رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نعتذر لحسين سالم وشركاه ... تحيا مصر


نعتذر.... لحسين سالم وشركاه!! «تحيا مصر»... هكذا رد «حسين سالم» عن سؤال بعد براءته حول الطلب المقدم منه بإعادة نصف ما يملكه إلى الحكومة للحصول على عفو منها!! إننا كنا مخطئين عندما تحدثنا كثيراً عن رجل البر والتقوى.. الصديق الحميم «لمبارك» البرىء .. وأننى تناولت هذا الرجل وفى الصحيفة نفسها أكثر من 100 مرة
ولكن الخطأ كان كبيراً .. وأننا نعيد للذاكرة ما نحاول أن ننساه!! أتذكر فى إحدى جلسات البرلمانات السابقة كنا نقول بأعلى الصوت لماذا ذهب الغاز المصرى إلى إسرائيل..؟!

كنا فى ذلك الوقت نعارض التطبيع مع إسرائيل فقط .. لم نكن نعلم أن المصيبة أكبر والكارثة أعمق .. فقد كانت السرية تامة تحيط بكل شىء حتى أنفاسنا!! ثم تفجرت الأزمة عندما أعلن رسمياً أن الصديق الوفى لمبارك حصل على موافقته الشخصية بالحصول على الغاز المصرى من خلال شركة يملك أسهمها.. كل هذا لا يهم .. المهم أن السعر كان فى حدود الدولار.. ويباع فى ذلك الوقت فى الأسواق العالمية من 12 دولاراً إلى 16!! أى أن سعر الغاز كان أقل من سعر تكلفة استخراجه.. يا بلاش!! كان سعر الغاز المصرى يباع لإسرائيل بأقل من سعره للمواطن المصرى .. كان هذا بقرار من صاحب الضربة الجوية الأخيرة لنا! طبعا ضاع على الوطن كله المليارات من الدولارات.. هذا لا يهم.. حيث هناك من المصريين مازالوا يأكلون أرجل الفراخ. بعد أن ثبت علمياً أن الفراخ نفسها قد تصيب من يأكلها بأمراض مزمنة!! طبعا.. إننا نقول ذلك ليشهد علينا العالم أننا كنا أصحاب البر والإحسان لصديق مبارك وأننا كنا من المخطئين!! لقد باع «حسين سالم» شركة الغاز إلى شركة أجنبية.. أى أننا خرجنا من حفرة لنقع فى محيط!! ولقد نص عقد بيع الغاز المصرى على أن الخلافات تعرض على محاكم لندن!! كل هذا فى موضوع الغاز.. طبعاً بلا مقابل سوى حفنة قصور اسمها «العطايا» دون معرفة أى حسابات أخرى فى الخارج!! هناك بعض الأراضى «التافهة» وتقدر بملايين الأمتار على خليج «نعمة» أو «نعيمة»!! والأراضى فى مصر بالمجان، حيث نملك مليون كيلو متر مربع.. وما حصل عليه حسين سالم حصته فى الأراضى أى أنه حصل على حقه القانونى المتاح لجميع المصريين رغم أن بعضهم مازال يبحث عن أرض لمقبرة! لكن حسين سالم و«يوسف والى» فى مشكلة أخرى أنه قد حصل على محمية من جزر النيل وهى من الأراضى المحظور بيعها ومازالت القضية أمام المحكمة ونتمنى له البراءة أيضاً .. والمتهم برىء حتى تثبت إدانتنا نحن وليس هو!! لقد سمعت محامى حسين سالم بنفسى وهو يعرض نصف ممتلكاته فى الداخل والخارج .. وبعد الحكم ببراءته أرسل لنا ضحكة كبيرة وطويلة من إسبانيا حتى مصر«..» إنها أطول ضحكة فى العالم!! إننا لم نعد نطالب بأى أموال أو ممتلكات نهبت من الشعب المصرى فقد اكتشفنا أننا قد أخطأنا والمتهم الوحيد اتضح أنه الشعب المصرى الذى قام بثورتين الأولى سرقتها جماعة الإخوان، والثانية تسرقها الآن جماعة الفساد أى أننا خرجنا بلا حمص وأصبحنا الآن نشكو مما نعيش فيه بسبب أننا ضلينا الطريق وأصبحنا نسير فى نفق مشرق!!

علينا أن نتذكر أن «مبارك» ونجليه يرتدون الملابس الزرقاء بعد إدانتهم بالاستيلاء على أموال قصور المملكة.. وعلى الجميع أن يعلم أن هناك فى لندن أربعة قصور فخمة مملوكة لجمال الرئيس. فى انتظار أن ترسل الحكومة حكم الإدانة لكن «البوسطاجية» اشتكوا من كثرة المراسيل!! على شهداء الشعب المصرى وفى طليعته شبابه أن يعلموا أننا نحن الأحياء لن نتوقف لحظة من المطالبة بجميع الطرق والأساليب من استعادة كل ما كانوا يطالبون به.. مهما كانت الفاتورة المطلوبة لذلك!! إن الآلام التى يعيشها أبناء هذا الوطن الآن لا يمكن التنازل عنها أو حتى المصالحة فيها ..ولم نسمع من قبل عن أى شعب من شعوب العالم هزم.. نعم إنها معركة انتصر فيها الفساد وعلينا أن نعلم تماماً أننا لم نهزم فى الحرب.. إننا لم نوقع على شروط الهزيمة.. الأكيد يوماً ما سوف تشرق الشمس لننعم معا بالحرية وتحرق حرارتها كل الذين اعتدوا عليها.. إننا حقا نعتذر.. ولكن عما وصلنا إليه .. كنا نحلم بحياة جديدة تليق بنا.. لكن المعتدين لم يعجبهم شمس الحرية.. إن الدماء التى سالت على ضفاف النيل لا يمكن أن تكون بالمجان ولكن ثمنها سيأتى حتما مهما كانت مرارة الأيام.

رئيس اتحاد أصحاب المعاشات