رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القضاء على أفكار «قطب» = القضاء على الإرهاب


اهتم العالم أجمع بالعملية الإرهابية الأخيرة ضد قواتنا المسلحة فى شمال سيناء على أيدى الخونة والعملاء الذين أساءوا إلى الإسلام والمسلمين.. وتابعت العديد من الطروحات التى تتحدث عن أسباب تنامى ظاهرة الإرهاب، وتقديم الحلول العلمية والعملية للقضاء عليه.. وللحق كانت أفكاراً جديرة بالدراسة والتطبيق الفورى... خصوصاً الجانب الأمنى منها.. لكنى رأيت أن أضيف عليها وجهة نظرى المتواضعة والتى تتمثل فى البحث والتنقيب عن الأب الروحى لهذا الإرهاب وهو المدعو سيد قطب ــ أحد القيادات الشهيرة فى تاريخ الإخوان الإرهابية بعد مؤسسها الأول حسن البنا.
نعم.. «قطب» هو الذى زرع أولى بذور هذا الإرهاب من خلال «فكره التكفيرى» فى العديد من مؤلفاته التى تعتبر المرجع الأول للإرهابيين منذ وفاته وحتى اليوم.. فلو رجعنا إلى الجرائم التى ارتكبتها الحركات والتنظيمات التى تدعى زوراً وبهتاناً أنها تخدم الإسلام وتعمل بنصوصه منذ العهد الناصرى مروراً بسبعينيات القرن الماضى وحتى اليوم.. لتأكد لنا أنها شربت من نفس «الماعون».. «ماعون» الفكر «القطبى التكفيرى» الذى سيطر على عقول شبابنا وحولهم إلى مسخ وأدوات لهدم الوطن بدل أن يشيدوه ويرتقوا به.. لكن «قطب» وعشاقه ومحبيه أبوا مصلحة الوطن وظلوا على غيهم وعنادهم وضلالهم حتى رأينا شباباً بريئاً يقتل الشيخ الذهبى رحمه الله ــ ويحاولون أيضاً اغتيال نجيب محفوظ، ثم اغتالوا فرج فودة.. كما رأينا أيضاً عصابة الكلية الفنية العسكرية التى خططت لاغتصاب السلطة بقوة السلاح والتى هاجمت مقار الاتحاد الاشتراكى الذى كان يجتمع فيه الرئيس الراحل محمد أنور السادات مع نظامه.. بعد سنوات قليلة استطاعت هذه القوى الظلامية أن تغتال هذا البطل وسط رجاله وفى يوم الاحتفال بنصر حربنا فى ٦ أكتوبر.. هؤلاء الإرهابيون جميعاً شربوا من «الماعون» الفكرى لسيد قطب.مع العلم بأن عملية اغتيال السادات لم تكن سوى الخطوة الأولى لتطبيق الحلم الإخوانى وهو «الخلافة الإسلامية» كهدف رئيسى بواسطة تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية.. وكانت الخطوة الثانية هى إشعال الثورة الإسلامية بدافع دينى عند ملايين المسلمين.. أما الخطوة الثالثة فهى تعيين مجلس علماء يتولى السلطة والمسئولية السيادية وقيادة الدولة.. على أن يكون أعضاؤه من الشخصيات العامة الموالية للإخوان.. وذلك لتخدير الرأى العام المصرى حتى ينتهوا من تحقيق أهدافهم الخبيثة فيما بعد.. وهو نفس السيناريو الذى طبقوه بغباء منقطع النظير عندما اغتصبوا ثورة ٢٥ يناير من أصحابها ونسبوها لأنفسهم.. وبذلك تم تشويه هذه الثورة العظيمة التى خرج فيها الشعب على الحاكم بسبب ظلمه وفساده هو وأركان نظامه.بعد هذه العملية الإرهابية التى راح ضحيتها رئيس الجمهورية.. توالت سلسلة الاغتيالات والتفجيرات الإرهابية التى نالت من خيرة رجال وشباب مصر.. كما ضربت السياحة والاقتصاد المصرى حينها فى مقتل.. كل هذه الأعمال الإجرامية تسبب فيها قطب..بأفكاره التكفيرية.. فتاريخه الأسود مع نظام الزعيم الخالد جمال عبدالناصر يؤكد أن مدرسته الجهادية المنحرفة فرخت بعد ذلك إرهابيين عتاة منهم أيمن الظواهرى الذى فسر موقف «قطب» من نظام «عبدالناصر» قائلاً: «كان المعنى فى هذا التخطيط أكبر من قوته المادية.. فقد كان يعنى بوضوح أن الحركة الإسلامية قد بدأت خوض حربها ضد نظام ناصر واعتباره عدواً للإسلام بعد أن كانت أدبياتها ومبادئها من قبل تؤكد أن عدو الإسلام الأول هو العدو الخارجى فقط».ويضيف الظواهرى: على الرغم من أن مجموعة «قطب» تم البطش والتنكيل بأفرادها على أيدى الحكم الناصرى.. إلا أن ذلك أعجز من أن يحد تأثيرها المتعاظم فى أوساط الشباب المسلم..أما عن الإرهابى أبى مصعب الزرقاوى ــ زعيم تنظيم القاعدة فى العراق ــ والذى قتله الأمريكان منذ ثمانى سنوات تقريباً.. فقد كتب عن شيخه ومعلمه «قطب» فى كتابه «قضايا المجاهدين» الآتى: «ما أجمل ما قاله سيد قطب تعليقاً على قوله تعالى: «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله».. فهذه هى القاعدة فى حس الذين يقولون إنهم ملاقو الله.. ويضيف الزرقاوى: «فالقاعدة أن تكون الفئة المؤمنة قليلة، لأنها هى التى ترقى الدرج الشاق حتى تنتهى إلى حزب الاصطفاء والاختيار.. ولكنها تكون الغالبة، لأنها تتصل بمصدر القوة.. ولأنها تمثل القوة الغالبة.. قوة الله الغالب على أمره.. القاهر فوق عباده.. محطم الجبارين، ومخزى الظالمين وقاهر المتكبرين» انتهى كلام الإرهابى الأصغر عن أستاذه ومعلمه وقدوته.مما سبق ننصح جميع الأجهزة المعنية فى الدولة: إعلام ـ أمن ـ تربية ـ أزهر ـ كنيسة.. بأن يتصدوا لأفكار «قطب» وتلاميذه ومن على شاكلتهم، لأن هذه الأفكار هى المحرك الأساسى لكل العمليات الإرهابية التى نتعرض لها الآن.. اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.

[email protected]