رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الجيش المصرى و ثورة 25 يناير «1-4»


تشير الدراسات إلى تقدير واحترام عالمى لدور المؤسسة العسكرية المصرية تجاه الثورة، سواء من خلال تعاملها الراقى والحضارى وممارسة أعلى درجات الانضباط الوطنى مع الثورة، أو من خلال إدارة المرحلة الانتقالية، والتى تعد مرحلة مفصلية فى تاريخ مصر المعاصر، ويمكن أن نراجع هذه الدرجة لدور المؤسسة العسكرية المصرية إلى عدة أسباب هى:

الدور التاريخى للجيش المصرى وأنه ليس جديدا أو وليد اليوم ولكنه بدأ منذ عهد زوسر فى عام 2696 ق.م. ليس هذا فحسب ولكن النظر إليه باعتباره العمود الفقرى للدولة المصرية الحديثة.

الموقف الإيجابى للجيش من الثورة و تعهده باحترام مطالبها.

سرعة بيانات الجيش التى أزالت الكثير من اللبس حول بعض القضايا، وأبرزها الموقف من المعاهدات الدولية لمصر، مما ساهم فى خلق درجة عالية من الثقة والطمأنينة فى الأوساط الدولية.موقف الجيش من عملية التحول الديمقراطى، بانتقال سلس للسلطة إلى سلطة مدنية، وهذا ما تم بالفعل بترفع وتنزه عن احتكار السلطة والمناصب, وكلنا رأى المشير طنطاوى وهو يؤدى التحية العسكرية للرئيس المعزول «محمد مرسى» والذى كان جنديا فى سلاح الحرب الكيميائية أثناء فترة تجنيده، ولم ير فى ذلك أى غضاضة، لأن الجيش المصرى هو جيش الشعب، جيش الشرعية.

تركيبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والتى تضم خبراء على أعلى مستوى فى جميع المجالات السياسية والاقتصادية والقضائية والأمنية والاستخباراتية والإدارية، تعلموا ودرسوا فى أرقى الأكاديميات العسكرية العالمية واحتكوا بالصفوة فى مختلف أرجاء العالم متحلين بالتواضع والعلم والثقافة، متمسكين بأيديولوجية الاهتمام بالقضايا المهمة والبعد عن القضايا الهامشية واضعين مصر ومصلحة الوطن نصب أعينهم وهم الذين أخذوا على عاتقهم إدارة مرحلة التغيير وتحديد إطارها ليسلم الإدارة بعد ذلك إلى السلطة المدنية.

توصيل الجيش المصرى لأدوات التواصل الإلكترونى الحديثة، خاصة صفحات «الفيس بوك» «والرسائل النصية» مما ساهم فى سرعة التواصل مع الداخل المصرى إزاء العديد من القضايا الشائكة وبيان موقف الجيش منها، وقامت إدارة الشئون المعنوية ومن خلال المركز الإعلامى بدور كبير فى هذا الشأن بالتنسيق مع جميع أفرع و هيئات وإدارات القوات المسلحة. ونتناول فى المقال القادم «دور الجيش المصرى قبل وعقب تنحى الرئيس الأسبق مبارك».

مستشار بكلية القادة والأركان