رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ساعات وينطلق ماراثون انتخاب مجلس الحرب


إن المجلس القادم نرى فيه ونخاطب القوى السياسية والحزبية جميعها بأن تخرج من حيز الصراعات والمنافسة الحزبية إلى المنافسة التى تهدف إلى الوصول للصالح العام للبلاد حفاظاً على مكتسبات ثورتى «يناير ويونيو».

ساعات قليلة وينطلق ماراثون المرحلة الأخيرة من خارطة الطريق التى وضعها الشعب إبان ثورة 30 يونيو مع رجاله من القوات المسلحة، حيث تفُتح أبواب اللجان فى 27 محافظة أمام المواطنين الراغبين فى الترشح لخوض هذا السباق، ولا شك أن هناك أملاً يراود الملايين من أبناء مصر للفوز فى الانتخابات والجلوس تحت قبة البرلمان.

لقد أعطت ثورتا «يناير ويونيو» الجميع دافعاً كبيراً وقدرة على المشاركة فى العملية الانتخابات سواء بالترشح أو الانتخاب، ويبقى على الأحزاب والقوى السياسية عبء كبيراً وهو أن تحُسن اختيار المرشحين لمجلس النواب الجديد وأن تحذر من تسلل الإرهابيين إلى مجلس النواب الجديد الذى يعد أشبه بمجلس حرب على الإرهاب من أجل إنقاذ البلاد من أكبر كارثة اقتصادية تتعرض لها، ومن أجل الدفاع عن الجنود البواسل الأوفياء الذين يضحون بأرواحهم فداء للوطن، لابد أن يكون المجلس القادم مجلس حرب على الفساد.

وعلى النواب الجدد أن يضعوا مصر نصب أعينهم ويوفروا كل طاقتهم من أجل الابتكار والمتابعة والرقابة والدعم والمساندة للطبقات الفقيرة والمتوسطة والكادحة من أبناء هذا الوطن الذين يتشدقون ويراهنون عليهم ، لذا نعتقد أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يرى حلمه فى المجلس القادم بأن يكون «مجلس شريك» فى إنقاذ البلاد وإظهارها والدفع بها إلى آفاق جديدة وإعادة مصر إلى دورها المحورى و دعم علاقاتها الخارجية وإعادة عضويتها الفاعلة فى العالم وفى الاتحاد البرلمانى الدولى، كل ذلك متوقف على حسن اختيار النواب الجدد.

وعلينا أيضاً تقديم نصيحة لمن رفضهم الشعب ونبذهم ورأى فيهم أنهم غير صالحين لأداء هذا المهمة القومية شديدة الخطورة والحساسية لهذه المرحلة وعليهم أيضاً أن ينصتوا إليها، وعلى كل مواطن أن يعلن عن رأيه ورغبته فى ضرورة أن يكون المجلس القادم مجلساً لمصر وليس مجلساً لأحزاب أو أصحاب مصالح شخصية أو نفوذ أوأصحاب رأس مال، يجب على الشعب أن يعى ويحذر من محاولة السطو على المجلس وتحويل مساره لتحقيق مصالح معينة أو أهداف خاصة وأن يكون المجلس القادم مشكلاً من كتيبة وطنية مخلصة لتراب هذا الوطن وتقف كظهير قوى لرئيس الجمهورية نحو التصدى للإرهاب وتداعياته والمؤامرات التى تحاق بمصر داخلياً وخارجياً، وعلى المجلس القادم أيضاً أن يسرع بإقرار مشروع يحذر عودة الجماعات الإرهابية مرة أخرى إلى المشهد السياسى، وضرورة وضع منظومة جديدة تتطلب وضعها من مجلس النواب القادم من أجل إنهاء وجود تنظيمات الإخوان نهائياً ليس فقط فى مصر بل فى المنطقة العربية بأكملها إلى الأبد.

المجلس القادم يقع عليه أيضا عبء تحمل مسئوليات إنقاذ التعليم المصرى والصحة وإنقاذ المرافق العامة والأساسية وتطويرها والحفاظ على مياه النيل والتصدى لأى محاولة سواء فى سد النهضة أو غيرها تستهدف تقليل حصة مصر من المياه أو الاعتداء عليها، أو التأثير على حق الشعب المصرى فيما وهبهم الله سبحانه وتعالى به منذ أن خُلقت البشرية. إن المجلس القادم نرى فيه ونخاطب القوى السياسية والحزبية جميعها بأن تخرج من حيز الصراعات والمنافسة الحزبية إلى المنافسة التى تهدف إلى الوصول للصالح العام للبلاد حفاظاً على مكتسبات ثورتى «يناير ويونيو».

رئيس تيار الاستقلال