رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صفقة الأسلحة الفرنسية.. والأمن القومى المصرى


إن صفقة توريد 24 مقاتلة من طراز «رافال» وفرقاطة متعددة المهام وعدد من الصواريخ والذخائر من فرنسا، تمثل أهمية قصوى للجيش المصرى، ولها أهمية استراتيجية فى مكافحة الإرهاب، فضلاً عن أنها تسهم فى تعدد مصادر السلاح، الذى يحول بين فرض أى دولة سياستها أو نفوذها على مصر. وأن طائرات هذه الصفقة من أفضل المقاتلات التى تستطيع مجابهة سلاح الجو الإسرائيلى، خاصة بحمولتها الكبيرة من الذخيرة وتحليقها على ارتفاعات شاهقة، وهذه الصفقة مهمة جداً خاصة بعد أن أوقفت الولايات المتحدة توريد 12 طائرة من طراز «إف-16». وبعد هذه الصفقة أصبح الجيش المصرى يمتلك من تصنيع أكبر ثلاث دول هى أمريكا وروسيا وفرنسا وبذلك سيصبح لدى الجيش المصرى الـ «إف-16» الأمريكية، و«الميج» و«الوخوى» الروسيتين، و«الرافال» الفرنسية. أما بالنسبة لجدوى استخدامها فى محاربة الإرهاب؛ فهى قادرة على قصف معاقلهم بشكل دقيق مثل الطائرات الأباتشى.بالإضافة إلى ذلك، فإن الفرقاطة التى تضمنتها الصفقة لها أهمية استراتيجية لزيادة القدرة العسكرية البحرية التى هى أكثر خمس مرات من قدرة إسرائيل العسكرية البحرية. وإن هذه الفرقاطة تعد إحدى القطع البحرية المتطورة التى تستخدم الحرب الإليكترونية وتقوم بمهام دفاعية وهجومية صعبة، وتستخدم التكنولوجيا فى المعارك البحرية، وستضيف إلى القوة البحرية رصيداً كبيراً.

ونعود مرة أخرى للطائرات الفرنسية «الرافال» حيث إنها تعتبر واحدة من أفضل الطائرات الحربية فى العالم، فهى مقاتلة متعدد المهام من الجيل الرابع، وهى قادرة على حمل معدلات كبيرة من الأسلحة قصيرة وبعيدة المدى إضافة إلى إمكانية تعاملها مع الأهداف البرية والبحرية والاستطلاع الجوى. وتتمتع الطائرة بدقة عالية فى التصويب. وتحتوى قمرة القيادة على أحدث وسائل التحكم الرقمى الذى يسمح للطيار بالتعامل مع المهام التكتيكية إضافة إلى شاشات تعمل باللمس «Touch screen» لعرض البيانات إضافة إلى خوذة الطيار التى تضم إمكانات متقدمة جداً، حيث تحتوى على «Hub» يبين الأهداف قبل وبعض التعامل مثل شاشة البلازما، كما أنها تحمل تسليحاً متطوراً جداً مثل الصاروخ «ماجيك» متغير المدى الموجه بالأشعة تحت الحمراء، والصاروخ «ميكا» متعدد الأغراض الذى يمكنه اعتراض الصواريخ وإصابة الأهداف من على بعد 60 كم، بالإضافة إلى الصاروخ «إكزوست» متوسط المدى المضاد للسفن.وقال «دوجلاس بارى» من مركز أبحاث المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية إن الرئيس السيسى يسعى إلى تطوير القدرة العسكرية المصرية بسبب مخاوف من انزلاق فى ليبيا إلى مصر، وهو يخشى أن تستطيع الميليشيات الإرهابية فى ليبيا السيطرة على البلاد بأكملها، وهو ما يعنى أن التهديد سيكون مباشراً على الأمن القومى المصرى.إن دول الخليج ترى فى القيادة المصرية درعاً واقية ضد الميليشيات الإرهابية ولهذا السبب تدعم مصر عسكرياً واقتصادياً بشكل كبير. وتطالب الدول الأوروبية خوفاً من تنامى الجماعات الإرهابية بزيادة القدرة العسكرية المصرية ودفعها إلى لعب دور أكبر وأقوى فى استعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط.وفى الختام وطبقا لوكالة «رويترز» بتاريخ السبت 14/2 إن الأزمة فى ليبيا واختطاف المصريين كان دافعاً أساسياً لتعجيل مصر الاتفاق على صفقة طائرات «رافال» الفرنسية وأن المخاوف من تنامى نفوذ الجماعات الإرهابية فى ليبيا وسيناء، مما دفع الدول الغربية إلى محاولة التواصل مع القيادة المصرية وكل ذلك يصب فى تعزيز القدرات العسكرية لتأمين الدولة والحفاظ على الأمن القومى