رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السجن المشدد 15 عامًا لشقيقين أطلقوا 9 رصاصات على موظف للثأر بأكتوبر

جريدة الدستور

قضت محكمة جنايات الجيزة، في القضية رقم 1462 لسنة 2012 جنايات أكتوبر، بالسجن المشدد 15 عامًا مع الشغل لشقيقين تربصوا لموظف وأطلقوا عليه 9 رصاصات للثأر والانتقام لشقيهم الثالث، عقب توجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، مقترن بحيازة أسلحة آلية وبيضاء بدون ترخيص.
صدر الحكم برئاسة المستشار مجدي حسين عبد الخالق، بعضوية المستشارين مصطفى مدبولي، يحيى الجعفري، بسكرتارية عادل عبد الحميد.
تعود تفاصيل الواقعة، إلى عام 1988 عندما بلغ فتحي عبد الموجود، سن الرشد والتحق بوظيفته عقب حصوله على مؤهل دبلوم صنايع، وعندما أراد أن يكمل نصف دينه ويتزوج ببنت الحلال، ظهر له ما يخفيه له القدر، حيث تقدم لخطبة فتاة، ووافق الأهل، وبتفعيل مراسم الخطوبة، وجد شاب يتشاجر معه، ويترصد له لأنه خطب الفتاة التي أحبها طوال حياته، ويطلب منه الابتعاد عنها حتى لا يلقي مصير مجهول.
كلمات جعلته يتوجه إلى خطيبته التي أنكرت ما حدث وأخبرته أنها مرتبط به فقط، وأرادت منه أن يبعد عنها هذا الشاب الذي طالما يعكسها بمجرد رؤيتها.
وبالفعل عندما افتعل معه الشاب مرة أخرى مشاجرة ممسكًا بيده سلاح أبيض "مطواة" وأراد أن يوجه له طعنات، فتفادها وأخذ منه السلاح عنوة وسدد له طعنات مزق جسده حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.
وبدأت المعركة بينه وبين كل من أحمد هلال عبد ربه، عاطف هلال، أشقاء الشاب، وبدءوا يتربصوا له في كل الطرق، مما جعل أهله يطلبوا منه الرحيل من محافظته الأصلية أسيوط، والتوجه إلى القاهرة للحياة والاستقرار بها، بعيدًا عن الجو المفعم بالدم.
تمت الزيجة وأخذ زوجته وتوجه للحياة بمدينة أكتوبر بالجيزة، وظل يحمل طوال حياته كلمة الثأر التي طالما سمع عنها دون أي اكتراث بها وبمصير حامليها ، وبدأ يختفي من كل معارفه، يعزل أسرته عن جميع المقربين والأصدقاء والجيران.
ومرت الأيام حتى تفاجأ في إحدى الأيام أثناء عودته من العمل ودخوله بوابة العقا الذي يقطن بداخله، بوابل من الأعيرة النارية يخترق صدره، وعندما التفت إلى صوت الرصاص وجد أعدائه متربصين له أسفل السلالم وبحوزتهما بندقيتان آلي وكمية من الطلقات، فسقط طريحًا على الأرض ولفظ أنفاسه الأخيرة.
توجه الشقيقان إلى بلدتهم الأصلية حاملين الفخر والتعالي، وبمجرد وصولهم إلى المنزل شرعوا في نصب صوان العزاء الذي ظلوا محتفظين به طوال ما يزيد عن عشر أعوام، حتى سنحت لهم الفرصة وانتقموا لدماء شقيقهما الأصغر، وبدأت "الزغاريط" وأصوات الفرح تتعالى في منازلهم خاصة بعدما استجابوا لدعوات أمهم الثائرة بالانتقام.
ومن ناحية أخرى تلقى قسم شرطة أكتوبر بلاغًا من زوجة المجني عليه تفيد قيام شقيقين من محافظة أسيوط بإطلاق الرصاص على زوجها بدافع الثأر، وبانتقال النيابة لمناظرة الجثة تبين أن المجني عليه لقي مصرعه إثر إصابته بتسع طلقات نارية اخترقت جسده في أماكن قاتلة، فرشقت بالصدر والعنق مما أحدث تهتك بالأوعية الدموية، نزيف بالصدر إلى جانب طعنات متفرقة بسلاح أبيض"مطواة"، فأحدثت مضاعفات أودت بحياته.
لم تستمر الفرحات وعزاء الأهالي، حتى قامت الأجهزة الأمنية من ضبط المتهمين وتسليمهم إلى قسم شرطة أكتوبر، وتم حبس المتهمان أربعة أيام على ذمة التحقيقات، وتوالت التجديدات حتى أصدرت المحكمة قرارها السابق عقب توجيه تهمة القتل العمد وحيازة أسلحة نارية.