رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المسئولون خُدام الشعب وليسوا أسياده


«أنا مش حاكم.. ولو اعتبرتونى حاكم ما كنتش قعدت معاكم القعدة دى.. أنا واحد منكم.. أنا عايز دولة مؤسسات مش شخص بعينه.. الحكومة بتاعت مصر».. هذه الكلمات الصادقة وجهها الرئيس عبدالفتاح السيسى للوفد الصحفى والإعلامى المصرى قبيل مغادرته دولة الكويت الشقيقة متجهاً إلى المحروسة.. طيب ده شىء جميل خالص يا ريس.

إحنا بقى عاوزين رئيس وزراء ووزراء ومحافظين ومسئولين يؤمنون بنفس الفلسفة.. يجلسون مع الناس ويستمعون إلى مشاكلهم ويحاولون التعامل معها بكل شفافية.. مسئولون لا يتعاملون مع المواطن على أنه من جنسية أخرى ويتعالون عليه ويهملون مصالحه وينسبون إليه تهماً ما أنزل الله بها من سلطان عندما يطالب بحقوقه فى وظيفة يعيش منها أو علاج يداوى به مرضه أو مسكن يأويه.. مسئولون بنفس زهدك ووطنيتك يا ريس.. مسئولون لديهم الاستعداد والنية للعطاء لا للسرقة والنهب واللهف وما أكثرهم.. مسئولون لا يعرفون فى الحق لومة لائم.. مسئولون يقولون لنا إنهم منا وليسوا علينا.

ليه أنا بكتب الكلام ده؟؟.. بكتبه بمناسبة حركة الوزراء والمحافظين المرتقبة.. بكتبه علشان الرئيس يختارهم بنفسه ويؤكد عليهم أنهم من نفس طينة وعجينة المواطن.. بكتبه علشان مفيش محافظ أو وزير أو أى مسئول آخر علا مكانه أو قل يظن أنه فوق المساءلة أو فوق المواطن والقانون.. بكتبه لأن أحد أساتذة جامعة المنصورة أخبرنى وهو مستعد للشهادة بما قاله لى أمام أى جهة تحقيق أن شقيق وزير حالى ذهب ليهنئ أحد عملاء نفس الجامعة بمنصبه الجديد فى حضور عدد من أعضاء هيئة التدريس وقال له: «تلفت يميناً فوجدت منافسك لمنصب العمادة سيفوز.. وتلفت يساراً فوجدت نفس المنافس أيضاً سيفوز.. فقمت بـ «جزمتى» بإزاحة هذا المنافس ولم يبق فى الساحة إلا أنت.. ومن ثم فزت بالمنصب»!!.. وهنا أطرح السؤال التالى: ما علاقة شقيق هذا الوزير بجامعة المنصورة واختيار عمداء كلياتها؟!.. ولماذا سمح له أعضاء هيئة التدريس بمن فيهم الأستاذ الفائز بمنصب العمادة أن يجلس بينهم ويتحدث معهم بهذه الطريقة؟!.. حقيقى شىء مقزز ويستدعى وقفة حاسمة وجادة للكشف عن أسباب هذه المهزلة.. فالوزير وشقيقه ومن فى مستوى سلوكياتهم قد فهموا النظام الحالى بالخطأ.. ولا أظن أن السيد الرئيس سيوافق على ذلك إذا علم بهذا الأمر.

ما حدث من شقيق هذا الوزير ما هو إلا نموذج يتكرر بشكل دائم مع أقرباء العديد من المسئولين.. الأمر الذى يصاحبه إصابة المواطن «اللى مالوش ضهر» باليأس.. وتجده يسب ويلعن «العيشة واللى عايشنها».. بل ويفقد الثقة فى كل شىء فى المسئول وفى الدولة.. وهذا الأمر حذر منه الرئيس فى لقائه المشار إليه أعلى المقال، حيث قال: «إن هدفى فى هذه المرحلة هو استعادة ثقة المصريين فى أنفسهم وفى بلدهم.. واستنهاض همة الناس.. لأن مصر تعرضت خلال عقود مضت لاهتزاز الثقة وأخطرها الدين».

الرئيس قال أيضاً إن «سبب تأخر إعلان حركة المحافظين هو رغبته فى اختيار الأكفأ».. مؤكداً أنه «ليس صاحب مصلحة فى هذا الاختيار على الإطلاق إلا فيما يتعلق بصالح البلد وانتقاء النجباء والشرفاء لتولى المناصب فى الدولة».. ونحن سيادة الرئيس نثق فيك ونحبك ونقف خلفك وندعو الله لك بأجر ما خدمت مصر.. ونطالبك بأن تسعى أنت لاختيار العناصر المؤهلة لهذه المناصب.. عناصر وطنية شريفة تحب مصر كما تحبها أنت.. تعطى لمصر وتضحى من أجلها.. وعناصر تؤمن بوجود حياة وموت وحساب.. عناصر ينطبق عليهم قول المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ــ :«إن لله عباداً اختصهم بحوائج الناس.. يفزع الناس إليهم فى حوائجهم.. أولئك هم الآمنون من عذاب الله».. صدق الحبيب المصطفى.