رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى التنحي: 18 يوم ثورة "مشاهد ومفارقات"

مبارك
مبارك

مرت ثورة 25 يناير بمراحل عديدة ومفارقات كثيرة، منذ يومها الأول حتى تلك اللحظات التي تحل علينا فيها ذكرى تنحي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، ومرت بها لحظات من الفرحة والهتاف على سقوط النظام، وأخرى بكاء وصراخ على دماء الشهداء.

25 يناير "قطرات من رائحة الثورة"
تصادف في أول يوم أن يكون هو "عيد الشرطة المصرية" الأمر الذي دفع نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي للدعوة للنزول والاحتشاد للاعتراض على ممارسات الأجهزة الأمنية، تأثرًا برياح الثورة التونسية، وبالفعل احتشدت بعض فئات الشعب في مختلف المحافظات.

26 يناير "بداية حظر الحرية"
تواصلت الاحتجاجات في الشوارع لليوم الثاني على التوالي، ولكنها ازدادت في بعض المحافظات المعروفة بروحها الثورية بالفطرة، كالسويس وبورسعيد، وقلب القاهرة أيضًا، وجاء رد السلطة المصرية سريعًا بحظر سبل الحشد المتمثلة في موقعي "فيس بوك" و"تويتر".

انفرد اليوم الثاني من عمر الثورة، بكونه أول يوم تطلق فيه أجهزة الأمن أولى قنابلها المسيلة للدموع حتى منتصف الليل، ليرد الثوار عليها باختراق موقع وزارة الداخلية المصرية والحزب الوطني الديمقراطي.

27 يناير "التحرير ملتقى الثوار"
في تلك البقعة المقدسة التي كانت ملتقى النفوس المكبوتة، تجمع الثوار من كل المحافظات تحت شعار واحد، قابلها تعزيزات أمنية شديدة ومقيدة، بسبب تزايد أعداد المتظاهرين بشكل كبير، كانتا الإسماعيلية وطنطا هما سيدا الموقف والتي بلغ عدد المتظاهرين فيهما آنذاك 5000 مواطن مصري.

واختتم السلطات المصرية اليوم الثالث من الثورة بقطع شبكات الإنترنت عن مصر، حتى تفاقم الغضب متمثلًا في دعوات ليوم يكون فيه الغضب هو سيد الموقف تحت مسمى "جمعة الغضب".

28 يناير "وسقطت شرعية النظام"
يعتبر اليوم الذي كتب فيه النظام الأسبق نهايته بيديه، فحين يعلوه صوت القوة والجبروت تثور الشعوب في خطوات لا رجعة فيها، فانطلقت ذئاب الداخلية تعوي في وجه الشعب المصري، بموجة كبيرة من الاعتقالات وأطلق الأمن القنابل المسيلة للدموع، لمنع احتشاد الثوار مرة أخرى.

وظهر "الرصاص المطاطي" لأول مرة جليًا في يد قوات الأمن، فزادت قوة المتظاهرين إلى حد فرض سيطرتهم على أنحاء محافظات مصر وقلب القاهرة، فنزلت قوات الجيش تساند الشرطة التي لم تعد قادرة على مواجهة تلك الموجة الغاضبة، وأعلنت فرض حظر التجوال في بعض المناطق.

انفلت في ذلك اليوم زمام الأمر من يد النظام والحكومة المصرية، ولا سيما بعد سقوط أكثر من 15 قتيلا وعشرات من المصابين دهستهم سيارات الأمن المركزي.

29 يناير "حين تثور الشعوب تصمت الأنظمة"
إجراءات عديدة أقرها النظام صباح اليوم الرابع من الثورة في محاولة للتعلق بتلابيب السلطة، فكانت الخدعة التي حاول أن ينفذ منها مبارك ورجاله، فانهالت الوعود والعروض على الثوار بين الاستغناء عن الحكومة الحالية، ووعود بتوفير فرص أكبر للشعب المصري للنمو والرخاء وترك مزيد من الفرص للحريات.

