رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حادث فرنسا.. والدور الغائب


إن أحداث فرنسا فى ٧ يناير الجارى تذكرنا بأحداث ١١سبتمبر فى أمريكا، وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد ما تعرض له العرب والمسلمون لكثير من المخططات التى تلت هذه الأحداث، ويعاد إلى الأذهان مرة أخرى بعد فشل مخططات الربيع العربى ورسم شرق أوسط جديد لا تنتهى الخطط والمؤامرات فيظهر مخطط جديد فى فرنسا لإعادة إحكام السيطرة مرة أخرى، الحادث الإرهابى الأخير يبدو وكأنه مدبر بشكل غريب، لأنه من اللافت للنظر أن دولة تحترم القانون يتم نشر المشتبه بهم على كل الشاشات والأغرب أن المتهمين يعلمون ذلك وينزلون إلى الشارع وكأن شيئاً لم يحدث.

ثم يتم تصفيتهم وكذلك التعامل الأغرب من الناحية الأمنية والإعلامية لتوصيل رسالة كبرى للعالم، ما شاهدناه فى الشاشات يجعل العقول تقف وتفكر من جديد فهل تعلم الدول العربية الغارقة الآن فى رياح وأعاصير التقسيم والإرهاب مثل: ليبيا وسوريا والعراق واليمن والبحرين أيضاً على حافة الهاوية أن حادث فرنسا يخفى وراءه العديد من الأمور التى تحتاج إلى تعاون حقيقى وبما أن بح الصوت فى اتحاد العرب وقوفهم جميعاً جنباً إلى جنب يبقى أن نتحدث عن دورنا نحن كمصريين فى أن نعى الأمور ونفهم الحقيقة التى سوف تساعدنا على الاستمرار فى البناء علينا دور حقيقى يبدأ من الدولة المصرية ممثلة فى حكومتها من وزارة داخلية بأداء جديد وتعامل يتواكب مع طبيعة الخطر المتقدم فى الفكر بشكل سريع جداً، فضلاً عن قيام وزارة الخارجية وتوسيع دائرة العلاقات الدولية، وفى حقيقة الأمر أن الرئيس والزيارات الأخيرة له مع الصين والإمارات والكويت هى أيضاً لخلق جبهة دعم جديدة بفكر ورؤية مختلفة عن الوضع العربى الآن خاصة وما يهدد مصر من أخطار فى حدودها مع الدول الجوار، خاصة ليبيا وما يحدث أيضاً فى الداخل، وهنا يجب أن نشير إلى الدور الذى يلعبه الإعلام فى مصر، آن الأوان أن نبعد عن السطحية فى الأمور وتناولها إننا أمام خطر حقيقى قادم فلا يكون كل همنا الشاغل أن فرنسا قلدت مصر فى التفويض للقضاء على الإرهاب مع تسجيل فخرى واعتزازى أن الشعب المصرى أحسن اختيار القائد ولا أن من تقدموا المظاهرة التى تقف ضد الإرهاب هم أنفسهم من يقومون بالإرهاب ويدعمونه ويكيلون بمكيالين.

كل هذا جميل ولكن يبقى أن نشرح للمواطن الكريم برؤية مختلفة وتعمق أكثر ومتخصصين فى هذا الشأن، الأمر لا يحتمل أن نملأ المساحة فقط بأى كلام وأهواء، الخطر قادم لا محالة ولكن قد نستطيع تفادى الضرر لو فهمنا وعملنا على إحباط المخطط الجديد بعد أن أحبط الشعب المصرى مخططات أخرى بعد ٣٠ يونيو، ويبقى أن أنوه على دور مؤسسة الأزهر الشريف منارة الإسلام كما قال شيخنا الجليل فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى مصر التى صدرت الإسلام للأرض التى نزل بها الإسلام وكان للأزهر ومازال الدور الحقيقى وله منا كل الدعم حتى يستطيع أن يصل صوته للعالم أجمع صوت الإسلام الحقيقى.

مذيعة بالتليفزيون المصرى