رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمن القومى.. وحروب الجيل الرابع «2-2»


تقوم حروب الجيل الرابع على فكرة هدم وتفتيت الدولة من الداخل باستخدام شعارات فى ظاهرها الدعوة للحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان.. وفى باطنها تفكيك الدولة بتدبير وخطط ممنهجة من المؤسسات الاستخباراتية المعادية.

استكمالا للمقال الذى نشر يوم السبت 3يناير نجد أن التكتيكات والأدوات المستخدمة فى حروب الجيل الرابع هى:

إنهاك الاقتصاد من خلال الأزمات المفتعلة والمطالب الفئوية والاعتصامات المتكررة.. التفجيرات الدموية والعنيفة والعمليات الإرهابية التى تستهدف النيل من مؤسسات الدولة «خاصة القوات المسلحة والشرطة.» وتنفذ من خلال جماعات العنف المسلح .. عمليات التضليل السياسى والإعلامى وصرف الأنظار عن حقيقة الأحداث السياسية الاقتصادية التى تمر بها البلاد.. المهام الخاصة لشبكات التجسس والأعمال المخابراتية وجمع المعلومات بهدف إزكاء الصراع والاقتتال الداخلى.. الحرائق وتفجير أبراج الكهرباء والأزمات المفتعلة التى تؤدى إلى إرهاب الدولة وتبديد جهودها.. الاستيلاء على المستندات الهامة والوثائق الهامة السرية وتسريبها إلى وسائل الإعلام المحلية أو إلى مخابرات دول ووسائل إعلان خارجية.. السرقات الكبرى للبنوك وعربات نقل الأموال لإحداث شلل للمؤسسات المالية.. تحريك منظمات المجتمع المدنى المشبوهة وغير الوطنية بهدف إحداث الفتن والقلق وتحريك مجموعات المعارضة داخل وخارج الدولة من خلال شبكات التواصل الاجتماعى.هل تتعرض مصر لحروب الجيل الرابع؟.. حقيقة الأمر أن مصر تتعرض الآن لهذا النوع من الحروب وتواجه من يعبث بأمنها القومى ويستغل الظروف السياسية ليجعل مصير الجيش المصرى نفس مصير الجيوش الآخرى فى المنطقة ( العراق – سوريا – ليبيا ) والتى خرجت من معادلة القوى الشاملة لأسباب مختلفة.

السيناريو المقترح للتغلب على حروب الجيل الرابع: نظرًا لما نتعرض له من حروب الجيل الرابع والذى يطلق عليها مسمى «حرب الأفكار» نقترح الآتى: قيام الإعلام بدوره الوطنى لتوضيح مايجرى بالمنطقة العربية وخلق رأى عام خارجى يتفهم الأوضاع السياسية الحالية التى تمر بها البلاد بما يشكل ورقة ضغط مهمة على القرار السياسى الخارجى.. إعلاء المصلحة العليا للبلاد على المصالح الخاصة والتأكيد على أن مصر أولا وقبل كل شىء.. نشر الوعى الدينى من خلال تفعيل دور المؤسسات الدينية «الأزهر الشريف – وزارة الأوقاف – الكنيسة - ..... » للحفاظ على الوسطية حتى لا ينجرف الشباب أمام ادعاءات المتاجرين بالدين لتمزيق وتدمير البلاد.. بث روح الولاء والانتماء بين جميع طوائف الشعب خاصة الشباب ومجابهة الفتن التى تهدف إلى نشر الصراعات وافتعال الأزمات.. قيام الأحزاب والحركات والتحالفات بدورها فى توعية الشعب بمخاطر حروب الجيل الرابع وألا تستمع إلى الشائعات التى يبثها أفراد من الطابور الخامس والعملاء ومن هذه الحركات الجادة حركة وحدة الصف المصرى والعربى برئاسة الأستاذ زكريا السادات «شهرته زين السادات» وأمينها العام كاتب هذا المقال والتى اندمجت مع ائتلاف «تحيا مصر» برئاسة السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق للعمل على التوعية بمخاطر هذه الحروب وأهدافها التى تتمثل فى زعزعة الاستقرار وإنهاك الدولة.وفى النهاية تقوم حروب الجيل الرابع على فكرة هدم وتفتيت الدولة من الداخل باستخدام شعارات فى ظاهرها الدعوة للحرية، الديمقراطية، حقوق الإنسان.. وفى باطنها تفكيك الدولة بتدبير وخطط ممنهجة من المؤسسات الاستخباراتية المعادية، والأسلحة فى هذه الحروب ليست السلاح والعتاد ولكن قوة المال والفكر المؤامراتى وينفذها مواطنون من الدولة يتولون زعزعة الاستقرار ونشر الفوضى وبذلك تضعف قدرتها على التحكم فى أوضاعها الداخلية وفقد السيطرة الكاملة على بعض أراضيها وتتحول إلى دولة فاشلة.

خبير استراتيجى