رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إلغاء المدارس!!!!


هبة وأحمد ومحمود طلاب فى المدرسة الابتدائية يقولون خلال امتحانات الشهر المدرسون يكتبون لنا الإجابة على السبورة ومع ذلك كثير من الطلاب لا يعرفون كيف يغشون، سمر طالبة فى المدرسة الإعدادية تقول إنها لا تأخذ شيئا فى المدرسة وإنها تقضى كل الوقت فى اللعب على تليفونها والأيباد فالمدرسون مشغولون بدروسهم الخصوصية.زياد طالب بالثانوية لا يذهب إلى المدرسة ويقول إن نسبة الغياب كبيرة جداً، هذه نماذج حقيقية من ثلاث مدارس فى شارع واحد بالمنصورة وتنطبق تقريبا على كل مدارس الجمهورية والمعاهد الدينية حتى التعليم الخاص الذى يكلف الأسر عشرات الآلاف بدأوا يشتكون منه، هكذا التعليم فى مصر غياب وغش ومليارات يتم إهدارها، تلك الحقيقة التى لا نريد الاعتراف بها وبالتالى لن ينصلح حالنا ولا حال التعليم.كل الطلاب من أولى حضانة حتى الصف الثالث الثانوى، وكل الأسر المصرية الغنية منها والفقيرة لا يعولون إطلاقا على المدارس لا فى تربية ولا فى تعليم بل يعتبرونها مضيعة للوقت ويفضلون لأبنائهم الجلوس فى المنازل، إذا كان السيد وزير التربية والتعليم يعلم ذلك فهذه كارثة وإن كان لا يعلم فالكارثة أعظم، فمعنى ذلك أننا سوف نستمر فى هذه الحالة من التوهان والتخبط ولن نستطيع القضاء على الدروس الخصوصية ولا إصلاح المدارس ولا إصلاح التعليم، اهتمام المسئولين عن التعليم فى مصر سواء الوزير الحالى أو الوزراء السابقين بالشكل فقط فى التعليم دون المضمون، بمعنى أن تكون هناك مدارس وطلاب وطابور صباح يحضره الوزير فى أول يوم دراسة وصرف الكتب والتغذية لملايين الطلاب واستيفاء كل الأوراق وأن تكون هناك امتحانات وكنترول ومؤتمر صحفى للوزير لإعلان النتائج وتعيين 30 ألف مدرس ومليارات تُنفق وللأسف الشديد المضمون يقترب من الصفر.

هكذا كان الحال ومازال وكنت أتمنى مع وجود رئيس وطنى محترم مثل عبدالفتاح السيسى أن نشهد تغييرا فى الشكل والمضمون ونحن لن نخترع العجلة من جديد فى إصلاح التعليم هناك دول ألغت نظام الامتحانات وهناك دول ألغت طبع الكتب وهذه كارثة أخرى وفساد كبير، فكيف تنفق الدولة ما يزيد على المليار جنيه كل عام على طباعة كتب لا يستفيد منها الطالب، حيث يفضل عليها الكتب الخارجية وآخر يوم امتحانات يقوم بحرقها أو بيعها لمطاعم الفول والفلافل.على الأقل لو فكرنا فى إلزام الطالب بتسليم كتبه فى نهاية العام فسوف يحافظ عليها أو يسدد ثمنها وبالتالى سوف نعلمه كيف يحافظ على كتبه وتوفير مئات الملايين للدولة وهذا لن يحدث، لأن طباعة الكتب سبوبة كبيرة تستفيد منها جهات عامة وخاصة، فى الوقت الذى تعانى فيه الدولة عجزاً شديداً جعل رئيسها يتبرع بنصف راتبه وثروته ويطالب المصريين بالتبرع ولو بجنيه واحد لدعم الاقتصاد الوطنى، عندما كان لدينا مدرسة تقوم بدورها كان لدينا تربية وتعليم وأخلاق وقيم، وعندما تخلفت المدرسة تخلفنا فى كل شىء، والأمر جد خطير ولابد من حلول جذرية تهتم بالجوهر والمضمون حتى لا يكون لدينا خريجون لا يُجيدون القراءة والكتابة ولا تكون نسبة الدروس الخصوصية 100% فى المدارس والجامعات، التعليم قضية حياة أو موت وتستحق مزيداً من الكتابة.

■ مذيع بإذاعة الشرق الأوسط