رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلة عطاء الفارس الإنسان سادس ملوك السعودية

جريدة الدستور

كثير من الشخصيات ترحل عن عالمنا، ولكن يأبى التاريخ أن يطوي صفحات بعضهم، ليرحلوا ويتركوا تاريخًا حافلًا بالأمجاد للأجيال القادمة والعالم بأسره.
أحد هؤلاء العظماء، هو الملك عبد الله بن عبد العزيز، العاهل السعودي، الذي فضل أن يطلق عليه "خادم الحرمين الشريفين"، والذي وافته المنية، فجر الجمعة، عن عمر ناهز الـ90 عامًا بعد أسابيع من تدهور حالته الصحية.
"عبد الله بن عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود"، الملك السادس للمملكة العربية السعودية، ويلقب بخادم الحرمين الشريفين، وهو ذات اللقب الذي اتخذه الملك فهد من قبله.
وهو الابن الثاني عشر من أبناء الملك عبد العزيز الذكور، وأمه فهدة بنت العاصي بن شريم الشمري، وولد في 1924 بمدينة الرياض، وتولي إدارة شئون الدولة عندما بلغ 71 عامًا في 1995، وأصبح الملك الفعلي بعد إصابة الملك فهد بمتاعب صحية، وبعد وفاة الملك فهد في 1 أغسطس 2005 تولي الحكم.
ويشغل العاهل السعودي، رحمه الله، بالإضافة لكونه ملكًا للدولة، منصب رئيس مجلس الوزراء تبعًا لأحكام نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، القاضية بأن يكون الملك رئيسًا للوزراء.
ويعتبر خادم الحرمين من أثرى أثرياء العالم؛ إذ ذكرت مجلة فوربس الأمريكية في نشرة لها في 2010، حول أغنى الملوك في العالم، أن قيمة ثروته تقدر بـ18 مليار دولار، وصنفته ذات المجلة في 2011 كسادس أقوى الشخصيات تأثيرًا في العالم.
الكُتَّاب والعلماء وحلقات المساجد، كانت طريق خادم الحرمين الشريفين إلى دروب العلم والمعرفة، وكانت له مطالعات واسعة في مجالات متعددة من المعرفة والثقافة وعلوم الحضارة، بجانب نشأته في كَنَفِ والده الملك عبد العزيز، واستفاد من مدرسته وتجاربه في مجالات الحكم والسياسة والإدارة والقيادة.
حياة الملك عبد الله كانت حافلة بالعديد من المناصب، ففي 5 فبراير 1963، أصدر الملك سعود مرسومًا ملكيًا يقضي بتعيينه رئيسًا للحرس الوطني، والتي ظل يتولاها حتى نوفمبر 2010، وفي عام 1975 عين نائبًا ثانيًا لرئيس مجلس الوزراء ورئيسًا للحرس الوطني.
وتولى عدد من المناصب الأخرى، كرئيس المجلس الاقتصادي الأعلى، رئيس المجلس الأعلى لشئون البترول والمعادن، رئيس المجلس الأعلى للمعاقين، رئيس مؤسسة الملك عبد الله بن عبد العزيز لوالديه للإسكان التنموي، رئيس نادي الفروسية في الرياض، رئيس مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع.
وتولي مقاليد الحكم في الأول من أغسطس في 2005م، خلفًا للملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، وبويع أخوه الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود وليًا للعهد في نفس اليوم.
وتقديرًا للدور الذي قام به العاهل السعودي، حصد العديد من الأوسمة وصل عددها 18 وسامًا آخرها 2012، حصل الملك عبد الله على وسام الملك عبد العزيز، وسام الملك فيصل، وسام الجنرال سان مارتن من الأرجنتين، وسام شرف من الدرجة الأولى من النمسا في 2004، وسام الكروس الجنوبي من البرازيل في 2009، وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من إيطاليا في 1999، وسام الاستحقاق درجة الفارس من إيطاليا في 2007.
كما حصل على وسام الصداقة من كازاخستان في 2004، نشان پاکستان في 2006، وسام الابتسامة من بولندا في 2005، وأيضًا وسام النسر الأبيض من بولندا في 2007، وسام القائد الشرفي "وسام الحمام التكريمي" من بريطانيا، والسلسلة الفيكتورية الملكية من بريطانيا 2007، وسام الصوف الذهبي من إسبانيا في 2007، وسام الرجاء الصالح من جنوب أفريقيا عام 1999، وسام الدولة للجمهورية التركية في 2007، وسام الذئب البرونزي من اللجنة الكشفية العالمية عام 2011، والميدالية الذهبية، وهي أعلى وسام تمنحه منظمة اليونيسكو تقديرًا لجهوده في تعزيز ثقافة الحوار والسلام في سبتمبر 2012.
وفي 2010، قلص الملك أنشطته؛ حيث خضع من 2010 إلى 2012 لعدة عمليات جراحية؛ حيث خضع لعملية جراحية في مستشفى ماونت سيناي في نيويورك في أو قبل 4 سبتمبر 2012، إثر إصابته بأزمة قلبية، وعاد بعدها إلى السعودية في 24 سبتمبر 2012.
وفي أواخر ديسمبر الماضي، دخل الملك عبد العزيز، مدينة الطبية في الرياض أثر عارض صحي ألم به، واليوم فقط نعى الديوان الملكي السعودي، وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ببيان رسمي في 23 يناير 2015.