رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من "الحجارة" إلى "السيارة".. المقاومة الفلسطينية ترفع شعار "الدهس هو الحل"

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

دون تفكير في الحاضر أو حساب للماضي، يركب سيارته التجارية الصغيرة يتجول بها في ثنايا أرضه المحتلة، يبحث عن العدو في كل شارع وركن ليذيقه مما يتجرع منه أبناء وطنه بسبب الاحتلال.
يظهر هدفه المنشود أمامه فجأة دون سابق إنذار، فيأخذ قراره سريعًا ويزيد من سرعة سيارته فيقترب منهم كثيرًا حتى يصبح أمامهم، وفي لحظة واحدة يدهسهم، لا تهتز له شعره ولا يغمض له جفن، فدماء العدو لا تثير في نفسه أي اشمئزاز، وذلك إن ظل هو على قيد الحياة بعد "دهس" جنود القوات الإسرائيلية.
خلال العشر سنوات الأخيرة أصبحت عمليات الدهس في فلسطين هي سلاح المقاومة للعدو الصهيوني، ولكن كانت أكبرها تلك التي نفذتها المقاومة الفلسطينية أول أمس، حين تم قتل وإصابة 13 جنديًا ومدنيًا إسرائيليًا، كما استشهد منفذ العملية، في حادث الدهس الذي تم بواسطة سيارة تجارية واصلت السير وأوقعت إصابات عديدة، قبل أن يطلق حرس الحدود النار باتجاه سائق السيارة.
وتلاها في أقل من 24 ساعة، عملية أخرى حين قام فلسطيني من المقاومة، بدهس العديد من الجنود الإسرائيليين في جنوب الضفة الغربية، أدت إلى جرح 3 جنود بينهم واحد بحالة خطيرة.
أخذ الفلسطينيون "السيارة" وسيلة لمقاومة الاحتلال الصهيوني منذ عام 1987، حينما أغلقت كل أبواب المقاومة في وجوههم، ولم يعد هناك بديل لأخذ الحق غير الدم "بالدم".
وبالنظر في تاريخ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نجد أن أولى عمليات الدهس تم استخدامها عام 1987، كانت من قبل العدو الصهيوني حينما قام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس مجموعة من العمال الفلسطينيين على حاجز "إريز"، الذي يفصل قطاع غزة عن بقية أراضي فلسطين منذ سنة 1948.
فيأتي الرد الفلسطيني متمثلًا في هجوم أحد أفراد المقاومة الفلسطينية على دورية عسكرية تابعة للعدو الصهيوني، في شمال الضفة، وأصاب عدة جنود إسرائيليين مات أحدهم بعد سنة ونص من تلقى العلاج.
اشتدت وسيلة الدهس بالسيارات داخل أروقة فلسطين منذ عام 2008، لتقتل العديد من أفراد القوات الإسرائيلية خلال تلك السنوات القليلة.
2 يونيو 2008، أثناء عملية دهس نفذها فلسطيني بواسطة سيارة تجارية أو جرافة في القدس كما يطلق عليها أبناء غزة، قتل 3 إسرائيليين وأصيب نحو 70 مستوطنًا بينهم جنود ينتمون لقوات الاحتلال.
5 مارس 2009، قام فلسطيني بدهس شرطيين إسرائيليين وإصابتهما بجروح بالغة، بواسطة جرافته الخاصة في مدينة القدس المحتلة.

22 يونيو 2009، أصيب 24 إسرائيليًا بينهم إصابات خطيرة في عملية دهس نفذها فلسطيني في القدس المحتلة وتمكن من الفرار، وتوفى منهم ما يقرب من 10 جنود قبل نهاية ذلك العام.
22 سبتمبر 2009، قام فلسطيني من أفراد المقاومة بإصابة 19 إسرائيليًا بينهم جندي في عملية دهس جديدة، استخدم فيها سيارته الخاصة داخل مدينة القدس المحتلة.
27 ديسمبر 2009، أصيب شرطي من حرس الحدود بقوات الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى وفاة مستوطن إسرائيلي في حادث دهس نفذه فلسطيني من المقاومة داخل مدينة القدس الفلسطينية.
11 يوليو 2010، أقدم شاب فلسطيني من مدينة "شعفاط" على دهس شرطيين ينتمون لقوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء توقفهما في أحد محطات مدينة القدس المحتلة لانتظار الأتوبيسات الخاصة بهم.
19 أغسطس 2011، استولى فلسطيني على سيارة أجرة في مدينة تل أبيب بعد أن قام بطعن سائقها الإسرائيلي وعدد آخر من المارة، وقام بدهس شرطيين كانا يقفان في نفس المكان.
17 أكتوبر 2013، أصيب جنديان بجيش الاحتلال بجراح بالغة بعد أن أقدم شاب فلسطيني على دهسهما بواسطة جرافته قبل أن يطلق الجنود النار عليه.
4 أغسطس 2014، هاجم فلسطيني من المقاومة حافلة للمستوطنين كانت تسير في أحد شوارع القدس المحتلة بواسطة جرافته؛ ما أدى لإصابة مستوطن بجراح بالغة، واثنين آخرين بجراح طفيفة قبل أن يطلق عليه النار من قبل شرطة الاحتلال ويستشهد في الحال.
22 أكتوبر 2014، أقدم شاب فلسطيني على دهس مجموعة من المستوطنين ما أدى لمقتل إسرائيلية وإصابة 6 آخرين بجراح مختلفة، وأطلق جنود الاحتلال النار على السائق وهو الأسير "عبد الرحمن الشلودي" مما أدى لاستشهاده.