رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

30 يونيو.. والانتقال الصعب


كان هذا البلد يواجه انهياراً حتمياً، وقد واجه الشعب المصرى هذا بالتحدى الذى كان نتاجه صعوداً جماهيرياً كبيراً جاب شوارع مصر حتى وصل بلدنا إلى مراحل تعتبر بداية حقيقية لاستعادة إرادته الداخلية لمواجهة مخططات الخارج الذى بنى حساباته فى المنطقة العربية على أساس إفشال الدولة المصرية بالقتل البطىء، وعندما التف الشعب حول الجيش وظهرت حالة التلاحم الجماهيرى خلف خيارات الدولة المصرية، فكان على الأمريكان أن يفكروا جدياً فى استخدام أوراقهم الرابحة ورجالهم الموجودين فى كل مكان، وكان الهدف الأساسى لهذه المجموعات هو تفكيك معادلة 30 يونيو، فهناك فى شوارع المحروسة كان أكبر تحالف جماهيرى وشعبى شكلته جماهير مصر على مدار تاريخها الحديث.

الملايين التى خرجت حشدتها القيادات الطبيعية فى المجتمع، الذين هم فى الواقع قاعدة المجتمع وعمقه الاستراتيجى، وهؤلاء بشكل عام كانوا هم الشرارة التى حشدت الملايين التى خرجت إلى الميادين لتقول «لا» ليس للإخوان فقط وإنما لا لفرض الوصاية الأمريكية على مصر، و«لا» لمشروع الشرق الأوسط الكبير و«لا» لأى مشروع بديل يستهدف إعادة إحياء خريطة التقسيم فى المنطقة العربية.

لذلك كانت المعادلة التى تشكلت فى 30 يونيو من قيادات طبيعية وكتل جماهيرية ممثلة وحاشدة قبل وبعد 30 يونيو هى المستهدفة وهى التى يراد لها أن تخرج من عملية التفاوض الصعب الذى يخوضه الوطن مع خصوم دوليين وإقليميين، ويبدو أن الخيارات الصعبة التى تخوضها مصر تدفعنا دائماً لخوض الطريق الأصعب، وهذا الطريق يحتاج من مصر أن تحتضن عمقها الاجتماعى وألا تتركه عرضة لحسابات رؤوس الأموال تارة وحسابات الأطراف الخارحية التى أدركت أسباب النجاح المصرى فى يونيو 2013 تارة أخرى، لكن المخيف فعلاً هو أن هناك خارجياً من يريد أن يمدد نفوذه إلى تلك الطبقة من السياسيين الجدد فى محاولة استهدفت دفعهم للحياد تجاه الحالة التى تواجهها مصر.الآن تفوت الفرص تباعاً ولا يوجد أى ملامح أمام خطة وطنية حقيقية تستعيد تلك القيادات الطبيعية كطاقة فاعلة ليس فقط فى إطار الحشد السياسى وإنما فى إطار تنمية المجتمع ودفعه بطاقة إيجابية إلى وفق مفاهيم التنمية البشرية، إن هؤلاء القيادات الطبيعية فى المجتمع تحتاج إلى مشروع سياسى وطنى يحفز طاقاتهم الحقيقية، فهؤلاء القادة الطبيعيون الذين ينتمون إلى جميع شرائح المجتمع هم الأداة الفعالة والحقيقية للانتقال بهذا الوطن انتقالاً صعباً ومتماسكاً وبدون مشروع أو رؤية حقيقية، لهذا سيكون علينا أن نواجه الضغوط الخارجية بظهر مكشوف، ولا تنسوا أن هناك خصماً يمتلك أقلية منظمة ولديه القدرة على الاحتجاج أو التظاهر مع مرور الوقت.

رئيس حزب الجيل الديمقراطى