رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

آفاق جديدة من العلاقات المصرية الروسية


لا شك بأن مصر وروسيا تواجههما تحديات كبيرة تكاد تكون قريبة الشبه _ على الرغم من المعدل الاقتصادى القوى للدولة الروسية والتى نأمل أن نصل فى مصر فى يوم من الأيام إلى هذا المعدل- ففى المواجهة للدولتين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية.

مما لاشك فيه أن الدولة المصرية بقيادتها السياسية تسعى جاهدة إلى بذل جميع المجهودات والاتصال مع جميع الدول لتحقيق النمو والتقدم الذى يتطلع إليه الشعب المصرى العظيم بعد ثورتين شعبيتين، لذلك فإن زيادة العلاقات المصرية الروسية فى جميع المجالات يعد وبحق حجر الزاوية فى بناء علاقات خارجية قوية، فوجود الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى ضيافة الرئيس عبدالفتاح السيسى - وهى تعد الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس الروسى لمصر بعد زيارتين للرئيس المصرى لروسيا- هذه الزيارة المهمة سوف تسهم بشكل أو بآخر فى رسم خريطة جديدة للتوازنات السياسية والعسكرية والاقتصادية فى منطقة الشرق الأوسط خلال الفترة المقبلة، بعد أن تراجع الدور الأمريكى والأوروبى المتحالف مع دولتى قطر وتركيا ، وافتضحت مؤامراتهم الكل ضد منطقة الشرق الأوسط، ومحاولة تقسيمها إلى دويلات صغيرة متصارعة للحفاظ على أمن إسرائيل واستنزاف البترول العربى.

ولا شك بأن مصر وروسيا تواجههما تحديات كبيرة تكاد تكون قريبة الشبه _ على الرغم من المعدل الاقتصادى القوى للدولة الروسية والتى نأمل أن نصل فى مصر فى يوم من الأيام إلى هذا المعدل- ففى المواجهة للدولتين الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة الأمريكية، وكلتا الدولتين- مصر وروسيا- يريدان الحفاظ على أمنهما القومى ويواجهان عقوبات مشابهة لبعضهما البعض اقتصادية وعسكرية، لذلك كان من الضرورى لمتحالفى الأمس، أن يتحالفوا اليوم ضد ما يهددهم ويهدد أمنهم القومى.

أعتقد أنه بالتكامل - بين مصر وروسيا -والسعى نحو توحيد الجهود على مستوى المحافل الدولية وتبادل الخبرات المحلية بين الدولتين فى جميع المجالات وعودة المشاريع التى أقامتها روسيا لمصر إبان فترة الخمسينيات «مشاريع الحديد والصلب وغزل النسيج والسكة الحديد... إلخ» من القرن الماضى، وفى الجانب المصرى محاولة مصر تعويض روسيا بعض المنتجات الزراعية من الخضراوات والفاكهة التى منع الاتحاد الأوروبى تصديرها إلى روسيا، يمكن التخفيف من حدة وآثار تلك العقوبات الاقتصادية والعسكرية المفروضة - ظلماً- على الدولتين.

والآن يجب على رئيس مجلس الوزراء المصرى وجميع الوزراء استغلال هذا التقارب بين مصر وروسيا لفتح آفاق أوسع من التى مضت، ففى مجال السياحة يقوم وزير السياحة بإعادة النظر فى منظومته من جديد ويرجع ما فقدته مصر من السائحين الروس، وكذلك وزير الزراعة يقوم بزراعة المنتجات الزراعية التى تمنع دول الاتحاد الأوروبى تصديرها إلى روسيا من قبيل تطبيق العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى وزير الصناعة أن يقوم بالسعى إلى جلب رءوس الأموال الروسية من أجل استثمارها فى مصر. نريد أن تهب الحكومة فى جميع المجالات حتى تخرج مصر من عثرتها فى أسرع وقت ممكن.. حمى الله مصر وشعبها.

■ باحث فى القانون الدستورى