رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكرة فى الملعب القطرى


من أبجديات السياسة الخارجية أنه لا صداقة دائمة بين الدول ولا عداوة دائمة إنما مصالح دائمة معنى ذلك أن ما ينطبق على الأفراد ليس بالضرورة أن ينطبق على الدول، أقول هذا بمناسبة دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لمصر كى تدعم اتفاق الرياض التكميلى بشأن التصالح مع قطر والتى أثارت ردود فعل متباينة أغلبها كان يحكمه الانفعال وهو أمر لا تعرفه مبادئ العلاقات السياسية الدولية ولكن لأن قطر دولة عربية فظن البعض أن ما طرحه العاهل السعودى قد تجاوز العرف السائد فى إدارة العلاقات بين الدول وأن الجانب القطرى هو الذى يجب عليه أن يدعم الاتفاق وليس مصر ولكن توجه الملك عبدالله إلى مصر «الشقيقة الكبرى».

وقد سارعت رئاسة الجمهورية إلى الرد بالترحيب بالمبادرة السعودية انطلاقاً من ثوابت مبدئية فى السياسة المصرية تعكس التزاماً مصرياً بلم الشمل والتضامن العربى، غير أن تفعيل أى خطوة نحو المصالحة مع قطر مرهون بوقف السياسة العدائية ضد مصر ورئيسها، بحيث يجب أن يتجاوز حدود الكلمات المعسولة عن الشقيقة الكبرى إلى أفعال ناجزة على الأرض من بينها إغلاق قناة الجزيرة «مصر مباشر» التى تخصصت فى الهجوم على مصر وشعبها وتحكمها سياسة تحريرية غير مهنية، لأنها موجهة ضد مصر بصفة خاصة مما يثير علامات استفهام من بينها لماذا مصر تحديداً؟ و يجب على النظام القطرى تسليم المطلوبين للعدالة فى مصر ومن بينهم يوسف القرضاوى وغيره ممن اقترفوا جرائم بحق مصر ولن تقبل مصر أيضاً أن تكون قطر مأوى للهاربين من مصر بعد ثورة 30 يونيو من الذين يقودون ويوجهون العمليات الإرهابية على الأراضى المصرية، إذا التزمت قطر باتفاق الرياض لن تجد من مصر غير الترحيب وعودة المياه إلى مجاريها خاصة أن الخلاف ليس مع الشعب القطرى الشقيق الذى يرتبط بعلاقات ودية مع الشعب المصرى ولم تمنع قطرياً من زيارتها طوال الفترة الماضية ولم تبخل على قطر بالآلاف من العمالة المصرية. ولكن وبلا مجاملة هل القرار القطرى مستقل للتراجع عن القول والفعل العدائيين ضد مصر؟ وهل الأخوة فى دول الخليج وعلى رأسهم السعودية يدركون استقلالية القرار القطرى؟نتصور أنه طوال الفترة الماضية كان القرار القطرى يصنع خارج الدوحة وأن عواصم إقليمية ودولية تقف وراء حث قطر على ممارسة السياسة العدائية ضد مصر منذ ثورة الـ 30 من يونيو 2013، ومازال هناك فى قطر على المستوى الإعلامى على الأقل من يصفونها بالانقلاب ويقفون إلى جانب الإرهابيين والخارجين على القانون وتفتح لهم المنابر الإعلامية خاصة قنوات الجزيرة التى تبث من قطر لتشويه الثورة المصرية أمثال القرضاوى والزمر وسيف عبدالفتاح وعاصم عبدالماجد وغيرهم من الرموز الرافضة لأمن واستقرار مصر والمعادية للجيش المصرى الذى حمى الدولة المصرية من الانهيار من بعد ثورة الـ 25 من يناير 2011 وحتى الآن.نرى أنه لابد أن تتحرر القيادة القطرية من سيطرة الآخر عليها وهذا الآخر يتنقل من الولايات المتحدة إلى إسرائيل إلى تركيا، ولا ننسى أصحاب القضية الفلسطينية من جماعة حماس الذين تناسوا قضيتهم وتفرغوا لتغذية الإرهاب ودعم الإرهابيين.من الضرورى أن يضع خادم الحرمين الشريفين هذه الصورة أمامه كاملة قبل أن يثق فى مقدرة النظام القطرى على الالتزام بالاتفاق، لأنه لا يرضى أن يكون الاتفاق التزاماً من جانب واحد ورغم ذلك نحن المصريين نرحب بأى خطوة للم الشمل العربى وعلى الجانب القطرى أن يثبت التزامه، إذن الكرة فى ملعب حكام قطر، وإن كنت أرجح أن تحريكها فى الاتجاه الصحيح بيد أشقائنا فى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجى!

إعلامى وكاتب مستقل