رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العبور الجديد


منذ بدء انتظام البشر فى جماعات تعيش فى رقعة أرض محددة كان الهاجس الأمنى هو همها الأول، لذلك عملت على إنشاء حدود آمنة وقوية من أجل الدفاع عن مكتسباتها الاقتصادية والحفاظ على نظامها الاجتماعى الذى أنشأته من أى أخطار أو أطماع خارجية ومع ازدياد أعداد تلك الجماعات وبدء تكوين الكيانات السياسية تطور مفهوم الأمن لدى تلك الكيانات ليشمل درء المخاطر قبل حدوثها وذلك بالاستعداد بقوة لازمة تردع كل من يفكر فى القيام بغزوها.. كان فراعنة مصر هم أول من وضع الاسس السليمة لاستراتيجية الامن القومى بمفهومها الحديث المتعارف عليه اليوم والذى نقلته عنهم كل النظم السياسية التى تلت منذ الاف السنين ويتم تدريسه فى مختلف الجامعات والمعاهد العالمية فى عصرنا الحالى.. وتلخصت تلك الأسس فى.. بناء اقتصاد قوى ونشر العدل الاجتماعى وتحقيق الكفاية الاقتصادية لكل أفراد الشعب والحفاظ على قوة عسكرية تكفل حماية حدود الوطن.

ولان التاريخ دائماً ما يعيد نفسه ولان مصر كلما قويت وازدهرت حاولت الدول الأخرى الوقوف ضدها بمخططات وإضعاف لقوتها وانهاك لشعبها فقد حاولت الدول الأخرى محاولات مستميتة لاستباحة حدود مصر وتهديد أمنها القومى ببث الفوضى فى دول الجوار ضمن مخطط كامل للشرق الأوسط فرأينا العراق وتونس وليبيا وفلسطين وسوريا واليمن والأردن والبحرين. والآن وقد تخلينا عن دور المفعول به وتقلدنا دور الفاعل المهاجم المحافظ على حقوق دولته وشعبه واتخاذ خطوات فاعلة خارج حدود مصر لدحر الإرهاب والثأر لشهداء الوطن والفرحة العارمة التى اجتاحت قلوب المصريين وأثلجت الصدور ولكنها وضعت مصر فى مواجهة حقيقية مع الإرهاب ومن يموله وبدأت مصر حربا جديدة، حرباً تستدعى أن يبقى السلاح «صاحى» ويقظاً وهنا يجب أن نتساءل: أى أنواع السلاح نستخدم هل هو سلاح الطائرات والمدفعية وقوات الصاعقة لتحقيق النصر؟ الإجابة بالطبع لا، فعلى كل مواطن حمل السلاح ولكن سلاح العمل .

إن كنا نريد الانتصار فى هذه الحرب التى فرضت علينا لابد وان نتحمل المسئولية ولنعمل جميعا كل فى موضعه فى محاولة لإيقاظ الضمير وان ننحاز انحيازا كاملا لمصلحه الوطن يكفينا الخطر الذى يهددنا جميعا فلنقف وراء قيادة نثق فيها ونعرف مدى وطنيتها وأن الرئيس يعمل فى ظروف داخلية وخارجية صعبة أعتقد أنه الآن أحوج ما يكون لكم يا شعب مصر، لقد بدأ خطوة أعتقد أنه يدرك مخاطرها جيدا.

إن الدول تستطيع القضاء على الحكام والأنظمة ولكنها لا تستطيع القضاء على الشعوب، بقاء مصر فى بقاء وصمود شعبها ووعيه لا تجعلوهم يقضوا على أحلامكم ولا يفرضوا عليكم إرادتهم لدينا الان طوق نجاة لابد من استخدامه، جيش عظيم ورئيس واع ومخلص لتراب هذا الوطن، اصطفوا خلف جيشكم وحاربوا معه حتى يتحقق العبور العظيم فعلها آباؤنا فى ٧٣ ويبقى أن نفعلها نحن الآن وليبقى سلاحنا صاحى دائماً.. حفظ الله مصر وحمى شعبها العظيم.

■ مذيعة