رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيناريوهات علاقة مصر بتونس على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية

الانتخابات التونسية
الانتخابات التونسية

تكتب تونس اليوم وعلى مدار ثلاثة أيام، نهاية الانتقال الديمقراطي الذي بدأ بعد الثورة في يناير من العام 2011، بإجراء أول انتخابات رئاسية حرة وتعددية في تاريخها.

يسعى التونسيون خلال هذه الانتخابات إلى استكمال ما تبقى من مسار الانتقال الديمقراطي بعد اعتماد دستور توافقي مطلع 2014، وإجراء انتخابات تشريعية في 26 أكتوبر الماضي، فاز فيها حزب نداء تونس بزعامة الباجي قائد السبسي، أحد المرشحين البارزين لتولي منصب الرئيس.

ويتنافس في انتخابات الرئاسة التونسية 22 مرشحا، ويتصدر الباجي قايد السبسي ومحمد المنصف المرزوقي استطلاعات الرأي في تونس، للمرشحين الأوفر حظا بالفوز في الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

يدخل السبسي سباق الرئاسة متسلحا بالنتائج التي حققها حزبه في الانتخابات البرلمانية والتي تقدم فيها على حركة النهضة، أما المرزوقي، فيراهن على شعبيته التي اكتسبها خلال فترة رئاسته، إضافة إلى الدعم الذي يلقاه من قبل قواعد واسعة في حركة النهضة التي قررت عدم تقديم مرشح رئاسي.

ويختلف كلا المرشحين في التوجه إزاء النظام المصري، ففي الوقت الذي اعترف فيه السبسي بثورة يونيو واحترامه إرادة الشعب المصري، ورفضه التدخل في الشأن الداخلي لمصر، للمرزوقي مواقف مناهضة، حيث اعتبر أن 30 يونيو انقلاب عسكري، وطالب الحكومة المصرية بالإفراج عن المعزول محمد مرسي، كما رفض تهنئة المشير عبد الفتاح السيسي بتنصيبه رئيسا لمصر.

مختار غباشي، رئيس المركز العربي لدراسات السياسية والإستراتيجية، قال "في حال فوز السبسي، وهو رجل ليبرالى كبير امتنع عن تشكيل حكومة لتونس بعد فوز حزب نداء تونس في الانتخابات التونسية وأصر على الانتظار لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية، مما يعطى إيحاء إلى حد كبير في حال فوزه بتوطيد العلاقة بين مصر وتونس بشكل اكبر من المرزوقي.

وأضاف "المرزوقي هو الرئيس التونسي المنتهى ولايته، في الوقت الذي تلعب فيه حركة النهضة دور كبير في تشكيل الحكومة، وفى حال فوز المرزوقي ستكون الحكومة من نصيب حزب نداء تونس، وهنا سيكون هناك نوعا من توازن العلاقات مع مصر، مشيرًا إلى أنه كلما بعدت حركة النهضة أو المنتسبين للثورة وعلى رأسهم المرزوقي انعكس ذلك إيجابا على العلاقات مع مصر، ووجود المرزوقي على سدة الحكم في تونس سينعكس سلبا على العلاقة بين مصر وتونس.

وأوضح عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية بمركز الأهرام، أن البرنامج الانتخابي للسبسي والذي خاض على أساسه الانتخابات الرئاسية أفضل فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، في الوقت الذي يحمل فيه المرزوقي ميراث من المشاكل مع مصر، بتلاسنه في فترة من الفترات حول ثورة يونيو والديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر.

وتوقع ألا يحمل فوز المرزوقي توترا في العلاقات المصرية التونسية، وتكون تصريحات المرزوقي السابقة مجرد زوبعة في فنجان ومرت.

وأكد جمال أسعد المفكر السياسي، أن "فوز السبسي سيدعم ويوطد من العلاقة بين البلدين، خاصة وأن تصريحاته الأخيرة بعد فوز حزب نداء تونس في الانتخابات البرلمانية تعطي مؤشرًا إيجابيًا.

وعن منصف المرزوقي، قال أسعد إن المرزوقي انخرط في مسار حركة النهضة، بمناهضة ثورة يونيو والنظام المصري واعتبارها انقلاب عسكري على حد زعمهم، بل طالب بعودة الإخوان إلى الحكم، وهو ما ينذر باحتمال أن تتوتر العلاقات في حال فوز المرزوقي بالانتخابات الرئاسية.

وأضاف السبسي أكثر تفهما للوضع المصري الحالي ومستقبل العلاقة بينه وبين النظام المصري أفضل من المرزوقي الذي يحمل أفكارًا سياسية منحازة للرؤية الإخوانية والأمريكية أكثر منها للشعب المصري.