رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخونة وزارة الثقافة


نجح الدكتور جابر عصفور ــ وزير ثقافة ــ ثورة 30 يونيو فيما فشل فيه علاء عبدالعزيز وزير ثقافة محمد مرسى، وهو انتصار للثورة على نفسها، وقد تجلى هذا النجاح فى تعيين الدكتور سيد خطاب رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة خلفاً للشاعر مسعود شومان، بحجة صدور حكم قضائى يبطل عمل اللجنة التى اختارت مسعود شومان، والمثير للعبث أن السيد خطاب كان ترتيبه الثانى فى اختيارات اللجنة نفسها التى اختارت شومان وثبت بطلانها، لكن الدكتور جابر عصفور استطاع بصياغة قراره وضع خطاب على كرسى الهيئة بعبارة «تسيير أعمال» للخروج من هذا المأزق، ونسى أنه كان يستطيع فعل الشىء نفسه مع مسعود شومان، لكننا فى زمن وصفه الأبنودى قائلاً: دول مش بتوع الصدق فى الموازين.ولكى نعود إلى مربط الحصان، علينا أن نقرأ ما كتبه سيد خطاب بذات نفسه مرشحاً نفسه للإخوان، اقرأوا معنا واستمتعوا بهذه الفقرات التى نشرت فى جريدة المشهد بتاريخ 17نوفمبر 2011: سيد خطاب: وصول الإسلاميين للحكم مكسب للفن.. وأعرب سيد خطاب رئيس الرقابة على المصنفات الفنية عن تفاؤله الشديد من اقتراب التيار الإسلامى من السلطة، مؤكداً أن الإخوان لهم فكر جديد سيثرى الدراما والسينما فى الفترة المقبلة، ونحن كصناع للفن نحتاج هذا الفكر، لأن الفن يعانى جداً هذه الفترة فشىء محزن أن يكون لدينا 4 أو 5 أفلام طوال العام. وفى تصريح خاص للمشهد قال خطاب إنه مع وصول الإسلاميين للحكم طالما أن الشعب هو الذى قام باختيارهم عن طريق انتخابات نزيهة ومشرفة، مشيراً إلى أنه أيضاً يؤيد دخولهم فى مجال الإنتاج الفنى، حيث إنهم أقوى منظمة ولديهم الماديات والمقومات التى ستثرى الفن بشكل جيد جداً.نكتفى بهذا القدر من مقولات سيد خطاب، ونعود إلى جابر عصفور، فقد تجاهل الإخوان عندما وصلوا إلى قمة السلطة سيد خطاب، ولم يمنحوه أى منصب على الرغم من تقديمه مصوغات ترشحه لهم، بينما أسند إليه وزير ثقافة ثورة 30 يونيو جابر عصفور رئاسة أكبر هيئة ثقافية فى مصر، الهيئة العامة لقصور الثقافة فهى الهيئة الوحيدة المتواجدة فى أكثر من 560 موقعاً موزعة فى أقاليم مصر وقراها وواحاتها، وبذلك حقق عصفور ما فشل فيه عبدالعزيز، ونسى أن من أتى به وزيراً كان اعتصام المثقفين الذين رفضوا الإخوان، ومنافقيهم، ولم يأت به الإخوان ولا سيد خطاب.وقد يقول قائل: ربما استعجل «خطاب» بهذا التصريح، فلماذا لا تتركوا الرجل يعمل فى سلام، ونقول لهؤلاء إن الرجل لا يعمل، لأنه منذ دخل إلى الهيئة وهو على سفر، فمثلاً فى أيامه الأولى أمضى 5 أيام فى فندق 5 نجوم لكى يشاهد تعامد الشمس فى أبوسمبل وترك الهيئة تضرب تقلب، ومنذ ذلك التاريخ وهو على سفر بلاد الله خلق الله، بينما توقفت تقريباً معظم إدارات الهيئة عن العمل، وكلما سألت عليه وجدته فى اجتماع مع الوزير أو على سفر.والأدهى من ذلك أنك إذا دخلت مكتبه ووجدته فيه، ربما يخطر ببالك أنك فى عيادة طبيب ماهر، إذ يكتظ المكان بعشرات الوجوه التى تتكرر كل يوم، بينما يلازمه دائماً الأستاذ أحمد طه الذى كان الذراع اليمنى لأنس الفقى فى الهيئة من قبل، وانتقل معه إلى وزارة الشباب ثم إلى وزارة الإعلام! وخرج منها وحوله كثير من الشبهات، وعاود الظهور والإقامة فى مكتب سيد خطاب منذ وصوله إلى الهيئة وحتى الآن. الأستاذ الدكتور جابر عصفور، نقول لكم بإمانة إن مصر ليست فى حاجة إلا إلى رجال مخلصين.