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﺒـﺄﻥ ﻟـﺩﻴﻬﺎ ﺃﻏﻨﻴﺎﺕ ﻟﻴﺴﺕ ﻤﻭﺠﻭﺩﺓ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻡ ﺴﻭﻯ ﻓﻲ ﺇﺫﺍﻋﺔ ﺇﺴﺭﺍﺌﻴل، ﻭﺒﺎﻟﺘﺎﻟﻲ فإن هذا ﻴﺠـﺫﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﻌﻴﻥ ﺍﻟﻌﺭﺏ سواء ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺭﺒﻴﺔ ﺃﻭ ﻓﻲ ﻓﻠﺴﻁﻴﻥ، فتزداد ﻤﻌﺩﻻﺕ ﺍﻻﺴـﺘﻤﺎﻉ، وهذا مكمن الخطورة. 

والأسبوع الماضي، أعلنت فرقة الراب الأردنية، "ترابية"، على حسابها الخاص في "فيس بوك"، أن حزب الليكود الإسرائيلى الذي يرأسه بينيامين نتنياهو، اعتدى على حقوق الملكية الفكرية وشوّه سمعة أعضاء الفرقة من خلال استخدام أغنية للفرقة بعنوان "غربة" في فيديو يخص الدعاية الانتخابية للحزب. 

وبعيدا عن حالة الغليان التي انتابت الأﺩباء والكتاب العرب، من تعدي إسرائيل على التراث الخاص بهم، فإن الأمر برمته يثير العديد من التساؤلات، منها ماذا تريد إسرائيل من ترجمة التراث الأدبي والفني العربي، ولماذا أقدمت على هذه الخطوة الآن، فضلا عن قيامها بذلك دون أن تعود لأصحاب الملكية الفكرية والأدبية؟.