رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الردح الفضائى ؟


فى مصر الان لا يوجد  إعلام مرئى إلا ما يمكن أن نطلق عليه إعلام حوش بردق المرئى ، ولا أستثنى أحدا ، وعجبا أنه منذ ثورة يناير كنا نعيب على ضيوف برامج الفضائيات قلة الأدب وطولة اللسان والشرشحة ، وكان نجوم تلفزيون حوش بردق هم ضيوفه ومذيعى القنوات التى كان يطلق عليها دينية فخالد عبد الله ومن على شاكلته كانوا بحق هم النجوم فى هذا المضمار ، أما الان بعد أن اختفوا فقد عز على مذيعى البرامج الليلية أن يتركوا اللقب ليضيع من مصر ، فراحوا يحملون لواء حوارى حوش بردق ، ويفتحون صدورهم وألسنتهم بالألفاظ النابية متصورين أن قلة الأدب أمام الكاميرات وطنية ..

ربما لا أستطيع أن أنقل إلا قليلا من المفردات اللغوية للسادة المذيعين رغم أننى أعرف أن ناقل الكفر ليس بكافر ، ولكن أحيانا ناقل قلة الأدب وطولة اللسان على الملأ قد يتهم ، وسأقدم نماذج قليلة جدا ومحدودة ، الأستاذ يوسف الحسينى ( محمد مرسى ابن كلب هو وابنه ) ، الأستاذ عمرو أديب حدث ولا حرج فبداية من ( يا ولاد الوسخة وأنت طالع ) ، الأستاذ وائل الإبراشى للحق ليس هو من يتلفظ ولكنه يستمتع بقلة أدب ضيوفه ، ويترك لهم الحبل على الغارب والأهم انه يضحك ، تامر أمين لحق بالركب ، طبعا لا حاجة لنا بذكر توفيق عكاشة ، وقبل أن تقول لى وهو يعنى محمد مرسى مش ابن .... ولما عمرو ولا أحمد موسىي بيشتموا يبقى ليهم حق وإن إحنا كمان بنشتم ... وهنا سأرد على حضرتك وأقول لك حنانيك يا مصرى ففى حوارى حوش بردق أو ما يوازيها من أماكن أو حتى فى  أكبر شارع فيك يا مصر قد نسمع وأكيد نسمع وأحيانا نشارك فى طولة اللسان وقلة الأدب ، لكن حين يجرى نفس ما يجرى فى الحوارى على ألسنة مذيعين يجلسون أمام كاميرات يشاهدهم الملايين ، فهنا يختلف الأمر أو يجب أن يختلف ، فالمذيع شخصية عامة وعليها متطلبات وله وظيفة ليس من بين شروطها قلة الأدب وطولة اللسان حتى على أعتى مجرم فى الدولة ، ولكنهم يلعبون على غرائز الشعب تماما كمن يقدم فيلم بورنو أو رقصة وأغنية وقبلة ويقول عليها فيلم ، ويرون فى ذلك وطنية فشتم مرسى وابنه بطولة وسب أمهات ناس حتى لو أعدائنا بطولة وأداء حركات باليد والأنف والضحك عليها بطولة !

مذيع التلفزيون يجب أن يكون مثلا وقدوة فى أى شىء ، ملابسه ، أسلوب حديثه ، قدرته على الحوار ، ثقافته ، وبالتأكيد ليس بطوله لسانه وقلة أدبه وإلا فاللحق لو كان هذا هو المعيار ، فأظن أن هناك فى شوارع مصر وحواريها من هم أحق بالنجومية والملايين من هؤلاء المذيعين لأنهم أكثر سلاطة وقلة أدب ..