رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لأول مرة في تاريخ السعودية.. محمد بن نايف "جنرال الحرب على الإرهاب" وليًا لولي العهد

جريدة الدستور

أمر الملك "سلمان بن عبد العزيز"، خادم الحرمين الشريفين، بتعيين الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد في المملكة "مقرن بن عبد العزيز"، ونائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء، في أول قراراته، كسابقة لم تحدث في تاريخ السعودية ومحاولة لترتيب البيت من الداخل، باستحداث منصب ولي ولي العهد.

ويعتبر تعيين الأمير "محمد بن نايف"، بداية عهد دخول الأحفاد السعوديين لمنصة الحكم الرئيسية، بعد أن تم تعيينه وليًا لولي العهد بقرار ملكي من الملك سلمان بن عبد العزيز، كما سبق أن استحدث الملك عبد الله -رحمه الله- منصب ولي العهد، حينما تم تعيين ولي العهد الحالي الأمير مقرن بن عبد العزيز، مما أسهم في ترتيب الانتقال السلس.

وتنصيب الأمير محمد بن نايف وليًا لولي العهد، يمثّل ضماناً لترقّيه في سلم الهرم داخل الأسرة المالكة، حيث جرت العادة أن يختار الملك ولي عهده، ويعني هذا التعيين أن الأمير محمد سيكون ولياً للعهد على اعتبار أن نظام هيئة البيعة في اختيار ولاية العهد لن يسري عليه مستقبلاً، ويعني أيضا أنه في حالة وصول الأمير مقرن للحكم فإن الأمير محمد سيصبح مباشرة ولياً للعهد، وتصبح بذلك ثاني حالة في تاريخ الأسرة أن يأتي الملك وولي عهده معه بعد الملك وولي العهد الحاليين.

وبهذا التعيين أيضا أصبح الأمير محمد نائب ثانٍ يضمن طريقه لأن يصبح ولياً للعهد ومن ثم ملكاً بآلية رسمية محددة سلفاً.

وُلد الأمير محمد بن نايف عام 1959م، وهو الابن الثاني للأمير نايف بن عبد العزيز، ويبلغ من العمر 56 عامًا، ودرس مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة، وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1981م، كما خاض عدة دورات عسكرية متقدمة داخل وخارج المملكة تتعلق بمكافحة الإرهاب.

الأمير محمد متزوج من الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولديه من الأبناء اثنان، الأميرة سارة متزوجة من الأمير سعود بن فهد بن عبد الله بن محمد بن سعود الكبير ولديهما من الأبناء الأمير عبد الله، والأميرة لولوة متزوجة من الأمير نايف بن تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود.

ويعتبر الأمير محمد من أهم المحاربين للتطرف والإرهاب، وتعتمد عليه بلاده في إدارة هذا الملف الذي نجح فيه بصورة كبيرة، وتعرض لمحاولة اغتيال في العام 2009 من أحد أعضاء تنظيم القاعدة، وتعرض لإصابات طفيفة فيما انتهى المهاجم إلى أشلاء في منزل الأمير في جدة، وعرف الأمير محمد بجنرال الحرب على الإرهاب.

وصدر قرار ملكي في عام 1999م بتعيينه مساعدًا لوزير الداخلية للشؤون الأمنية، ومُدت خدماته لمدة أربع سنوات قبل أن يصدر أمر ملكي آخر بتعيينه مساعداً لوزير الداخلية للشؤون الأمنية بمرتبة وزير في عام 2005م.

عُين في نوفمبر من عام 2012م وزيرا للداخلية خلفا للأمير أحمد بن عبد العزيز الذي أُعفي من منصبه بناء على طلبه.

والأمير "محمد بن نايف" أول من أسس لجان المناصحة بالمملكة والخليج العربي، وحظيت فكرته بانتشار واسع عالمي حاز على استحسان العالم الغربي، وتقوم اللجنة برعاية المقبوض عليهم في قضايا إرهابية وأصحاب الفكر المتطرف، وإخضاعهم لدورات تعليمية، لتخليصهم من الأفكار المتطرفة التي يحملونها، وبعد ذلك تقوم الجهات المعنية بالإفراج عن المتخرجين من الدورات ممن لم يتورطوا في قضايا التفجيرات بشكل مباشر.