رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر وروسيا.. تعاون استراتيجى بنكهة مختلفة


تأتى قمة الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى إطار سياسة مصر القائمة على تنويع العلاقات الدولية، ومد جسور التعاون والشراكة مع كل الدول الكبرى التى باتت تلعب دوراً رئيسياً فى التوازن الدولى، ولا شك أن روسيا استطاعت خلال السنوات الماضية أن تقدم نفسها كشريك موثوق فيه وصادق فى نواياه تجاه دول العالم التى تسعى لاستقلال إرادتها الوطنية، كما نشدد على ضرورة استمرار سياسات التقارب المصرى الروسى بما يخدم مصالح البلدين والشعبين، على أساس التعاون المشترك فى جميع المجالات.

إن مصر تنفتح على العالم من منطلق الدولة كاملة السيادة، والتى تسعى لأن تقرر مصيرها كأمة وشعب وحضارة، ولا تريد أن تكون جزءاً من عملية تفكيك تسعى لها الإدارة الأمريكية وقسم غير قليل من أوروبا، إن مصر لا تسعى إلى الحصول على السلام لها ولأمتها العربية، التى باتت الآن نهباً لعملية قتل جماعى تحت شعارات اختلطت فيها الحرية بالطائفية وأصبحنا الأن أمة مهددة بالخروج من التاريخ.

إن خيارنا الاستراتيجى واضح وهو استقلال القرار الوطنى والإرادة القومية العربية، والعمل على مد جسور التعاون مع كل الدول التى تسعى لأن تكون رقماً فاعلاً فى الحالة الدولية، وأن التقارب مع روسيا كان بداية تبعها مد جسور التفاهم والتعاون مع الصين وكذلك التفاهم مع جنوب أفريقيا حول دور أفريقيا فى مجلس الأمن المقبل.

إن اقترابنا من مجموعة دول البريكس (روسيا والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل) ضرورة تفرضها علينا المصلحة الوطنية، إذ إن الأيام أثبتت لنا أن التعاون البناء مع كل الدول يحقق الغاية القومية التى نريدها جميعاً ألا وهى بناء مصر لتعود إلى دورها الحضارى.

إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد شريكاً استراتيجياً مأمون النوايا ولا تجمعنا معها مصالح مشتركة، بل إن الولايات المتحدة الأمريكية قد خططت لمستقبلها على حساب الآخرين، وارتكزت فى استراتيجيتها تجاه الشرق الأوسط على إنهاء دور مصر وتفكيك المنطقة.

لابد لكل المصريين أن يدعموا سياسة مصر الهادفة إلى تعديد الشراكات الاستراتيجية مع كل القوى الدولية على أساس المنفعة المتبادلة والعمل على جعل العالم أكثر اتزاناً، وبعيداً عن نوايا الهيمنة الأمريكية الغربية والتى تسعى إلى قمع طموحات الشعوب