رد فعل الثوار سريعًا برفض البيان الرسمي للرئاسة معلنة الحداد على الثوار، وانطلقت أولى الهتافات التي أصبحت نغمة الشعب المصري مع كل الأنظمة الظالمة، فاجتمعوا تحت لواء "الشعب يريد إسقاط النظام".

30 يناير.. "مواجهة الموت"
لم تفلح قوانين النظام في عودة الثوار أدراجهم بل كانت بمثابة الدفعة القوية لهم لاستكمال ما بدأوه، في تحدٍ واضح لقانون حظر التجوال احتشدت أعداد أكبر في اليوم السادس للثورة، رغم نزول قوات الجيش والشرطة.

"اللجان الشعبية" ظهرت في ذلك اليوم تحسبًا لأي أعمال عنف أخرى، كما تمت مهاجمة سجن وادي النطرون وفر عدد من السجناء كان على رأسهم الرئيس المعزول "محمد مرسي".

31 يناير.. صلاة الغائب على شهداء الوطن
"صلاة الغائب" احتلت صدارة المشهد في ميدان التحرير على أرواح شهداء الثورة، وفي تحد للمرة الثانية استمر الثوار في الميادين رغم تمديد ساعات حظر التجوال، كما تعهد الجيش المصري في حينها بالامتناع عن استخدام القوة ضد المتظاهرين.

مليونية" ذلك المصطلح الذي عرفته مصر في اليوم الحادي عشر من الثورة، حيث دعى الثوار إلى "مسيرة مليونية"، تطالب بتنحي الرئيس المخلوع مبارك، الأمر الذي هاجمته وسائل الإعلام المصرية قبل الخاصة.

1 فبراير..حين يُوضع السم في العسل
"خطاب عاطفي" هكذا وصف كلام الرئيس المخلوع في الخطاب الذي ألقاه مساء ذلك اليوم، وأعلن فيه عدم نيته للترشح لولاية جديدة، حتي قام كل المعتصمون في كل من ميداني التحرير بالقاهرة والشهداء بالإسكندرية بالإضافة إلي المتظاهرين بكل المحافظات برفض خطابه والهتاف بسقوطه.

وعلى الجانب الآخر أظهر البعض تأثر شديد بتلك الكلمات الرنانة، فاحتشدت قلة من الشعب المصري في ميدان مصطفى محمود.

2 فبراير.. النظام يكشر عن أنيابه
"موقعة الجمل" كانت الحدث الأبرز في ذلك اليوم، فلم يكتف نظام مبارك بأعداد الشهداء التي سقطت، فحقق مزيدًا من الدماء باقتحام عناصر من البلطجية الميدان على ظهور الخيل والجمال وعربات تجرها الخيول وهم يلوحون بالسياط والعصي.

فاندلعت اشتباكات عديدة وسقط أكثر من 11شهيدًا وخلفت 2000 جريح على الأقل، ومع استمرار سقوط الضحايا تحول ميدان التحرير إلى موقع لعلاج الجرحى.

3 فبراير..النظام يواصل السقوط
"كوبري السادس من أكتوبر" تصدرت مشاهد العنف والبلطجة عليه أكثر من أي وقت سابق، فبدأ هجوم آخر من البلطجية على المعتصمين بميدان التحرير فوق كوبري السادس من أكتوبر، وتمثل الهجوم في سيارات تمر من أمام الميدان بها بلطجية يطلقون النار عشوائيًا؛ أدت لسقوط 7 قتلى.

4 فبراير.. "جمعة الرحيل للشعب الصامد"
"جمعة الرحيل" الشعار الذي صمد أمام جبروت النظام وبطش داخليته، فأعلن فيه الثوار أنه يوم لزحف الجماهير لإسقاط الرئيس محمد حسني مبارك.

وحدثت مناوشات عديدة بين سلطات النظام وأجهزته الأمنية والثوار، الذين عقدوا العزم منذ يوم جمعة الغضب على الرحيل الذي لا بديل عنه.

