رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

افتح يا سمسم... آلاف المصانع مغلقة


كلامى هذا موجه إلى حكومة المريخ.. سوف تسمعنا لقرب المسافة معها!! أصبح السوق المصرى غير مملوك لأصحابه المصريين بعد احتلاله من الغزاة الأتراك والصينيين لقد تسبب فتح كل منافذ الوطن على مصراعيها إلى إغلاق الآلاف من مصانعنا وتشريد ملايين العمال من أبناء هذا الوطن.
لقد صدرت قرارات وقوانين تمنح كل أنواع السلع الدخول إلى السوق المصرى دون أى حماية للصناعة الوطنية مما أدى إلى قيام أكبر مقبرة فى التاريخ لأشهر الصناعات لدينا !! لقد اخترعوا طرقًا قانونية ومشروعة لقتل مصانعنا وإغلاقها وتشريد عمالها.. بالقانون !! «الوارد» وهو السماح لدخول كل السلع دون مواصفات حقيقية وجمارك رمزية مما أدى أن يكون كل المعروض فى أسواقنا مستوردًا ورخيصًا وفى متناول الجميع وفى كل ربوع الوطن.. ولم يسال أحد أين صناعتنا الوطنية؟؟ وهناك 5 طرق لاختراق الأسواق تسمى باسماء مختلفة.. منها الاستيراد لإعادة التصدير.. وما يصدر نفايات وحجارة.. وأيضا الحاويات التجارية العابرة المتجهة إلى دول أخرى.. ولكنها تتجه إلى المحافظات بدلاً من الدول!! الأكثر غرابة.. أن هناك مئات من المناطق الحرة الخاصة تأتيها السلع المستوردة من كل دول العالم ودون رسوم جمروكية.. لكنها لا تعود من حيث أتت بل تعرض فى الأسواق رخيصة

الثمن وتغلق وتقتل مصانعنا.. كل هذا يتم بعد أن نجح الغزاة المحتلون لأسواقنا من تعليق بورسعيد شماعة لإخفاء ما يرتكبه من جرائم ضد الاقتصاد الوطنى وأصحابه المصريين.. فأغلقوا بورسعيد المدينة الحرة وحولوا الوطن كله إلى مدينة حرة ونجحوا فى ذلك.. اغتالوا بورسعيد وأغلقوا مصانعنا وشردوا عمالنا حتى ملاك المصانع أصبحوا بلا عمل وفى بطالة دائمة!! إن الاقتصاد الوطنى يجب حمايته.. لا توجد دولة فى العالم بلا حماية اقتصادية.. أيضا لا يوجد ما يسمى بالاقتصاد الحر.. هل يمكن لأى تجارة فى العالم تستطيع دخول السوق الأوروبية دون أن تخضع للمواصفات الأوروبية وهى أقوى من أى رسوم جمروكية!؟؟ لماذا نحن أصحاب اقتصاد حر لم يعد موجودًا فى العالم أصلاً!! لا طريق أمامنا إلا حماية أسواقنا وهذا لا يخالف الاتفاقيات الدولية «الجات» مثلاً.. إن بعث الحياة لمصانعنا لا يتطلب استثمارات جديدة أو دعمًا لها.. بل قرارات قوية ونافذة بعيدا عن أصحاب المصالح الذين هم فى المشهد الاقتصادى الآن!! إن كل دول العالم تمارس الحماية لصناعتها.. ونحن نستمر فى قتل وإغلاق مصانعنا.. أن السعى لدى المستثمرين ورجال الأعمال هو عمل يضيف للاقتصاد الوطنى.. لكن الأهم منه هو ما نملكه الآن.. وهو أيضا ملك مستثمرين ورجال أعمال مصريين وهم الأولى بالرعاية.. لا بد من خطة قومية وإنشاء إدارة مركزية تتبع رئيس الجمهورية تكون مهمتها الوحيدة العمل على فتح مقبرة مصانعنا وإزالة كل القرارات والقوانين التى يستفيد منها الغزاة المحتلون لاقتصادنا.. إن الصناعات الوطنية أصبحت فى خطر شديد وهى تمثل لنا الحياة أو الموت.. لقد رفعت اليابان بعد ضربها بالقنابل النووية شعار قالت فيه «التصدير أو الموت» وها هى اليابان ثالث اقتصاد فى العالم بعد أن كانت ركامًا!! إن مصر بها من الامكانات ما يجعلها دولة كبرى.. ولكن تنقصها قرارات ثورية تحمى الصناعة والاقتصاد.. إن السوق المصرى يجب أن يعود مصريًا ولا يجوز استمرار احتلاله هكذا.. إن بورسعيد هى المدينة الحرة وبها المستورد الأجنبى والسوق المصرى كله من حق الصناعة الوطنية وحدها.. أن هذا النظام كان معمولاً به خلال النصف الأول من «حكم مبارك» ولكن الذئاب الاقتصادية نهشت أسواقنا وحولتها إلى فريسة للعالم كله.. إن ما نطلبه هو طبيعى وحقوق مغتصبة نريد عودتها وهذا حقنا.. إن مفكرى الاقتصاد الحر أصبحوا الآن يشكلون خطرًا جسيمًا على الوطن كله من خلال أفكارهم المتخلفة والتى تعود إلى المائة عام الماضية.. إن الاستقلال الاقتصادى ملازم تمامًا للاستقلال الوطنى.. نعم نطالب بمصر للمصريين. كما سبق وأعلن ذلك «طلعت حرب»!!