رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استثمار أموال التأمينات .. فوق سطح القمر


أعلنت فى الفترة الأخيرة الأرقام المرتبطة بضمان الخزانة العامة من أموال المعاشات والمؤمن عليهم، وكل هذه الأرقام هى واحدة ولكن حملات التضليل تجعلها تختلف قليلا فإن ما يعلنه وزير المالية هو 485 مليار جنيه وما تعلنه وزيرة التأمينات 465 ملياراً

وهذه الأرقام بدون فوائد تقريباً أى أن الرقم تجاوز الـ ستمائة مليار جنيه . ومن المؤسف أن بعض هذه الأموال خاضعة لشروط قاتلة وضعها بطرس غالى مع مستشاره التأمينى محمد معيط الذى أصبح الآن نائباً لوزير المالية لشئون التأمينات أى أن أنصار بطرس غالى قد هيمنة هينمة كاملة على وزارتى المالية والتأمينات وبرغم اندفاع جميع الفئات بدون استثناء إلى الحصول على دخول أكبر حتى يستطيعوا مواجهة أعباء الحياة وكل هذه الفئات تتجه إلى الخزانة العامة.. وبرغم أن أصحاب المعاشات الذين يملكون أكثر من نصف تريليون أصبحوا هم الوحيدين المهمشين بعيداً عن جدول أعمال الحكومة .. فيكف يضربون عن العمل وهم لا يملكون هذا العمل.. وكيف يمكن لهم أن يتجهوا إلى احتلال الميادين والطرق وهم فى هذه الحالة السنية والمرضية؟ وبرغم أن أموال التأمينات أصبحت فى خبر كان.. ولا يوجد منها سوى حفنة الأوراق التى يسمونها ضمانات الخزانة العامة.

إن كل الإعلانات عن إعادة استثمار أموال التأمينات هى مضللة فكيف يمكن استثمار أموال غير موجودة أصلا وهل يمكن استثمار أوراق لا قيمة لها فى السوق سوى إنها ممهورة بتوقيع بطرس غالى.. إذاً نحن أمام كارثة وطنية تفوق ما تعرض له الشعب المصرى من كوارث حيث التهم نظام مبارك بواسطة الوحوش الكاسرة، من أنصار بطرس غالى كل أموال المعاشات والمؤمن عليهم.. ويعلن وزير المالية دائماً أن أموال التأمينات آمنة ولم يسرقها أحد ولم نقل إنها سرقت ولكنها تبددت وانتهت كقوة مادية ولم يحاسب المجرمين أحد رغم أنها أكبر سرقة فى التاريخ لم يحدث هذا الحجم فى أمريكا أو أوروبا أو أى بقعة فى العالم ولكنها حدثت فى مصر يدفع ثمنها الآن ملايين المصريين.

ونحن نقترح كيف تتعامل مع الخزانة العامة كى يدفع الجميع ما عليهم ويحصلوا على حقوقهم ولكن يجب ألا يتحمل أصحاب المعاشات وحدهما دفع فاتورة الأغنياء فهذا يعنى أن الظلم والاستغلال أصبحوا يطبقون بقوة لجعلنا نتساقط يوميا بلا رحمة وبلا شفقة .. إننا لا نحصل على معاشاتنا من الباب الأول من الخزانة العامة مثل أجور العاملين بل نحصل على هذه المعاشات من عائد أموالنا ومن ما يتم جمعه من إيرادات التأمينات السنوية التى تفوق إيرادات قناة السويس .. كما أننا نعيش بين أنصار بطرس غالى الذين يتمتعون بكل قوة بما لهم من نفوذ داخل وزارتى المالية والتأمينات ويخفون كشف حقيقة ضياع هذه الأموال وإهدارها ويضللون الرأى العام بأنها موجودة وآمنة إذا كيف يمكن فى كل هذه الأوضاع أن تستمر الأوهام والأوراق وأن تطعم بطون أسر أصحاب المعاشات الذين تدهورت حياتهم المالية حتى أصبحوا أكثر الفئات فقرا .. إننا نقترح أن يتم دفع الفوائد الحقيقية عن هذه الأموال مهما كانت الأسباب التى أدت إلى تعطيلها وعلى سبيل المثال أن هناك أكثر من 212 مليار جنيه بفائدة 8٪ رغم أن أذون الخزانة إذا تخطت الخمس سنوات تفوق فائدتها الـ 17٪ .

وأيضاً هناك أكثر من 140 ملياراً لا يتم دفع فوائد منها على الإطلاق ويقوم حراس بطرس غالى بمنع الاقتراب من هذه القيمة لوجود أنصار لمبارك وغالى من رجال الأعمال المحظوظين، حيث يتم حتى الآن إخفاء أسمائهم حرصاً على مشاعرهم على أن يدفع الفقراء الثمن غاليا لهذه المشاعر النبيلة!! وهناك أيضاً أكثر من 85 مليار جنيه يدرها أنصار غالى ببنك الاستثمار القومى حيث يغرقون فى البدلات والمكافآت غير الخاضعة لأى قانون أو رقابة فى العالم وتقوم قيادات هذا البنك بتوزيع مناصب استثمار هذه الأموال.

