رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها الثالثة.. "مذبحة بورسعيد" 72 شهيدا للجنة ودعناهم

جريدة الدستور

مباراة تفوح منها رائحة الدم، أرض شاهدة على تلك الجثث التي حملتها، حين سقطت سهوًا من مدرجات استاد بورسعيد، مذبحة بدأت غريبة ومازالت مفاتيح القضية تائهة حتى الآن، ظل يوم مذبحة بورسعيد هو اليوم الأسود في تاريخ الكرة المصرية، التي راح ضحيتها 74 شهيدًا كانت قضيتهم هي الحب الطاغي لفريقهم، جاءوا يشجعونه من كل حدب وصوب، فكانت المفاجأة الكبرى بانتظارهم، فاستقبلهم شبح الموت أعلى المدرجات قاذفًا بهم إلى قبورهم وسط غموض في الأحداث وتساؤلات عن الأسباب.

ظلت "مذبحة بورسعيد" التي تحل ذكراها الثالثة، اليوم، هي الكارثة الأكبر في تاريخ الكرة المصرية، ترجع بدايتها في مباراة الأهلي والمصري، حين تركت الجماهير المدرجات وقامت بالنزول إلى أرضية الملعب، أثناء قيام لاعبي الأهلي بعمليات الإحماء قبل اللقاء، ثم اقتحم عشرات المشجعين أرضية الملعب في الفترة ما بين شوطي المباراة.

كان الهدف الأخير الذي أحرزه النادي المصري، هو الشرارة الأولى التي دفعت الآلاف لاقتحام أرضية الملعب وبعضهم يحمل أسلحة بيضاء، وبعد إعلان الحكم انتهاء المباراة وقاموا بالاعتداء على جماهير الأهلي؛ ما أوقع عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، الأمر الذي تم تبريره بعد ذلك أن أحد مشجعي الأهلي رفع لافتة كتب عليها عبارة "بلد البالة مجبتش رجالة" والتي اعتبرها مشجعو المصري إهانة لمدينتهم.

لكن اللافت للنظر وما أكدته روابط الألتراس بعد ذلك على صفحاتها بمواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن الإجراءات الأمنية الخاصة بكل مباراة كانت غائبة تمامًا عن المشهد، فلم يتم تفتيش الجماهير قبل دخول الملعب لحضور المباراة، فضلًا عن قيام قوات الأمن بغلق البوابات في اتجاه جماهير الأهلي، وعدم ترك سوى باب صغير للغاية لخروجهم، مما أدى إلى تدافع الجماهير وتكدسهم ووفاة عدد كبير منهم.

وعلى الفور شكلت لجنة لتقصي الحقائق، وظلت القضية تدور في ساحات المحاكم منذ عام 2012 دون جدوى، حتى حلت الذكرى الثالثة لها دون جديد يذكر، أو معرفة من هو الجاني؟.

"عمرنا ما هننساهم 74 للجنة ودعناهم" هكذا أحيت مواقع التواصل الاجتماعي الذكرى الثالثة للمذبحة، وندد النشطاء من محبي النادي الأهلي بالجريمة الآثمة في استاد بورسعيد.

كما تصدر "تويتر" هاشتاج: "علمونا معنى الانتماء.. كل المجد للشهداء، اليوم الأسود في تاريخ الكرة المصرية.. 74 شهيدًا ربنا يرحمهم، في مكان واسع وأخضر اسمه جنة الخالدين.. شاب بتيشيرت أحمر وشه فرحان مش حزين"، إلى جانب تغريدات أخرى وعبارات تأبين وتعازٍ، بالإضافة لصور للشهداء الذين راحوا ضحية المذبحة.

مازالت تبعات تلك المجزرة تلقى بظلالها على الرياضة المصرية، من حيث توتر العلاقات بين الأهلي والمصري البورسعيدي، ومن حيث انتظار الأحكام النهائية لتلك القضية التي هزت عرش الكرة المصرية. فيما كانت محكمة النقض قد أصدرت منتصف ديسمبر الماضي في أولى جلسات الطعن على أحكام مجزرة بورسعيد، قرارًا بتأجيل النظر في قرار النقض إلى يوم 6 فبراير الجاري، وهو الأمر الذي سيترتب عليه العديد من ردود الأفعال من الطرفين عقب صدور الأحكام النهائية لأشهر قضية كروية حتى الآن.