رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المعاشات.. تعود لارتداء الكاكى


مازالت تصريحات المسئولين تتوالى فى تضليل الرأى العام وأصحاب المعاشات حول أموال التأمينات وحقوق المعاشات.

فقد أعلنت وزيرة الثورة عن توجيه بعض أموال المعاشات للاستثمار فى البورصة مخالفة القانون الذى يمنع ذلك والذى ينص على الاستثمار الآمن وهى بذلك تنفذ السياسات السابقة التى دمرت أموال المعاشات.

كما سيطر أنصار بطرس غالى على وزارتى المالية والتأمينات، سيطرة تامة فى محاولة لمنع الوصول إلى حقيقة الأموال الضائعة فى دهاليز الخزانة العامة وهم يقاومون الآن بشراسة وتوحش حتى لا تصل عيون الرأى العام إلى ما فعلوه فى السنوات السابقة... فقد تحولت الصكوك غير القابلة للتداول وقيمتها 212 مليارًا وبفائدة 8٪ فقط مع أن أذون الخزانة يصل إلى 17٪ عن الاستثمارات فى هذه الفترة مما أهدر أكثر من مائة مليار جنيه فوائد مستحقة لأصحاب المعاشات الغريب أن هذه الثروة تحولت إلى أوراق لا قيمة لها.

وهناك أكثر من 140 مليار جنيه بضمان الخزانة العامة صرف منها قروض لأنصار مبارك بلا ضمانات أو فوائد على الإطلاق وهذا تم منذ سنوات ولأصحاب المعاشات أكثر من 70٪ من قيمة هذه الثروة وفوائدها ولهذه الأسباب يقاتل وبشراسة أنصار غالى من أمثال ممتاز السعيد ومحمد معيط وقيادات التأمينات الحالية الاقتراب من هذه الأرقام التى تحولت كلها إلى أوراق لا قيمة لها سوى ضمانات الخزانة العامة ولكن لا يوجد مليم واحد منها.

والكارثة الكبرى ما يمارسه بنك الاستثمار القومى حيث وصلت ثروة التأمينات إلى أكثر من 80 مليار جنيه وهذه الأموال تستمر ورقيًا ولم تحصل على أى عائد منها سوى ما تحصل عليه قيادات هذا البنك الوهمى من بدلات وحوافز ومكافآت خيالية ضمن عائل أموال الأيتام والأرامل والغريب أن هناك 17٪ من مدينة الإنتاج الإعلامى مملوكة لأموال التأمينات وبعد أربعة عشر عامًا لم نحصل على مليم واحد!!.

وقد نجح أنصار غالى من أمثال ممتاز السعيد ومعيط فى تجنيد عدد من قيادات أصحاب المعاشات من أجل وقف ثوراتهم واحتجاجاتهم حتى لا يعلم المسئولون والرأى العام عن حقيقة الجرائم التى ارتكبت فى حق المعاشات وهذا هو النجاح الوحيد الذى حققه فرسان غالى بعد فراره إلى لندن!!.

وتطالعنا تصريحات الوزيرة يوميًا بتناقضات وكلمات غير مفهومة والمفهوم منها غير حقيقى.

إنها تتحدث عن بداية استعادة أموال التأمينات وهى تعلم أن الخزانة العامة تبحث عن قروض خارجية وداخلية من إذن الذى يعطيها هذه الأموال؟

وتتحدث أيضًا عن زيادة المعاشات فى أكتوبر وقد جاء شهر العبور ولم نحصل على مليم واحد زيادة فى المعاشات سوى فئة كبيرة محدودة للغاية لا تتعدى 1٪ من أصحاب المعاشات وقد ضلل الرأى العام فى ذلك بعد أن رفعت الوزيرة حكم المحكمة الدستورية وأعلنت تنفيذه وهى لا تدرك أن تنفيذه لا يشمل سوى عدد محدود للغاية سيزيد من أقل من عشرة جنيهات ولا يزيد عن 30 جنيهًا لهذه الفئة.

وتعلن الوزيرة أنها بصدد دراسة لتنفيذ صرف 5٪ عن علاوة 2005 وهى لا تعلم إنها أعلنت سابقًا ومنذ شهور أنها ستصرف هذه العلاوة اعتبارًا من 1/7/2012 أى أن الوزيرة لم تعد صاحبة قرارها بل المسيطرون عليها هم أصحاب القرار.

ومازالت علاوة 2008 لم يصدر بشأنها صرف المستحقات بأثر رجعى ومازال أكثر من أربعة ملايين من أصحاب المعاشات يتقاضون أقل من 500 جنيه حتى 170 جنيهًا وهذه المبالغ لا تكفى أقل من حدود الدوار وغيرهم ومازالت الملايين تتطلع إلى زيادة حقيقية أسوة بجميع العاملين فى كل المجالات التى ارتفعت أصواتهم وحصلوا على الكثير.. ولكن أصحاب المعاشات ليسوا فى جدول الحكومة بل إننا نعامل الآن بوحشية أكثر مما كان يعاملوننا به أنصار مبارك وبطرس غالى.. ولكن تلاميذ غالى كانوا أكثر شراسة منه فى تعاملهم معنا.

وكل هذا لم يمنعنا من التحرك الجاد نحو حياة أفضل مهما كلفنا ذلك من معاناة وفى القريب وفى شهر العبور هذا سوف نعبر من الفقر لمواجهة أنصار غالى وعملائه فى كل مكان وقد تم الاتصال ببعض مستشارى الرئيس وتم عرض مأساة المعاشات بالأرقام عليهم من أجل تحديد ميعاد لمقابلتنا من أجل إعلان الجانب الحقيقى لأموال التأمينات الضائعة والمهدرة والمبادة أصلاً حتى يستنير المسئولون بعد حملة التضليل الذى مارسها الجميع ضد المعاشات ومن المنتظر عقد أكبر مؤتمر من الآلاف من جميع المحافظات وكبار المسئولين والمستشارين من أجل إعلان الحقيقة أمامهم وكشف عملاء غالى المستترين الذين أرادوا تأميم حركة المعاشات حتى لا تنهض من جديد.. وأننا قد ارتدينا الكاكى فى زمن الحرب وعبرنا وانتصرنا وارتدينا الأزرق كى نبنى الوطن وبنينها وتشهد علينا كل ربوعه وفى جميع المجالات.. والآن وبعد أن فقدنا الكثير من عمرنا وانحنت ظهورنا وسيطر الشيب على رءوسنا فإننا سنعود مرة أخرى لارتداء الكاكى دفاعًا عن الوطن مرة أخرى بعد أن تم سلب الكثير من استقرار حياتنا المادية والمعاشية لقد تركنا الجهاد الأصغر وعودنا إلى الجهاد الأكبر ولكن نفس الأعداء الذين أرادوا أن ينهشوا تراب الوطن عادوا مرة أخرى لينهشوا لحومنا ويأكلوا عضامنا.. لذلك سنعود إلى الكاكى والجهاد الأصغر حتى يعيش أبناء وطننا فى بناء مصر بالجهاد الأكبر!!

■ رئيس النقابة العامة لأصحاب المعاشات