رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة السيد الرئيس للمنصورة!!


يوم الأحد قبل الماضى كان افتتاح أسبوع فتيات الجامعات المصرية وهو أكبر تجمع لطالبات الجامعات يتنافسن فى جميع الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية ورغم أنه حدث قومى مهم ويعطى رسالة قوية للخارج والداخل إلا أن الإعلام لم يهتم به مثل اهتمامه بأعمال الحرق والتخريب لطلاب الجماعة الإرهابية، ولأن أسبوع فتيات الجامعات كان تحت رعاية رئيس الجمهورية فقرر المهندس إبراهيم محلب أن يفتتحه بنفسه فى جامعة المنصورة، ولهذا كان لزاما على المسئولين فى محافظة الدقهلية ان يستعدوا لهذه الزيارة بتجميل وإصلاح كل الطرق والشوارع التى سوف تكون فى خط سير رئيس الوزراء، وبالفعل كل المشروعات المتوقفة دبت فيها الحياة لدرجة أن محافظ الدقهلية السابق حاول إقناع القوات المسلحة بافتتاح كوبرى ميت غمر وقت الزيارة ثم إغلاقه بعدها المهم أن تنتهى الزيارة على خير وينال رضاء رئيس الوزراء حتى يستمر فى منصبه ويذهب رضاء المواطنين إلى الجحيم وتشاء الأقدار أن يتم استبعاد المحافظ فى حركة المحافظين قبل ٢٤ ساعة من الافتتاح وأيضاً يتم إلغاء زيارة رئيس الوزراء للمنصورة.فعاد القبح والإهمال والتكسير مرة أخرى إلى شوارعها، هذا ما حدث مع زيارة لم تتم لرئيس الوزراء فكيف سيكون الحال لو قرر رئيس الجمهورية زيارة المنصورة هل كل مشاكلها ستجد طريقها للحل؟ ولماذا تتحرك كل أجهزة الدولة فقط خلال جولات رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء؟ ولماذا لا يكون هذا النشاط نظام عمل وأسلوب حياة يستمر طوال العام؟ وهل يرضى الرئيس بذلك؟ وهل يعلم بهذا الزيف الذى يحدث له أثناء جولاته؟ ولماذا لا تحترم أجهزة الدولة المواطن قدر احترامها للمسئول الكبير؟ رغم أن هذا المسئول المفترض أنه يعمل لدى المواطن؟ وأن صوت المواطن الانتخابى هو الذى يأتى بالمسئول إلى منصبه وهو الذى يستطيع سحب الثقة منه، لابد وأن نشعر أن هناك تغييراً حدث فى مصر فليس من المنطقى أن ما كان يحدث فى جولات الرئيس قبل يناير ٢٠١١ يعود مرة أخرى بعد ثورتين قام بهما الشعب من أجل تغيير هذا الفساد الذى يحدث فى زيارات رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لأنه غالباً ما يكلف موازنة الدولة مبالغ كبيرة يتم إهدارها دون فائدة تعود على المواطن، فمعظم عمليات التجميل التى تحدث خلال هذه الجولات تتم عن عجل ودون مراعاة الحد الأدنى من الجودة والإتقان، عودة إلى مدينة المنصورة الحزينة والتى كانت عروس الدلتا.فقد كتبت كثيراً عن معاناة المواطنين فى الدقهلية من سوء الخدمات والنظافة وأعمال الحفر التى لا تنتهى والمواصلات العامة والخاصة، أتمنى لمحافظها الجديد التوفيق وأن ينسى تماماً فكرة جلوسه فى مكتبه ومتابعة أداء مرؤوسيه من خلال اللاب توب كما يريد أن يفعل، يجب عليه أن ينفذ توجيهات الرئيس بالتواجد بين المواطنين حتى يتعرف على مشاكلهم عن قرب ويحاول حلها فى حدود إمكانيات الدولة المتاحة وأخيراً التحية واجبة لوزير التعليم العالى ورئيس جامعة المنصورة والمسئولين فى الجامعة الذين نظموا افتتاحاً مبهراً لأسبوع فتيات الجامعات المصرية حضره عشرات الآلاف من الطلاب والذين خرجوا سالمين آمنين من استاد جامعة المنصورة فى صباح نفس يوم مأساة استاد الدفاع الجوى.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية