رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدفاع الشرعى للدولة فى درء مخاطر الإرهاب


يعد الإرهاب أحد أهم صور الخطر الداهم الذى يهدد السلم والأمن للدولة ويعرض أمنها وسلامتها ووحدة أراضيها لضرر محدق بل يهدد كيان الدولة ذاته بتهديد أمن مواطنيها والرعايا وتهديد اقتصادها القومى بل وأمنها القومى، وفى تلك الحالة يحق للدولة استعمال حقها فى الدفاع الشرعى عن نفسها وذلك بجميع الوسائل واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة ومن آثار ذلك استخدام القوة المسلحة ضد هؤلاء المخربين والارهابيين الذين يسعون فى الأرض فسادا.

لقد أجمعت جميع المواثيق والعهود الدولية على حق الدولة فى اتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة لدرء أى خطر داهم يواجهها سواء وقع هذا الخطر أو على وشك الوقوع على مؤسساتها أو مواطنيها أو على سيادتها أو أرضها، وهذا الخطر عامة لم يحدد حسب تقدير الدولة ومعيار خطورته بالنسبة لها هى وحدها التى تقدر خطورتها والوسائل المناسبة لدرء هذا الخطر الداهم فقد يختلف معيار الخطورة من دولة لأخرى - فقد يكون وباء يهدد أرواح مواطنيها أو كارثة طبيعية أو حرباً أو ما يهدد سلامة أراضيها ووحدتها وهو ما يؤدى إلى تمزق الأمة وهو ما يهدد السلام الاجتماعى للدولة. فإذا ما تحقق هذا الخطر تعد الدولة فى حالة طوارئ مفترضة، فالإعلان الرسمى لها ما هو إلا إجراء كاشف وبالتالى يحق للدولة بل وجب عليها إذا ما تكشف لها توافر حالة من حالات هذا الخطر أن تتخذ ما تراه مناسبا لمجابهة هذا الخطر ودرئه بكل السبل والوسائل حفاظا على كيانها وسلامتها، كونه يهدد السلم والأمن لها، ويرجع تقدير ذلك الخطر ووسائل مجابهته ودرئه إلى السلطة القائمة على إدارة البلاد.

ويعد الإرهاب أحد أهم صور الخطر الداهم الذى يهدد السلم والأمن للدولة ويعرض أمنها وسلامتها ووحدة أراضيها لضرر محدق بل يهدد كيان الدولة ذاته بتهديد أمن مواطنيها والرعايا وتهديد اقتصادها القومى بل وأمنها القومى، وفى تلك الحالة يحق للدولة استعمال حقها فى الدفاع الشرعى عن نفسها وذلك بجميع الوسائل واتخاذ التدابير والاحتياطات اللازمة ومن آثار ذلك استخدام القوة المسلحة ضد هؤلاء المخربين والارهابيين الذين يسعون فى الأرض فسادا، بل وحثنا الاسلام الحنيف على قتال هؤلاء القتلة، يقول تعالى فى سورة البقرة «فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم» صدق الله العظيم ، فما يقوم به الإرهاب الغاشم من القتل فى أبشع صوره ووحشيته والتعذيب والخطف وشهر السلاح واستهداف الآمنين وترويع المواطنين ومحاولة ضرب الاقتصاد القومى ما هى إلا محاولات لتشويه صورة الاسلام الحنيف، حيث يأمرنا الإسلام والشرع الحنيف بالحفاظ على بعضنا البعض وعدم الإضرار بالآخرين، فلقد نهى الإسلام عن حرمة الدم حيث يقول الله عزوجل فى قرآنه الكريم فى سورة المائدة «مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا» صدق الله العظيم ، وقال النبى- صلى الله عليه وسلم - «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» كما يقول أيضا صلى الله عليه وسلم : « فإن دماءكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ، ألا ليبلغ الشاهد الغائب » صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ومن ثم فإنه يتعين على الدولة مجابهة ذلك الإرهاب الأسود بكل الوسائل حتى تستطيع درء هذا الخطر الذى يستهدف أمنها وسلامتها ويروع مواطنيها، فذلك يعد حقاً مشروعاً لها فى مكافحة ذلك الإرهاب الغاشم.

هيئة قضايا الدولة