رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ننشر نص عظة البابا تواضروس بالكاتدرائية بمشاركة "بطريرك إثيوبيا"

جريدة الدستور

شهد البابا تواضروس الثاني أبونا ماتياس الأول بطريرك إثيوبيا استقبالا كنسيا مهيبا وألقيت الكلمات والألحان والترانيم خلال عظة قداسته الأسبوعية بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالعباسية .
و بدأ قداسة البابا تواضروس عظته الأسبوعية بالترحيب بالبطريرك الإثيويبي الأنبا متياس الأول في أول زيارة له للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويكتب صفحة جديدة في التاريخ الطويل الذي يربط بين الكنيستين الشقيقتين.
و قال قداسته خلال العظة إن الكنيسة القبطية عريقة منذ القرن الأول الميلادي، وتأسست بكرازة القديس مارمرقس وفى القرن الرابع الميلادي وفي حبرية البطريرك العظيم في البطاركة البابا أثناسيوس الرسولي البطريرك رقم 20 رسم أول أسقف أبونا سلامة لكنيسة الحبشة، ومنذ ذلك التاريخ صارت العلاقة بين إثيوبيا ومصر علاقة حميمية قوية وصارت العلاقة بين الكنيستين علاقة قوية وخلال حبرية البطاركة عبر كل السنيين كانت لهم علاقات قوية مثلاً قداسة البابا كيرلس السادس وقداسة البابا شنودة الثالث، وفى التاريخ المعاصر كانوا دائما على علاقة قوية بالكنيسة الإثيوبية في أفراحها وأحزانها أيضا، وبعد نياحة البابا شنودة في مارس 2012 تنيح البابا بافلوس بطريرك إثيوبيا في أغسطس 2012 وحسب البروتوكول بين الكنيستين فإن الكنيسة الإثيوبية شاركت معنا في نياحة البابا شنودة وشاركت أيضا في الانتخابات التي عقبت نياحة البابا شنودة فشاركوا في انتخابنا وأيضا في تجليسنا وبالمثل شاركت كنيستنا القبطية في مراسم الجناز ومراسم اختيار البطريرك الجديد.
وأضاف قداسته أن الأنبا متياس دخل الدير وهو في عمر 12 سنة في عام 1952 زار مصر قبل أن يكون بطريرك منذ 30 عاما وكان في زيارة ثانية قبل الانتخابات السابقة في كنيستنا.

وأشار إلى أن الكنيسة المصرية تفرح كثيرا بتبادل الزيارات، لذلك فإن الكنيسة الإثيوبية تحتل في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية موضع القلب فهي أولا كنيسة إفريقية مثلنا وثانيا اسم إثيوبيا واسم مصر ذكر في الكتاب المقدس مرات عديدة ويربط بيننا شريان النيل العظيم الذي هو هبة من الله لم يصنعه الإنسان ولكن أودعه الله في يد البشر كهدية عظمى مثل الهواء والشمس وقدمها لنا جميعا لكي ما نشكره صباحا ومساء
وأضاف أننا نحتفل في كل عام بعيد الملاك ميخائيل والعيد الذي يأتي في 19 يونيو نسميه أيضا بعيد النقطة والمقصود أول قطرة ماء تسقط على الحبشة ويستمر نزول المطر هناك إلى أن يصل إلينا في نهر النيل ولذلك عندما نشرب الماء في بلادنا نتذكر بلاد إثيوبيا التي أودعها الله هذا الماء لكي ما يخدم ملايين البشر حيثما يمر نهر النيل العظيم.
مشددا على أن الكنيسة الإثيوبية ترتبط بعلاقات المحبة القوية والعميقة مع الكنيسة المصرية وهذا ليس فقط على مستوى الكنيسة ولكن أيضا على مستوى الشعبين والبلادين وتتقوى علاقتنا مع إثيوبيا يوما بعد يوم ليس فقط في المجال السياسي بل في كل المجالات التي تساهم في رفع مستوى الحياة والمعيشة في كل من البلدين ولذلك محبتنا قوية للكنيسة الإثيوبية ولكل الشعب الإثيوبي.
و أكمل قداسته قائلا منذ أسابيع قليلة استقبلنا الوفد الشعبي للكنيسة الإثيوبية هنا في هذه الكاتدرائية ورحبت بهم كل دوائر المسئولية في مصر وقضوا بيننا أوقات طيبة ولذلك نحن في محبتنا نعتمد على وصية الرب والتاريخ الطويل ويد الله الذي عطاياه جديدة في كل صباح ولذلك إذا نشأت أي موضوعات بين البلدين نحن نثق أن علاقات المحبة تستطيع أن تتوصل إلى ما يرضي الله أولا والبشر ثانيا هذه المحبة هي رأس مالنا وقد سمعت من الرئيس عبد الفتاح السيسي عندما زرناه أنه يرغب في تقوية كل العلاقات بين هذه البلاد الشقيقة وبين مصر ونحن نشجع هذا الاتجاه ونثق أن المحبة تستطيع إلى أن تصل إلى كل أمر يرضي الجميع.
وقام قداسة البطريرك أبونا ماتياس الأول بزيارة عدة كنائس في القاهرة والإسكندرية وزار أيضا عدة أديرة للرهبان والراهبات وزار أيضا سيادة الرئيس ورئيس مجلس الوزراء وزار أيضا فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر كما تقابل مع مجموعة كبيرة من رجال الأعمال المصريين الذين يسعون إلى تأسيس مجالات تنمية في إثيوبيا ، كما حضر جانب من مؤتمر الرهبنة في دير الأنبا بيشوي وقد استقبلناه يوم السبت الماضي استقبالا كنسيا في المقر الباباوي ونرحب به هذا المساء في وجود كل الشعب، الحقيقة أنها أيام قليلة وكنا نود أن يجلس معنا شهريين أو ثلاثة ولكني أعلم مسئوليته ومشغوليته الكثيرة واتفقنا على أن يكون هناك تعاون مشترك بين الكنيستين في المجالات التعليمية الكنسية ومجالات الرعاية ومجالات الرهبنة والأديرة ومجالات الحوار اللاهوتي.
كما قدم لنا دعوة كريمة لزيارة بلاد إثيوبيا وسوف نحاول أن نلبيها في أقرب وقت ممكن .