رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقبال عام جديد


ونحن نستقبل عاماً جديداً نتمنى أن يكون الأفضل عما سبقه وأن ننعم ببعض الهدوء والاستقرار فى الأوضاع بعد الذى عانيناه لسنوات طويلة، وندعو الله أن يكون عام 2015 عام رخاء وأمن وتقدم، ولكن هل فكر أحدنا فيما يمكن أن نفعله لكى يكون هذا العام أفضل؟ ما الذى يمكن أن نقوم به من أجل تحقيق الآمال؟ علينا أن ندرك أن جزءاً كبيراً من الأزمة يكمن فى أنفسنا لقد تعودنا على الكلام وانتقاد الأوضاع تارة، وعلى العويل والبكاء تارة أخرى، ولم نفكر فى الآية الكريمة التى يقول فيها رب العزة جلت قدرته «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» نحتاج إذن إلى العودة للأخلاق الحميدة وتحمل المسئولية.

وللانتماء معان كثيرة افتقدناها فغيرت طبيعة المصريين، أعلم أن الضغوط كثيرة وأن هناك محاولات مستميتة لطمس الهوية المصرية، ولكن دعونا نساعد أنفسنا فلن يساعدنا أحد ولن ينقذ مصر إلا أبناؤها على كل مسئول فى التعليم أن يعرف معين تربية الجيل، فلنغير مدارسنا من مكان لحشو العقول إلى مكان لتنوير القلوب، ولتعمل الدراما المصرية على تقديم أعمال تسمو بالذوق العام وتعالج المشكلات وتسلط الضوء على القضايا المجتمعية دون نشر البذاءات والشتائم التى لا تنفع ولا تبنى بل يجب أن تقدم ما يضفى البهجة والفرح اللذين افتقدناهما وسط الصخب الذى نعيشه الآن.

ولتفتح الجماعات أبوابها للأنشطة والندوات الثقافية والفكرية لشبابها، دعوا طلابنا يعودون لتقديم العروض المسرحية الغنائية ويتنافسون على الإبداع دعونا نغير من أدائنا داخل المستشفيات ليتم استقبال المريض بابتسامة تعينه على تحمل آلامه طالما لا يستطيع أن يجد الدواء والعلاج حتى يعين الله مسئولينا على تحسين المنظومة الصحية.

وعلينا أيضاً أن نفهم أن لقيادة السيارات أخلاقاً حتى نتجنب الحوادث على الطرق ونتحاشى لغة السباب والمشادات التى تحدث بين قائدى السيارات، وليعى الإعلاميون أن مصر هى الأهم وهى الباقية هذا على سبيل المثال وليس الحصر، فكل مواطن فى مصر عليه أن يغير من نفسه بنفسه، إن كنا نريد الإصلاح فياليت المطالب بالتمني، ولكن تؤخذ الدنيا غلابا، ربما أكون مغالية فى الحلم، ولكن كل إنجاز كان أساسه أحلاماً، فدعونا نجعل بداية العام دعوة للعودة إلى الأخلاق والمبادئ حتى تستقيم أمورنا.

مذيعة بالتليفزيون المصرى