إذاً نحن نملك ثروة هائلة نستطيع من خلالها أن نعيش فى استقرار ونعالج مشكلتنا الحقيقية ونطالب بتجميع هذه المبالغ بفوائدها خلال السنوات الماضية فى مبلغ واحد تدفع فوائدها الخزانة العامة .. فهى حقوق وليس مطالب إذا نحن لسنا فى حاجة إلى دعم من الدول بل باسترجاع حقوقنا فقط لا غير.. إن الحصول على فوائد أموالنا هو ما يمكن تنفيذه الآن أما ما يمكن أن نسمعه من أحاديث عن استثمار أموال التأمينات فإن هذه الكلمات الغرض منها تضليل الرأى العام وأيضا هو استثمار وهمى.. لا يمكن أن نسترجع هذه الثروة فى ظل خزانة خاوية تبحث عمن يقرضها فى الخزانة فى الخارج وتخضع لشروط صندوق النقد وترضى بالحصول عن أموال بفوائد من البنوك والشركات والأفراد تصل فائدتها إلى 17٪ إذا كانت هذه الأموال فى حوزة الخزانة العامة لعدة سنوات .. إذا كيف يمكن أن نسترد ونستثمر أموالاً قد غابت ولن تعود أبدا.. إن أنصار غالى يفكرون باستثمار أموال التأمينات فوق سطح القمر حيث الفائدة أكثر وبعيدة عن عيون البشر ولن تتعقبها الصحافة والفضائيات أى أنه الاستثمار الآمن الحقيقى حيث يمكن زرع سطح القمر والحصول على أكبر معدل فى الاستثمار وهو لا يخضع لأى رقابة دستورية أو قانونية ويصبح هذا الاستثمار هو الطريق الوحيد للأمن والأمان.

ويقوم الآن أنصار غالى وعملاؤهم فى المجندين من قبل معيط وممتاز السعيد بالتصدى لحركة أصحاب المعاشات ومنعهم من ثورة الغضب والاحتجاج حتى لا تصل أيدى الشعب والثورة إلى أسيادهم من الذين جعلونا نستثمر فوق سطح القمر بدلا من سطح الأرض إن العملاء المزروعين الآن فى كل مكان يحاصرون حركة المعاشات وثورتهم من أجل منع وقمع صعود هذه الحركة القوية.. وكل هذا ليس بالمجان ولا بالتطوع فقد سقط هؤلاء فى مستنقعات مملوءة بالغل والحقد والكراهية من أجل نفسها.. إننا ندعو خلال أكتوبر إلى مؤتمر عام سيحضره بعض مستشارى الرئيس والقيادات المرتبطة بالتأمينات وهى قيادات شريفة تاريخيا حتى نستطيع أن نقدم للرأى العام وأصحاب الأموال من المعاشات والمؤمن عليهم وهم تصل نسبتهم إلى 80٪ من الشعب المصرى.. إن الحقيقة وحدها هى التى سوف تهزم كل أنصار غالى وعملاء معيط وسوف تسقط تحت أحذية الفقراء كل من خانوا وباعوا الفقراء من أصحاب المعاشات وإن اتحاد أصحاب المعاشات سوف ينهض من جديد كى يقتلع جذور الشركى نعيد لهذه الملايين حقها فى حياة إنسانية كريمة.. إن كل فئات المجتمع قد تقدمت مادياً وتراجع أصحاب المعاشات.

لذلك نحن نقدم الحل الوحيد وهو الحصول على فوائد أموالنا وليس عودة هذه الأموال أما الاستثمار فوق سطح القمر فإنه العرض المقدم من أنصار بطرس غالى وعملائه ويروج له عملاء معيط الذين يستلهمون الحكمة بمن نفذوا إدارة غالى حيث يستمتع فى شوارع لندن من أموال الفقراء ويستمتع أنصاره وكذلك عملاؤهم بما ينعم عليهم من الصندوق السرى فى وزارة التأمينات حيث تحول هذه الصندوق إلى شيطان يبيع ويشترى ويستثمر ذمم بعض من سقطوا من قيادات المعاشات!! إننا فى شهر أكتوبر سوف نتحرك وبكل قوة كى تمنح الاستثمار فوق سطح القمر ونعيده إلى الأرض حتى تصبح أموالنا أمام أعيننا وليست فى الخيال رغم أننا أحياناً يصبح الخيال أفضل من الواقع بكثير .. إننا نصاب بذهول شديد كيف تصمد الأجهزة الرقابية والمالية عن استمرار هذه الجريمة البشعة ولم تتحرك الآن.. وتخضع الحكومة والرئاسة لسيطرة الأفكار الشيطانية بل وتستجيب لها وتترك أصوات الملائكة التى تصرخ من الفقر والمرض رغم أن أموالهم أصبحت لاستثمار زيادة نسبة الأغنياء من أموال الفقراء. ومن المؤكد إننا قد تعلمنا خلال سنوات عمرنا الصبر ولكن نفد منا ولم نعد نطيق الاستمرار فيه ويكفى أن مجزرة كفر الدوار والمعاشات المبكرة مازالت مستمرة نتيجة ما قدمه معيط فى القانون 130 الذى انتزع لقمة العيش من فم الفقراء .. وكذلك حقوق العلاقات الاجتماعية والتى قررتها الوزيرة أصلا وأعلنت صرفها فى 1/7/2012 الماضى وكذلك الأثر الرجعى للعلاوة 2008 وأهم من ذلك كله هو زيادة المعاشات بنسبة معقولة نستطيع أن نواجه بها أعباء الحياة عن الأقل وربط كل ذلك بالحد الأدنى للأجور واعتبار المعاشات لها الحق طبقاً للقانون فى الحصول على 80٪ من الأجر. والغريب أنها حقوق وليست منحاً أو حسنات أو صدقات إن هذا كله من عرق ودم أصحاب الأموال.. إننا حتما سوف نواجه هذا السد الفاسد من أنصار غالى وعملائهم والأكيد أن أموالنا ستعود للاستثمار تحت سطح الأرض وليس فوق سطح القمر