"عاشوراء".. تنوعت الاحتفالات والطقوس واحدة
" يوم عاشوراء".. هو اليوم العاشر من شهر محرم في التقويم الهجري ويصادف اليوم الذي قتل فيه الحسين بن علي حفيد النبي محمد في معركة كربلاء لذلك يعتبره الشيعة يوم عزاء وحزن، ويعتبر هذا اليوم عطلة رسمية في بعض الدول مثل إيران، باكستان، لبنان، البحرين، الهند والعراق.
وتختلف طقوس إحياء هذا اليوم من دولة لأخرى، ففي الخليج يضربون الصدور والقامات باليد المجردة، وتفصل الرجال عن النساء في بعض الدول كقطر والسعودية، أما باقي الدول كما في إيران والإمارات والكويت فلا يحدث فصلا ، وفي باكستان ولبنان يضربون القامات باستعمال السيوف والخناجر لسكب الدماء وجرح الجسم وفي مناطق أخرى بالسلاسل ويصاحب ذلك البكاء والعويل والنحيب رجالاً و نساءً وترديد قصائد الحزن وكلمات الرثاء لآل البيت، وسب الصحابة وهم ينسبون إلى الأئمة قولهم "من بكى أو تباكى على الحسين وجبت له الجنة" .
وهناك من يقول أن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب المقامات وتزوجا كان من أفضل الزواج وباركه الله بحب الحسين.
أما في المغرب، فيبدأ الاحتفال بمناسبة عاشوراء منذ مطلع شهر محرم، حيث تمتلئ الأسواق بالتمور والفواكه الجافة من تين وتمر وجوز ولوز وكاوكاو وحمص وحلوى، وهذه الفواكه معروفة عند عامة الناس في المغرب بـ"الفاكهة الجافة"، وتلقى إقبالاً كبيرًا من المواطنين ويصاحب ذلك شراء الآباء هدايا أبنائهم وهذه الهدايا غالبًا ما تكون عبارة عن لعب مثل البنادر والطعارج والدمى ومسدسات مائية ومزامير.
فيما تتجمل النساء في معظم المناطق المغربية وتتزين بالحلي ويلبسن لباسهن التقليدي، ويخضن شعورهن بالحناء وكذا أيديهن وأرجلهن بها.
ويتضمن مهرجان عاشوراء طقوسا مائية ونارية وتشهد الشوارع والميادين العامة في المدن والأرياف بعض الفتيان يقومون برش الماء على بعضهم البعض وعلى مقتنياتهم تبركا.
وتظهر خلال عاشوراء شخصية "بابا عيشور" الأسطورية وتتغنى بها الفتيات وهن ينقرن على طعاريجهن مرددات عبارة "عيشوري عيشوري دليت عليك شعوري".
ويعقب عاشوراء ليلة "الشعالة" حيث يجتمعون حول نار وهم يرددون أهازيج بعضها يحكي قصة مقتل الحسن والحسين دون أن يشير إليهما بالاسم، بل يسميهما في كل المقاطع باسم "عاشور" وتتخللها نياحة وأهازيج أخرى وتقدم الأسر الزكاة أو عشر أموالها التي دار عليها الحول للفقراء.
ويختلف الشيعة الجزائريون في احتفالهم بعاشوراء، طائفة منهم تقوم بإعداد طعام خاص في هذا اليوم يكون عادة "شخشوخة البساكرة" أو"التريد"، ويقومون بشراء الحلويات "القشقشة"، كما تسمى في مدن الشرق و"التراس" في العاصمة، وتقوم الفتيات اللواتي تأخرن في الزواج بتخضيب اليدين والرجلين بالحناء مع إبداء مظاهر البهجة والفرحة، وهناك عادات لطائفة أخرى تبدي الحزن على مقتل حفيد الرسول - صلى الله عليه وسلم- تقبل عليها النساء الجزائريات كتقطيع شعرهن والامتناع عن ممارسة أشغال المنزل.
بريطانيا:
تقام مجالس العزاء والمواكب الحسينية لاسيما في "مآربل آرتش" في "الهايد بارك" في العاصمة لندن, تشارك فيها الجالية العراقية إلى جانب الجاليات العربية والإسلامية في المملكة المتحدة، من لبنان والبحرين والسعودية وسوريا وإيران وباكستان وأفغانستان وتركيا والهند، كما يشارك فيها موطنون انجليز وأوروبيون من أديان ومذاهب مختلفة.
وتنطلق في الغالب المواكب الحسينية باتجاه وسط لندن مرورًا بمنطقة "ادجور رود" إلى أن تنتهي عند "ماربل ارتش" في منطقة "هايد بارك ، رافعة الأعلام والرايات السود والحمر والخضر.
