رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"من أين لك هذا؟".. سؤال يطارد المؤسسات الثقافية المستقلة

الدكتور حسام عقل،
الدكتور حسام عقل، الناقد الأدبي

فى ظل إهمال الدولة للساحة الثقافية والمثقفين، انتشر ما يعرف بالمؤسسات الثقافية المستقلة، أو مؤسسات المجتمع المدني، التى تسعى إلى إقامة الفعاليات والمهرجانات الثقافية، لتجوب بها المحافظات والأقاليم المختلفة، حتى تعود الثقافة إلى ما كانت تشهده فى العصور المختلفة السابقة.

ومع مطلع العام الجديد لحقت هذه المؤسسات والصالونات انتشار العديد من الإتهامات، والتساؤلات، التى أصبحت تطاردها فى كل مكان، ومنها من أين لك هذا؟ ومن الممول الحقيقى؟ ولماذا لم يكن هناك تعاون مشترك ما بين هذا المؤسسات وقطاعات وزارة الثقافة؟.. إلى جانب غسيل الأموال.

وكان لـ"الدستور" أن تتعرف على فعاليات وأنشطة تلك المؤسسات ومن ورائها وما تهدف اليه فى الساحة الثقافية.

وفى هذا السياق قال الدكتور حسام عقل، الناقد الأدبي و مؤسس ملتقى السرد، أن مؤسسات قطاعات وزارة الثقافة، تشهد في الوقت الراهن حالة من الإنهيار والتراجع الملحوظ، وذلك يعود إلى اسباب عدة منها، عدم الإنفتاح على الأجيال الحديثة، حيث يسيطر الجيل القديم على معظم اللجان والأعمال الثقافية بالمؤسسة، إلى جانب إفتقار المؤسسات التنويع الثقافي بسبب غياب مفهوم الحرية عند كثير من المثقفين.

وأضاف عقل، أن غالبية أنشطة القطاعات علي القاهرة والإسكندرية ، تسبب في إهمال الأقاليم، الأمر الذي إلتفتت إليه حركات المجتمع المدني، حيث انتشرت أنشطتها على مستوى الجمهورية، مما كان عاملاً رئيسيًا في إنتشار حركات المجتمع المدني، المؤسسات الثقافية المستقلة.

وأكد عقل، أن القائمين على المؤسسات الثقافية المستقلة لا يسعون وراء الربح المادى وإنما هدفهم الحقيقى هو توصيل الثقافة إلى المواطن فى اي مكان يوجد ودون إى تكاليف، بالرغم من عدم جود تعاون مشترك بين القطاعات الحكومية التى من المفترض عليها أن تقوم بهذا الدور، ولكنها نفرت تلك المؤسسات مما جعلها تبتعد عنها.

فيما قال الشاعرعبد التواب رفاعي، مؤسس صالون الشارع العربي، أنه يرى هناك مؤسسات مستقلة ، أنشائها بعض الأفراد لا يملكون شئ غير المال ، فهو يريدون أن تكون لديهم مكان في الحياة الأدبية، دون أن يعرعوا أن الأدب والثقافة هم أهم شئ في المجتمع، فهو الذي يشكل العقول.

وفى سياق متصل، أكد الدكتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، أن الهيئة تقوم بالعديد من القوافل الثقافية التى تجوب الفروع المختلفة، لإقامة الندوات الفاعلية الثقافية، للتصدى لعملية التطرف والعنف التى تشهدها البلاد من خلال بث الأفكار المتطرفة للشباب.

وقال خطاب ، أن الهيئة تفتح أبوابها لكل من يسعى إلى تطوير وتنشيط العملية الثقافية، وأنهم يمدوا لهم يد العون حتى يتم عودة الثقافة مرة إخرى إلى بلادنا التى أصبحت بحاجة إلى تعاون مشترك بين المثقفين والمؤسسات لبث روح الثقافة الحقيقية للجمهور.