رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش وثورة 25 يناير «2-4»


استعرضنا فى المقال السابق تقدير واحترام العالم دور المؤسسة العسكرية المصرية تجاه الثورة لأسباب عديدة منها الدور التاريخى للجيش وموقفه الإيجابى من الثورة وسرعة بياناته التى أزالت الكثير من اللبس حول بعض القضايا وموقف الجيش من عملية التحول الديمقراطى، وكان للجيش المصرى دور مهم قبل تنحى الرئيس الأسبق مبارك فى المحاور التالية:

الجيش المصرى الضامن للديمقراطية والاستقرار حيث توقفت العديد من التحليلات عند وصف الجيش المصرى بأنه الضامن للديمقراطية والاستقرار، وأنه قادر على قيادة البلاد نحو الديمقراطية، ويمكن فهم هذا التحليل فى ضوء ما تحظى به المؤسسة العسكرية من مصداقية كبيرة لدى الرأى العام المصرى، حيث يمثل الجيش الأمل الأخير لدى الرأى للنشطاء السياسيين فى مصر لمقاومة خطط التوريث. ويمكن القول إن بيان الجيش رقم واحد، فى 10 فبراير، ساهم فى تكريس هذه النظرة تجاه دور الجيش، خاصة وأنه تحدث عن حماية تطلعات الشعب المصرى، وكذلك ما ورد فيه من تأييد لمطالب الشعب المشروعة وبحث ما يمكن اتخاذه من إجراءات للحفاظ على الوطن ومكتسباته وطموحات شعب مصر العظيم ، وبالتالى فقد قدم البيان الجيش المصرى بأنه «الحارس» على تنفيذ مطالب شباب الثورة المشروعة فى إطار الشرعية.

الجيش المصرى..واحترام أهداف الثورة والتفاف الشباب حول جيشه الذى يحميه، كما شكره على الدور الفاعل الذى يقوم به الجيش من أجل استقرار مصر حيث يصنف الجيش المصرى بأنه عاشر أكبر جيش بالعالم وتعد القوات البرية الأكبر بين أفرعه، وتعد الأكبر فى أفريقيا والشرق الأوسط ولديه نظام حديث للدفاع الجوى وأنظمة صواريخ مضادة للدبابات.

تأمين المظاهرات حيث باتت جهود المؤسسة العسكرية لتأمين وسلامة المتظاهرين محل اهتمام وإعجاب العديد من التقارير الدولية والرسمية والإعلامية التى رأت أن الجيش رفض استخدام العنف ضد الشعب، وامتنع حتى عن التدخل، وأن الجيش حمى المتظاهرين، فلولا حماية الجيش ما نجحت الثورة، ويرجع أسباب ذلك إلى أن الجيش لم يكن طرفا فى التجاوزات التى تعرض لها المواطنون المصريون طيلة العقود الماضية، وظل ملتزما بمهنيته بشكل صارم وابتعد عن التورط فى القضايا السياسية الداخلية، علاوة على ما سبق فقد عرضت تلك المرحلة من تاريخ الثورة العديد من النداءات التى أكد ورجح لها الجيش المصرى مثل «القوات المسلحة تناديكم ليس بسلطان القوة ولكن برغبة فى حب مصر، نحن بكم ومعكم من أجل الوطن والمواطنين والأمن والأمان لمصرنا المحروسة» كذلك إبراز شعار «الشعب والجيش يد واحدة».

وختاما نرى أن تصرفات وقرارات الجيش المصرى فى تلك المرحلة كانت محل اهتمام العديد من الدوائر السياسية العالمية بجانب الإعلامية والتى أكدت احترام الدور الذى اضطلع به الجيش المصرى والتحلى بضبط النفس، وخدمة المؤسسة العسكرية بلادها بوطنية ومسئولية