رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثقافة الكروتة «2»


«ثقافة الكروتة» التى تقوم على سرعة إنهاء العمل دون إجادته ودون إتقانه تعد إحدى آفات المجتمع المصرى.. الجميع «بيكروت على كله» فكل إنتاجنا ومنتجاتنا «مكروتة»، والكروتة منتشرة فى جميع «مفاصل» الدولة ومؤسساتها، لكن المصيبة الكبرى أن تصل «الكروتة» إلى قصر رئاسة الجمهورية !!!!

كنا سعداء ونحن نتابع وقائع الاستقبال المبهر، الفخم للرئيس بوتين بقصر القبة حتى جاءت لحظة عزف السلام الوطنى الروسى، أمتعض وجه «بوتين» لأن سلام بلاده عزف بطريقة سيئة جداً!!! هذه هى مصيبتنا «الإهمال وعدم إتقان التفاصيل».. والسؤال الآن ... لماذا لم يتم التدريب على عزف السلام، خاصة أن زيارة الرئيس بوتين محدد موعدها منذ فترة طويلة!!. قصر الرئاسة لا يستقبل رئيس دولة إلا على فترات متباعدة، إذن فرقة الموسيقى العسكرية التابعة لقوات الحرس الجمهورى تبقى «بلا عمل» «فى أجازة» لفترة طويلة!!! فلماذا لم تتدرب فترة كافية على السلام الجمهورى الروسى!!! من المسئول؟ هل تمت محاسبته؟.

أما مبرر هذا الخطأ فهو الأبشع «أن الموسيقى الخاصة بالسلام الوطنى الروسى معتمدة على النغمات الآورالية وهو ما يتطلب توفير كل الآلات الموسيقية التى تستخدم فى هذا النوع من الموسيقى»!!! عذر أقبح من الذنب.... لماذا لم تستعينوا وتوفروا هذه الآلات منذ فترة، لأن تاريخ الزيارة محدد منذ أكثر من شهور !!! بدلاً من أن تطل علينا قناة «روسيا اليوم» ساخرة من سوء العزف «من المنصف أن نقول إن الجانب المصرى قد فعل كل شىء لإراحة الوفد الروسى حتى أنهم عزفوا السلام الوطنى الروسى مختلفاً عن النشيد الأصلى، ولكن على الأقل فهم حاولوا»... حاولوا !!!

أما المصيبة الأخرى التى علق عليها الإعلام الروسى بدلاً من التعليق على أهمية الزيارة والاتفاقيات التى تم إبرامها.. فقد علقوا على «موقعة البسبوسة»... فى أثناء انتظار الإعلاميين الروس والمصريين للمؤتمر الصحفى للرئيسين «فوجئوا بشاب يحمل صينية عليها بسبوسة وبعض الحلويات وقام بتوزيعها على الإعلاميين ثم طلب من كل صحفى 5 جنيهات مقابل القطعة.. وامصيبتاه !!! البسبوسة تباع فى قصر الرئاسة!!!! من المسئول على هذه المصيبة التى لم تحدث فى مصر منذ الفراعنة حتى أيام «الخائن» مرسى التى شهد فيها قصر الاتحادية مهازل، لكن احتفظ «قصر القبة» بنظامه، بفخامته. هذه المصيبة لم تحدث من قبل فى مصر، فى أى بلد عربى، أفريقى، أوروبى أو حتى «فضائى» أو من كوكب تانى»!!!!

سيدى الرئيس.. إذا كانت ثقافة الـ «الكروتة» قد انتشرت فى جميع مؤسسات الدولة إلا أننى لا أقبل ولا أتحمل أن تصل إلى قصر الرئاسة..... إلا قصر الرئاسة....!!! إذا وصلت «الكروتة» إلى قصر الرئاسة فلن ننجح فى حربنا ضد الفساد، الإهمال، إعادة هيبة الدولة.. سيدى الرئيس... أعلن الحرب على «ثقافة الكروتة» فى جميع مؤسسات الدولة.. فعلينا الاهتمام بالتفاصيل، وبجودة وإتقان التفاصيل لنصل إلى نتائج عظيمة..

عليك بإعادة «ثقافة الإتقان» هذه الثقافة التى أقامت حضارة مصر، الأهرامات، السد العالى، قناة السويس، لننجح فى إعادة بناء مصر الجديدة.. موعدنا الخميس المقبل إن شاء الله