رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مشاجرة بين رجال الأعمال ... الغرامة ثورتان


بعد 25 يناير رفضت جماعة الإخوان المشاركة بأى وسيلة فى ميدان التحرير. وبعد 4 أيام صدرت التعليمات من واشنطن وتل أبيب إلى التنظيم الدولى الذى يدير شئون الجماعة «فرع مصر» بالمشاركة فى الثورة

إنها أكبر مشاجرة فى التاريخ.. سالت فيها الدماء والدموع.. استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة. دون السلاح النووى والكيماوى! تقدم رجال أعمال جماعة الإخوان يريدون جانباً من الاقتصاد المصرى. بعد أن تدفقت عليهم المليارات الخارجية من أجل احتلال مساحة من «التورتة المصرية».... كان ذلك مستقطعاً من رجال أعمال «مبارك».. انتشرت الجماعة فى مساحة كبيرة من الاقتصاد واتجهت إلى المجالات المربحة. أى التجارة والصناعة الإسلامية والأسهم المالية.. وشراء الصناعات ذات الأزمات المالية.. وارتدوا غطاء الدين وتستروا خلف الشعارات الإسلامية حتى يمنحوا أنفسهم الحق فى «الحلال» حتى يخفوا «الحرام» .. اشتد الغضب من رجال مبارك الذين يملكون جميع مؤسسات الدولة. مما دعاهم يشنون عدة غارات على رجال أعمال الإخوان تنتهى بالسجن والبراءة ثم العودة.. كانت القوة المالية لجماعة الإخوان أكثر شراسة مما يعتقد رجال أعمال مبارك.. أعلنت جماعة الإخوان عن إنشاء «بنك التقوى».. الغريب والمثير للسخرية أن مكان البنك فى جزر «الباهاما» أعتقد أساتذة الجغرافيا لا يعلمون أين تقع هذه الجزر!!

كانت قوة رجال مبارك فى السيطرة على القرار السياسى الذى يمنحهم قروضاً بلا ضمان وأراضى بالمجان وعمالاً بلا حقوق.. مما ساعدهم على النموالسريع .. ودون ثقافة مجتمعية أو شعور بحالات الغضب الشعبى التى تنتشر بالبلاد.. أصبحت البواخر تحمل التجارة العالمية المملوكة لـ «ليوسف ندا» تمر عبر كل البحار. وفى يوم واحد كان لدى جماعة الإخوان ثلاثون باخرة فى البحر المتوسط فقط!!

أثار هذا كله الخوف والذعر لدى رجال أعمال مبارك.. احتلت الجماعة مساحة كبيرة من الاقتصاد مما دعا النظام يفكر فى أسلوب آخر للتعامل مع رجال أعمال الإخوان!! اشتد الصراع بينهما .. وجماهير الشعب المصرى المحاصرة فى الزنازين الشعبية تراقب هذا كله .. وكالعادة لجأ المصريون إلى سلاح «النكتة»على الجميع!!

كان الكثير من الرأى العام يوجه الاتهامات إلى هذه النوعية من الذين سيطروا على اقتصاد البلاد.. انتشر الفساد وأصبح العملة الوحيدة التى تتداول فى البلاد ..ونتج عن هذا كله أن نهبت كل ثروات البلاد.. واستولوا على القطاع العام .. وتم بيع 320 شركة عملاقة بأسلوب المناقصة وليس المزاد . أى بأقل الأسعار!!

انزعجت جماعة الإخوان وأخذت تنمو فى مجال التجارة الداخلية والخارجية وتتحكم فى المصارف المالية بل وتهدد سعر العملة الأجنبية!!

نتج عن هذا كله.. أن أسرة واحدة أصبحت تملك أكثر مما يملكه الشعب المصرى كله .. وبعضها وصل إلى مرتبة العشرة الأغنياء فى العالم!!

صدر القرار لجماعة الإخوان أن تعمل بالسياسة وتذهب فى أول يناير 2011 كانت موجات الشباب الغامض تنتشر فى كل ربوع الوطن .. وفى يوم 14 يناير أعلنت جماعة الإخوان رفضها المشاركة فى مظاهرات 25. بل وأشادت بنظام مبارك.. بعد 25 يناير رفضت جماعة الإخوان المشاركة بأى وسيلة فى ميدان التحرير. وبعد 4 أيام صدرت التعليمات من واشنطن وتل أبيب إلى التنظيم الدولى الذى يدير شئون الجماعة «فرع مصر» بالمشاركة فى الثورة .. «البرلمان» واستبدال الصراع بالاتفاق والمشاركة حتى يمكن الاشتراك فى صياغة القوانين والحصول على نسبة أكبر من الاقتصاد ..

حصلت الجماعة فى الجولة الأولى على 17 نائباً . وفى الجولة الثانية حصلت على 88 نائباً !! كان الصدام متوقعاً بين الجماهير الغاضبة وهى ترى حفنة استولت على كل ثروات الوطن بعد أن وجه رجال أعمال مبارك ضربات عنيفة وآلاماً إلى كل طبقات الشعب!!

للكن الصراع اشتد ونظام مبارك قرر فض الاتفاق، وفى البرلمان قبل الأخير لم يمنح الجماعة أوغيرها مقعداً واحداً فى البرلمان.. نجحت الثورة وتم سرقتها نهاراً. انهزم رجال أعمال مبارك.. كانت الجماهير الغاضبة تحطم نظاماً يحتوى على كراهية شديدة لما عانته هذه الجماهير من آلام.. كانت الأحزاب السياسية محاصرة داخل المقار وبعضها مخترق أمنياً لدى بعض القيادات ولم تكن هناك قوة تعمل بحرية سوى جماعة الإخوان والحزب المملوك للدولة!!كل هذا تم وأصيب الوطن بآلام مبرحة ودفعت طبقات الشعب من الوسطى حتى الطبقات الدنيا الثمن غالياً أى أننا دفعنا الغرامة للطبقات المتوحشة من رجال أعمال من هذا وذاك.. ثورتان عظيمتان أراد الشعب أن يعيش فى أمن وسلام لكن المعتدين الذين يملكون أصبحوا يحكمون.. مرة بلحية خارجية وأخرى بلحية داخلية.. ونحن نعيش الآن تحت قيود الاستغلال مع أن أنياب الاثنين واحدة ودماؤنا أيضاً واحدة!! ولكن رجال جماعة الإخوان أرادوا الاستحواذ على نصيب رجال أعمال مبارك واستعملوا جميع أنواع البطش يريدون بسرعة تعويض أنفسهم عما لم يحققوه بالكامل من قبل سياسياً واقتصادياً .. تم الاعتداء على كل طبقات الشعب المصرى من قبل هذه الجماعة.. كانت ثورة 30 يونيو التى غسلت عار هذه الجماعة وإزالة البقع السوداء التى لحقت بثوب الوطن كله.. لكن كل ثورات العالم لا توجد ثورة واحدة خالية من الشوائب .. نعم كانت ثورات الشعب المصرى عظيمة ومجيدة قام بها شباب سالت دماؤه على ضفاف النيل بغزارة.

رئيس اتحاد أ صحاب المعاشات