رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر المؤقتة كيف تتقدم؟!


ظللنا طوال الفترة الماضية نسمع ونقرأ عن حركة تغيير للمحافظين وتعديل للوزراء وما بين النفى والتأكيد حول التغيير والتعديل اعتبر الوزراء والمحافظون أنفسهم مؤقتين ولا يعلمون إن كانوا مستمرين أم راحلين وهذا المناخ من العمل لا يمكن أن يحقق إبداعاً أو يضيف إنتاجاً، فالمسئول الذى لا يعرف مصيره لن يفكر فى خطط واستراتيجيات، ولا فى قضاء مصالح المواطنين وحل مشاكلهم وسوف يقضى أيامه جالساً فى مكتبه مستمتعاً بمنصبه، وهذا لا ينطبق فقط على الوزراء والمحافظين بل على مصالح كثيرة مهمة وحيوية رؤساؤها يقومون بتسيير الأعمال بصفة مؤقتة دون قرار رسمى بتعيينهم، فهناك رؤساء جامعات يقومون بتسيير الأعمال وعمداء ووكلاء كليات، وفى مبنى ماسبيرو هذا المبنى المهم رغم محاولات هدمه معظم رؤساء قطاعاته مكلفون بتسيير العمل حتى منصب وزير الإعلام تم إلغاؤه بلادراسة وإسناد مهامه إلى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون دون قرار رسمى أى دون صلاحيات وبحكم الدستور أصبح رئيس الوزراء هو القائم بأعمال وزير الإعلام ويجب أخذ موافقته فى كل ما يخص ماسبيرو وقياداته.فهل هذا منطقى؟ حتى مجلس النواب القادم هناك احتمال كبير أن يكون مجلساً مؤقتاً، فكيف تسير الأمور بهذا الشكل؟ من المسئول عن هذه الحالة من التخبط؟ مصلحة من أن يكون معظم المسئولين إما مؤقتين أو ضعافاً حتى يكون مثل الأعور وسط العميان؟ من المسئول عن عدم تسكين المسئولين فى مناصبهم؟هل هو رئيس الجمهورية؟ أم رئيس الوزراء؟ أم الجهات الأمنية والرقابية؟كيف نبنى بلدنا ونتقدم بمسئولين مؤقتين وضِعاف؟ هل هناك فعلاً مشكلة فى اختيار القيادات؟ وهل لا توجد قيادات فى الدولة؟ إن صح هذا الكلام فهذه كارثة كبرى، وهل مصر لا يوجد فيها ٣٠ شخصية لتشكيل حكومة و٢٧ للمحافظين وخمسمائة وكيل أول وزارة ورؤساء مصالح وهيئات وألف لوكلاءالوزارة ومديرى العموم.وإذا كان الجهاز الإدارى عقيماً إلى هذا الحد- وهو ليس كذلك - فلدينا القطاع الخاص فيه من الشخصيات والكفاءات التى حققت إنجازات كبيرة محلية ودولية.. كنت أعتقد أن الرئيس السيسى معه فريق كامل من الوزراء والمحافظين ورؤساء الهيئات سوف ينزل بهم إلى أرض الملعب يحققون نتائج ويحرزون أهدافاً مباشرة، ولن يختار لاعباً فى فريقه لا يعرف اتجاه المرمى الذى يصوب ناحيته، يجب تثبيت المسئولين فى مناصبهم حتى يقوم كل منهم بوظيفته لا بوظيفة غيره، فالشعور السائد لدى المواطنين الآن أن الرئيس السيسى هو الذى يعمل وحده بوطنية وإخلاص وهو شعور مخيف وخطر أن يكون هناك شخص واحد مسئول عن ٩٠ مليون مواطن، مصر الآن فى حالة حرب لا تقل أهمية عن حرب أكتوبر ٧٣ إن لم تكن أخطر منها، فالعدو من أبناء جلدتنا ويختبىء فى شوارعنا ومنازلنا ونحن فى حاجة إلى مقاتلين وفدائيين يحملون المسئولية مع الرئيس، سواء فى مكافحة الإرهاب أو فى معركة البناء والتعمير.

مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية