رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإرهاب فى مصر .. إلى أين؟


بالأمس يوم الجمعة الموافق 16 يناير حضرت الجنازة العسكرية لأحد شهدائنا من رجال القوات المسلحة وهو يدافع عن الأمن القومى المصرى فى سيناء، اغتالته يد الغدر والخسة وهو يؤدى واجبه حارساً لحدودنا فى الاتجاه الاستراتيجى الشمالى الشرقى، إنه الشهيد الرقيب أول هانى بلتاجى من قرية نشيل مركز قطور محافظة الغربية، وهى قرية مثل الكثير من القرى فى الدلتا وفى الصعيد تفخر بشهدائها وتقدم إخوتهم ليكونوا امتداداً للقيام بدورهم دون تردد فى سبيل الدفاع عن الوطن وفى سبيل رفعة مصر حتى تسترد مصر ريادتها وتأخذ مكانتها اللائقة على المستوى الإقليمى والدولى، ويعلم الجميع أن مصر انتصرت على الإرهاب عندما دحرت جماعة الإخوان الإرهابية فى 30 يونيو 2013 لأن جماعة الإخوان الإرهابية هى العباءة الأيديولوجية لجميع الجماعات الإرهابية المتطرفة التى تعمل ضد الوطن وتحاول أن تكسر وتفتت الوطن غير مبالين بأن مصر هى قلب العروبة النابض وأن مصر عصية على الانكسار.

كانت الجنازة العسكرية مهيبة حضرها جميع المسئولين وأهالى مركز قطور ومنهم شباب ورجال قرية إبشواى الملق التى يشرفنى أن أكون من أبنائها ولها الفضل على كاتب هذا المقال الذى تعلم فى مدارسها واكتسب الخبرة والمعرفة من أهلها وكان لحضور الشباب الوطنى من القرية فى الجنازة ومنهم شباب عائلات شمس والفرت وسعدون والجخو والشهاوى ورسلان وباقى العائلات دور إضفاء المهابة والحماسة أثناء تشييع الجثمان الطاهر، وأتساءل أين المجتمع الدولى وأين الولايات المتحدة الأمريكية والغرب فى تأبين هذا الشهيد وفى التنديد بالإرهاب؟ ولماذا لم يأخذ هذا الشهيد حقه من وسائل الإعلام المحلية والدولية وتنطلق المظاهرات للتنديد بالإرهابيين أم أن الغرب يكيل بمكيالين وله معايير ازدواجية.

وما يحدث فى فرنسا ليس كما يحدث فى مصر , علما بأن الشهيد كان يؤدى واجبه المقدس فى الدفاع عن تراب هذا الوطن.

وفى نفس السياق أقول بأن الإرهاب الأكبر هو الاستراتيجية «الغربية/الأمريكية/الأوربية» التى قررت استخدام نظرية «الجهاد الإسلامى» لتحقيق أهدافها، وهى المسئولة عن التأسيس والتمويل والتسليح والتدريب للجماعات الإرهابية المتطرفة والتى هى المسئولة عن الإرهاب الأصفر المتمثل فى أعمال العنف الفردى التى يرتكبها أصحابها تحت راية الجهاد أو الدفاع عن الدين وهذا يمارسه أفراد وجماعات وتنظيمات.

وعلى الغرب أن يدرك الآن أنه ارتكب مجموعة من الأخطاء الفادحة التى يدفع ثمنها اليوم غالياً حين فتح ذراعيه لبعض الجماعات المتطرفة باعتبارها قوى معارضة للأنظمة فى المنطقة دون أن يدرى أن هذه الجماعات ستكون شوكة فى ظهره يعانى منها ويكتوى بنارها.ولعل الأحداث الأخيرة وما جرى فى فرنسا خلال الأيام القليلة الماضية تجعل الغرب يفيق من سباته ويدرك قبل فوات الأوان أهمية وجود نوع من التنسيق بين دول العالم كلها لمواجهة هذه الظاهرة الرهيبة التى تهدد بالقضاء على الأخضر واليابس فى العالم كله وكلنا يعلم أن مصر قادرة إن شاء الله على القضاء على الإرهاب فى القريب العاجل ما دام هناك جيش وطنى قوى وشعب واعٍ بالتهديدات والتحديات التى تجابه مصر والأمة العربية جمعاء.