شهادة للتاريخ
فعندما وافقت على أن أتولى قيادة القطاع فى أصعب الظروف كانت لحظة حاسمة، لأننى قبلت التحدى فى حين كان البعض يراهن على انهيار ماسبيرو !. وعندما قرر المستشار أحمد رفعت ــ رئيس محكمة القرن الأولى ــ أن يقتصر النقل المباشر على التليفزيون المصرى لجلسات محاكمة رموز نظام مبارك كانت من وجهة نظرى لحظة حاسمة وعندما اجتزت بسلام الأزمة المعروفة إعلامياً بأحداث ماسبيرو، حيث قدمنا بالمستندات والأدلة ما يفند الاتهامات التى وجهت لأداء قطاع الأخبار وكشفنا أن بعض التقارير التى كتبت عن هذه الأحداث كانت غير موضوعية وجانبها الصواب، خاصة تقرير المجلس القومى لحقوق الإنسان نقول إن هذه اللحظات كانت حاسمة.
وعندما حصل الإخوان على الأغلبية فى مجلس الشعب المنحل وكشفت قناة «صوت الشعب» آداءهم البرلمانى كانت لحظات حاسمة وعندما انكشف الوجه الحقيقى للإخوان بأنهم ليسوا جماعة دعوية ولكنهم يطمعون فى الوصول إلى السلطة على حساب القوى الثورية التى قامت بثورة 25 يناير أعتقد أنها لحظات حاسمة. وعندما كان الجميع يتوقعون فوز أحمد شفيق فى انتخابات الرئاسة بمن فيهم المراقبون الأجانب جاءت اللحظة الحاسمة لتعلن اللجنة العليا للانتخابات بعد تأخر غير مفهوم فى إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية فوز محمد مرسى ليصبح أول رئيس منتخب لمصر بعد ثورة 25 يناير أراها لحظة حاسمة. وعندما اختلف مرسى مع المجلس العسكرى فى موعد ومكان الإدلاء باليمين الدستورية بسبب حل مجلس الشعب الذى من المفترض أنه المكان الذى يجب أن يدلى أمامه الرئيس اليمين الدستورية تقرر أن تكون المحكمة الدستورية العليا هى البديل وفقاً للإعلان الدستورى المكمل الذى أصدره المجلس العسكرى أراها أيضا لحظة حاسمة. وعندما هددت الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا بالانسحاب يوم 30 يونيو 2012 من مقر المحكمة بسبب رفض مرسى إذاعة الإدلاء باليمين على الهواء كانت لحظة حاسمة مما اضطره إلى التراجع والموافقة على إذاعة حفل تنصيبه على الهواء.وعندما فشل برنامج المائة يوم فى وضع حلول لمشكلات مزمنة تعانى منها البلاد مثل المرور والوقود والنظافة والأمن ورغيف الخبز كان هذا الفشل بدء العد التنازلى لنظام حكم الإخوان أتصور أنها كانت لحظة حاسمة.وعندما وقف مرسى أمام الكاميرات يساوى بين الخاطف والمخطوف بعد عملية خطف الجنود فى سيناء أعتقد أنها لحظة حاسمة وعندما ذهب إلى أديس أبابا وفشل فى حل مشكلة سد «النهضة» الإثيوبى وقطعوا الصوت عنه ويزور السودان ويعلن تنازله عن حلايب وشلاتين مفرطاً فى قطعة من أرض الوطن أراها لحظات حاسمة. وعندما قرر الشعب فى الثلاثين من يونيو أن يقول كلمته ويسقط حكم الجاهلية والظلاميين آراها لحظات حاسمة وعندما فوض الشعب الفريق السيسى ليترجم إرادته الوطنية ويعزل رئيساً لم يعرف قيمة الوطن كانت أكبر لحظة حاسمة وأكثرها تأثيراً فى مجريات الأحداث.وفى السادس والعشرين من يوليو عندما فوض الشعب السيسى مرة أخرى لاقتلاع جذور الإرهاب كانت بلا شك لحظة حاسمة. وعندما تتحول هذه اللحظات الحاسمة إلى شهادة للتاريخ فإنها تأتى من قلب ماسبيرو وهذا القلب هو قطاع الأخبار الذى يعتبر واجهة إعلام الدولة الذى لم يكن أمامه غير الانحياز لإرادة الشعب ومن ثم فإن إذاعة بيان اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذى أعلن وقوفه إلى جانب الجماهير يؤكد أن إعلام الدولة أصبح إعلام الشعب قولاً وفعلاً فى لحظة فارقة من تاريخ البلاد!!
■ إعلامى وكاتب مستقل