رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زيارة الرئيس للكويت


لاشك أن الزيارة التاريخية الناجحة التى قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى دولة الكويت الأيام الماضية، ولقاءه الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، جاءت فى وقتها خصوصًا أنها تأتى عقب استعادة مصر لمكانتها الإقليمية والدولية فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو.
كما
أن هذه الزيارة تأتى فى توقيت حرج تمر به المنطقة العربية بأثرها، نظرًا لتزايد نشاط الجماعات الإرهابية والمتطرفة فى بعض الدول العربية، مما يهدد أمنها وسلامتها واستقرارها ويهدد وجودها أيضًا، الأمر الذى يعود بالسلب على منظومة الأمن القومى العربى، وتطمئن قلوبنا إلى أن هذه الزيارة ستعمل على تعزيز العمل العربى والعلاقات المشتركة، خاصة بعد منح الرئيس السيسى أرفع وسام كويتى وهذا يدل على أن الكويت داعمة لمصر بشكل كبير.

إن الوحدة العربية بين الأشقاء ستعطى رسالة للجميع بأن المنطقة العربية ليست لقمة سهلة للطامعين والحاقدين الذين يسعون لإسقاطها فى حالة من الفوضى الخلاقة وتقسيمها إلى دويلات صغيرة، كما أن الاستقبال الحافل الذى حظى به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الكويت سواء على المستوى الشعبى أو الرسمى، يؤكد أن مصر استعادت مكانتها وستقود المنطقة العربية مرة أخرى، بعدما تراجع دورها فى ظل عهد قوى الظلام والدمار الممولة من الخارج وهى جماعة الإخوان الإجرامية. إن زيارة الرئيس السيسى للكويت، أكدت للرأى العام فى الداخل والخارج بجميع انتماءاته السياسية والحزبية أن مصر ودول مجلس التعاون العربى خاصة المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات لديهم القدرة على مواجهة جميع التحديات والأوضاع المأساوية التى تواجه بعض الدول العربية مثل «ليبيا وسوريا والعراق» إضافة إلى الأوضاع فى كل من «اليمن والسودان».

إن مصر التى أوشكت أن تعلن عن خلوها من الإرهاب قادرة ومن خلال دول مجلس التعاون الخليجى على مواجهة جميع الأخطار التى تتعرض لها، ولذا فإننا نتوقع أن تشهد مصر مرحلة جديدة من الانطلاق والنهضة الاقتصادية والاستثمارية الكبيرة؛ خاصة بعد عقد المؤتمر الاقتصادى الذى ستستضيفه القاهرة مارس المقبل، والذى يحتاج منا جميعًا عملاً شاقًا لتكون مصر أرضًا خصبة تستقبل جميع المستثمرين الجدد وتفتح ذراعيها لكل رجال الأعمال لضخ استثماراتهم بلا خوف ولا فزع، من أجل توفير فرص عمل حقيقية للشباب العاطل، ولذلك نناشد وسائل الإعلام والإعلاميين على مختلف توجهاتهم، لأن عليهم دورًا كبيرًا فى دعم الاستقرار والأمن، بتكريس جهدهم الكريم حول بناء الدولة المصرية، وترك الخلافات، وتسليط الضوء على المشاريع الاستثمارية والإنجازات التى حققتها مصر فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليتأكد لأعداء الوطن أن الدولة المصرية تتجه إلى الاستقرار، حيث إن المرحلة المقبلة تحتاج إلى إعادة ترتيب البيت العربى من الداخل وتكاتف كل الملوك والرؤساء العرب من أجل تخطى المخاطر المحيطة بالأمة العربية من كل جانب، ومن أجل وضع حلول جذرية تنهى آلام الشعوب العربية التى أصبحت مشردة خارج أراضيها نظرًا للحروب الدائرة فى كل من «ليبيا وسوريا والعراق»، إن إعادة ترتيب البيت العربى من جديد ضرورة حتمية ومسئولية تقع على عاتق كل الزعماء العرب