رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زمن رجل الصفر


مر عمر رضى الله عنه، على صبيان يلعبون، فهرولوا خوفاً منه، وبقى الصبى «عبدالله بن الزبير» لم يهرول مثلهم وبقى فى مكانه... فسأله عمر: «لم لم تعدو مع أصحابك؟.. فقال: الصبى «الرجل» «يا أمير المؤمنين، لم اقترف ذنباً فأخافك، ولم تكن الطريق ضيقة، فأوسعها لك! «فعلاً.. الرجولة لا تظهر فجأة بل تولد معنا.... يحكى أن غلاماً قد دخل على الخليفة الأموى الوليد بن عبدالملك... فتقدم الغلام ليتحدث باسم قومه: فقال له الخليفة: «ليتقدم من هو أسن منك»... فقال الغلام «الرجل»: «يا أمير المؤمنين... لو كان التقدم بالسن، لكان فى الأمة من هو أولى منك بالخلافة»... هذه هى الرجولة التى نفتقدها هذه الأيام، وهذا هو الزمن الذى نفتقده الآن «هو زمن رجولة الرجال والمواقف»... فنحن الآن لا نعيش إلا فى زمن «رجال هز الأكتاف»، كما وصفته فى مقالى السابق.. أو «فى زمن الرجل الصفر»... لقد تم ذكر الرجال الأقوياء، المؤمنين فى القران الكريم» رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، يخافون يوماً تتقلب فيه القلوب والأبصار»... كما وصف القرآن صفات الرجولة والرجال المؤمنين « من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً».. كما وصف شفيعك وشفيعى محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الرجولة وقوة الرجال «ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذى يملك نفسه عند الغضب».. صدقت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قديماً كان هناك رجال بمائة رجل، ورجال بألف رجل.... بمواقفهم، شجاعتهم، نخوتهم، صدقهم، مروءتهم، وفائهم بالعهود، عدلهم، العفو عند المقدرة، الحكمة..... يروى أن أمير المؤمنين عمر - رضى الله عنه - كان جالساً يوماً مع أصحابه، فقال لهم «تمنوا» فقال الأول: «أتمنى لو أن لى داراً مملوءة ذهباً أنفقه فى سبيل الله».. وقال الثانى: «أتمنى لو أن لى داراً مملوءة لؤلؤاً وجواهر أنفقها فى سبيل الله «.. فقالوا له وإنت يا أمير المؤمنين، ماذا تتمنى؟.. فقال: «أتمنى لو أن لى رجالاً مثل أبى عبيدة بن الجراح، معاذ بن جبل، سالم مولى أبى حذيفة فاستعين بهم على إعلاء كلمة الله... «وإسلاماه.. أنظر حولى الآن.. فلا أجد إلا رجالاً يهدمون الإسلام ويشوهون الإسلام!!! رجال لا يستحقون أن يطلق عليهم لقب «رجال ولا مسلمين»... إننا الآن فى مصر، فى حالة الحرب التى نواجهها جميعاً... لسنا محاطين إلا ببعض القوى السياسية، بعض الإعلاميين، النشطاء الحقوقيين، بعض الحزبيين، بعض رجال الدولة، وبعض الوزراء الذين يطلق عليهم «الرجل الصفر» رجال لا تساوى شيئاً!!! إننا فى مرحلة إعادة بناء مصر الجديدة بحاجة إلى رجل بمائة رجل، ورجل بألف رجل.. وبحاجة أيضاً إلى المرأة التى تساوى ألف رجل فى هذه المرحلة الحرجة». فلنتحد معاً ونتخلص معاً من «الرجل الصفر»... موعدنا الأحد المقبل إن شاء الله