رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل من رقيب على تليفزيون الشعب؟!


لابد أن نعترف بأهمية قناة النيل الثقافية كوسيلة إعلامية تهم شريحة كبيرة من المواطنين.. كما يجب الاعتراف أيضاً بريادتها فى أداء دور تنويرى لمواجهة الإرهاب الفكرى للعناصر الضالة التى ادعت - كذباً وافتراءً - أنها تخدم الإسلام..والإسلام والمسلمون منها براء. . أقول ذلك لأننى من خلال متابعتى لبرامجها وضيوفها مؤخراً انتابتنى شكوك وريبة لم أستطع إخفاءهما بسبب مشاهدتى لخمسة وجوه من «الإرهابية» على مدى الأشهر الثلاثة الماضية كضيوف فى برامجها.. ومن بينهم المدعو «أ. س» وهو مدير سابق لقناة العالم!

ومنهم ناقد أدبى يدعى «ح. ع».. وقد تكرر استضافته مرتين فى أقل من شهر واحد!.. وأيضاً أستاذ بجامعة الإسكندرية متهم بتهريب أسلحة للحرم الجامعى ولم ينل درجة العمادة لميوله الإخوانية وممارسته لنشاط محظور!.. ومنذ أسبوعين ظهر فى نفس القناة قيادى بحزب النور يدعى «ش. خ» كضيف منفرد على مدار ساعة كاملة.. استطاع خلالها عمل دعاية مجانية عن الانتخابات البرلمانية المقبلة لصالح حزبه!.. والغريب أن هذا القيادى ظل يردد فى نفس الحلقة أن «النور» ذات مرجعية دينية.. مبرراً هواجسه بأن الشعب المصرى ذكى وسيمنح صوته لهذا الحزب الدينى!!

بعد متابعتى لهذه المهازل تعمدت مقابلة عدد من الإعلاميين العاملين بقناتى «المتخصصة والثقافية» لأتعرف منهم على حقيقة الوضع.. لاحظت علامات اليأس والإحباط تعتلى وجوههم.. حيث أكد لى أحدهم أن رئيس تحرير أحد البرامج الذى اعتلى منصبه منذ عهد الإخوان وُيدعى «ح. هـ» يتفاخر بميوله الإخوانية كما يستخدم سلطاته لخدمتهم.. كما أنه لم يكن يسمح بوجود أى صوت معارض لعشيرته وإخوانه طوال فترة حكمهم.. وأثناء وبعد ثورة 30 يونيو كان يتعمد استضافتهم على أنهم محليون سياسيون ثم يترك لهم «الحبل على الغارب» ليقولوا ما يريدون!!.

مصادر فى نفس المكان أكدت أن رئيس القناة «أ.غ» وضع بعض المقربين منه كمخرجين ومشرفين على الإخراج فى البرنامج مثل «ع. ع» وهو من أهم العناصر المؤيدة لحكم «الجماعة» فى الثقافية.. والشىء نفسه فعله مع المخرجة «ج. ش» صاحبة نفس الميول.. كما أسند برامج مهمة أخرى إلى «ع. ع» وهو أحد الذين عملوا برئاسة الجمهورية فى عهد «مرسى» كمكافأة له على أخونة البرامج.. يضاف إلى ذلك أنه صديق شخصى لابن وزير إعلام «الإرهابية» المتهم بسرقة سيارات البث من تليفزيون الدولة لصالح قناة الجزيرة.. ولم ينس هذا القيادى إسناد برنامج مهم لـلسيدة «م. ص» التى تسمى ثورة30 يونيو انقلاباً على صفحتها الشخصية –بحسب المصادر- التى تؤكد أيضاً أن رئيس القناة نقل مخرجين لا ينتمون للإخوان إلى برامج أقل أهمية!

المصادر أوضحت أيضاً أن «الثقافية» تركز على عدد من النقاد الأدباء دون غيرهم بشكل سخيف.. مؤكدة أن هؤلاء النقاد شبه مقيمين فى القناة ومنهم: مدحت الجيار الذى يتحكم فى منح جوائز التميز باتحاد الكتاب دون انعقاد اللجنة وبقرار منفرد منه!!.. وعندما يريد المعدون تغييره.. فيكون أخوه شريف الجيار هو البديل!.. وهنا نطرح السؤال التالى: هل الساحة الأدبية خالية من القامات التى تعلو هذا وذاك بمراحل؟؟..

إحدى المذيعات المحترمات قالت لى: «نسمع عن خريطة جديدة وتطوير للقناة منذ عدة أعوام.. لكن للأسف الشديد لم نر أى ملامح لهذا التغيير حتى اللحظة».. كاشفة عن وجود شللية مسيطرة على «الثقافية» بشكل «مقزز» لدرجة أن هذه النوعية مازالت تحتكر رحلات السفر الخارجية منذ عقود وللآن.. وأضافت أن «القناة قامت بتغطية مهرجانين أحدهما فى الجزائر والثانى فى دبى.. أما الثالث فكان فى الكويت حيث تم اختيار فريق عمل لهذه الرحلات حسب أهواء رئيس القناة ومزاجه الشخصى دون مراعاة أى معيار آخر كالكفاءة أو اتقان اللغة أو الأقدمية.. وأشارت المذيعة إلى أن رئيس القناة «أ.غ» ترك هو الآخر كل مهامه ومسئولياته الوظيفية ومشاكل القناة «القاتلة» ورشح نفسه هذه الأيام لتغطية مهرجان آخر فى الجزائر!!.. وتساءلت المذيعة ونحن معها: «هل من رقيب على تليفزيون الشعب لوقف هذا الفساد؟؟».

■ كاتب صحفى