رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تغيير المحافظين الفاشلين


كنت فى محافظة الشرقية لتقديم واجب عزاء ويا هول ما رأيت من بداية مدينة الزقازيق، فالداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، والله العظيم لو أننا استعرنا مسئولين إسرائيليين لتعذيب المواطنين المصريين سوف يكونون أرحم عليهم من مسئولينا، فهل منطقى وجود أعمال صيانة وإصلاحات لكل مداخل ومخارج المحافظة فى نفس التوقيت «شارع فاروق- نفق أبوالريش - مزلقان شرويدة» حتى لو كانت هناك ضرورة لذلك لماذا لا يتم الانتهاء منها فى أسرع وقت؟لماذا الأعمال التى تحتاج يوماً تستمر شهراً وسنة؟

سألت عن المحافظ فعلمت أن لا وجود له فى الشارع وكل مؤهلاته منحه الدكتوراه لنجله أحد الوزراء كانت المكافأة المنصب، إن صح هذا الكلام فهو كارثة تستحق عقاب كل من شارك فيها، وإذا استمرت الأمور بهذا الشكل منح المناصب العليا مجاملة أو مكافأة نهاية خدمة، فلن ينصلح حال البلد وسوف تضيع كل جهود الرئيس السيسى أمام هذا الفساد الإدارى، هى مؤامرة على الرئيس والبلد لا تختلف عما حدث فى الاتحاد السوفييتى وأدت إلى انهياره بتعيين أسوأ الشخصيات فى الوظائف القيادية وكان وراء ذلك مسئول سوفييتى عميل للولايات المتحدة الأمريكية، أتمنى أن يتم تدارك هذه السلبيات فى اختيار القيادات خاصة حركة المحافظين المزمع إجراؤها قريباً، وإن كنت غير مستبشر بطريقة الاختيار.

فهناك مقابلات تتم للبعض لمجرد أنهم شباب حتى لو كانوا دون خبرة قد يصلحون مساعدين أو نواباً لاكتساب خبرة فى الإدارة، ولأن وظيفة المحافظ مهمة جداً، فهو رئيس الجمهورية فى محافظته ويرأس معظم المصالح الحكومية فيها وحتى المصالح التى لا تتبعه يستطيع من خلال شخصيته وموقعه الوظيفى التنسيق معها من أجل خدمة المواطنين ورفع المعاناة عنهم، أنا لست سعيداً بالجولات المكوكية التى يقوم بها رئيس الوزراء، لأن مصر سوف تستفيد أكثر لو جلس فى مكتبه وأخرج الوزراء والمحافظين من مكاتبهم إلى الشوارع مع المواطنين يشعرون بآلامهم ويحلون مشاكلهم، إذا قام رئيس وزراء مصر - مليون خط تحت رئيس وزراء مصر- بتفقد فواصل كوبرى أكتوبر ومعاينة عقارات آيلة للسقوط وزيارة قسم الاستقبال فى مستشفى ماذا يفعل المحافظ والوزير ورئيس الحى؟ حتى لو قام بذلك مرة واحدة فهل هذا يكفى؟

وإذا كانت زيارات رئيس الوزراء لهيئات ومصالح حكومية محيطة بمكتبه فى القاهرة والجيزة، أين حقوق القرى والعزب والنجوع على امتداد مليون كيلو متر مربع؟ إذن الحل فى جهاز إدارى كبير وطنى ومخلص لهذا البلد على قدر وطنية وإخلاص رئيسه، وبعد ثورتين ونحن نتطلع لبناء مصر جديدة يجب أن تتغير طريقة اختيار المحافظين، حتى لو اضطررنا لعمل إعلان يتقدم إليه من تتوافر فيه شروط شغل هذا المنصب المهم ومنها أن يكون شخصاً له إنجاز محلى أو دولى ولديه قدرة على مكافحة الفساد وجذب استثمارات وحل مشكلة البطالة وجعل محافظته جاذبة للسكان وليست طاردة بسبب سوء الخدمات والمرافق، وأن يكون تعيينه بصلاحيات وبعقد محدد المدة فى نهايتها إما التجديد أو الحساب والعقاب.

■ مذيع ومدير عام بالإذاعة المصرية