5 فبراير..بداية بزوغ شمس الحرية
مع تواصل الاعتصامات أمر النظام بوضع وزير الداخلية السابق حبيب العادلي مع 3 من قياداته تحت الإقامة الجبرية. كما تم إقصاء جمال مبارك وصفوت الشريف من الحزب الوطني "الحزب الحاكم في مصر" وتعيين "حسام بدراوي" أمينًا للحزب.

وقرر النظام الإفراج عن المصريين بإعادة تشغيل خدمة الرسائل القصيرة، لتهدأ الأمور قليلًا تحسبًا لتهاوي النظام رأسًا على عقب

6 فبراير..المصري لا يلدغ من جحر مرتين
"أسبوع الصمود" هكذا لقبت الفترة الأخيرة في عمر الثورة والنظام، أعلنت في صباحه الحكومة المصرية ضرورة تشكيل لجنة لإعداد تعديلات دستورية في غضون شهور، والعمل على إنهاء حالة الطوارئ وتشكيل لجنة وطنية للمتابعة والتنفيذ وتحرير وسائل الإعلام والاتصالات وملاحقة المتهمين في قضايا الفساد.

لكن المصريين لم يلدغوا من الجحر مرتين، فاستمرت الاحتجاجات تجوب الشوارع والأصوات المصرية تنادي بإسقاط النظام.

7 فبراير...بداية خضوع النظام
"تقصير فترة حظر التجوال" القرار الذي أعلنه الجيش المصري لتقليص حدة الاحتجاجات، ووجهت اتهامات عديدة لوزير الداخلية ومن معه، الأمر الذي قوبل بالرفض من جانب الثوار وقاموا بغلق "مجمع التحرير" للضغط على النظام.

في هذا اليوم رضخت السلطات المصرية لإرادة الشباب وأطلقت سراح "وائل غنيم" مسئول صفحة "كلنا خالد سعيد" على مواقع التواصل الاجتماعي والتي انطلقت منها شرارة الثورة.

8 فبراير..الصمود عنوان الشعب
كان عدد المتظاهرين هو الأكبر في ذلك اليوم من الثورة، حيث وصل إلى حوالي ثلاثة ملايين متظاهر في ميدان التحرير، واستمر التظاهر والاعتصام أمام مجلسي الشعب والشورى، ووزارة الداخلية.

أنحاء الجمهورية ردد المتظاهرون الهتافات المعادية لمبارك وأفراد أسرته، معلنين الاعتصام في الشوارع حتى يرحل النظام.

 9 فبراير..تظاهر في صمت
رغم استمرار الاحتجاج في الميادين إلا أن الهدوء الحذر كان سائدًا في معظم ميادين الجمهورية، حتى اضطرت الحكومة إلى إخلاء مقر مجلس الوزراء والانتقال لمقر آخر مع تواصل الاعتصامات حوله.

10 فبراير..ألا لهذا الليل أن ينجلي؟
وسط ترقب كامل لقطاعات المجتمع المصري بتنحي المخلوع مبارك عن حكم البلاد ظلت تجمعات المتظاهرين في ميدان التحرير صامدة وكان عددهم 3 ملايين متظاهر وأصدر الجيش المصري بيانه الأول قال فيه إنه ملتزم بحماية البلاد والحفاظ على مكتسبات الوطن وتأييد مطالب الشعب المشروعة.

وعلى إثره ووسط تحذيرات أمنية مشددة توجه المتظاهرون إلى مقار رئاسة الجمهورية في أماكن متفرقة بالقاهرة، وقرروا الاعتصام أمامها معلنين بذلك رفضهم التام لخطاب الرئيس مما كان له أقوى النتائج التي تمثلت في يوم غد.

11 فبراير.. يوم ولدت الثورة ومات النظام
قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب "رئيس الجمهورية"، اليوم ذكرى تلك الجملة التي طربت لها آذان المصريين ممن شاركوا في ثورة 25 يناير أو من باركوها، في خطاب لمدة دقيقتين على الأكثر ولكنه كان بمثابة عودة الروح للثوار والشعب المصري مجددًا.