رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر وتونس:

"خالد سعيد وبو عزيز" 4 تشابهات جمعت ثورتي "اللوتس والياسمين"

جريدة الدستور

عقب الانتخابات البرلمانية التي شهدتها تونس خلال الأسبوع الماضي، التي انتهت بفوز حزب "نداء تونس" بتشكيل الحكومة التونسية، أصبح هناك تشابهات عديدة بين مصر وتونس، من حيث تطورات الأحداث في كل منهما أثناء وبعد ثورتي "الياسمين التونسية"، و"اللوتس المصرية". الدستور ترصد في هذا التقرير أربعة تشابهات بين مصر وتونس، بعد قيام كل منهما بثورة واعتلاء الإخوان سدة الحكم.

"اللوتس والياسمين.. بين خالد سعيد وبوعزيز":
سارت الثورتان المصرية والتونسية في المسار نفسه، ولكن كانت تونس هي الدولة العربية التي فجرت شرارة ثورات "الربيع العربي" في البلدان.
يوم 27 سبتمبر 2010، علت حناجر الشباب التونسيين في أروقة شارع الحبيب "بورقيبة" تردد نشيد "إذا الشعب يومًا أراد الحياة"، فكانت مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك وتويتر والبريد الإلكتروني" هو السلاح الذي حارب به الشباب الطاغي.
لم يقتنع الشعب التونسي بحكومته وانتهاكات شرطته، فطالب بإسقاطهما وإجراء انتخابات، ولكن الأمور لم تسير على ما كان متوقع، ففي أول أيام ثورة الياسمين اندلعت اشتباكات عنيفة بين الأمن والشباب انتهت باستشهاد 217 مواطنا تونسيا بعد انتهاء الثورة.
"بو عزيز" الشاب التونسي الذي أشعل شرارة الثورة، حينما أضرم النيران في جسده بسبب مروره بضائقة مالية وحالة البطالة التي أصبح يعيش فيها بعد أن استولت الشرطة على عربته وقامت بضربه.
"ارحل ارحل" التي رددها العديد من أبناء تونس الخضراء، طارت إلى وادي النيل فرددها الملايين، فتخرج مظاهرات عارمة في 25 يناير 2010 على خطى تونس وبعد قيام ثورتهم بشهور قليلة.
كانت انتهاكات الشرطة في مصر قد وصلت إلى ذروتها أيضًا، والحكومة تشبع الفساد في دواخلها، فتجمع الشباب على نفس السلاح الذي جمع من قبل أبناء تونس، وهو "الفيس بوك" ليحشدوا عزيمتهم للنزول في يوم عيد الشرطة، فالتحم أبناء المحافظات الغاضبين وأسقطوا النظام في زمن قياسي.
على خطى تونس كان "خالد سعيد" هو مفجر ثورة يناير، الشاب الذي تضاربت الأقاويل في حادثة وفاته، بين كونه ضحية أو مجني عليه، ولكنه ظل محتفظًا بمكانته التي عرف بها "مفجر لثورة اللوتس المصرية".

"النهضة والعدالة... بين الترنح والسقوط":
كانت تونس هي أولى الدول السباقة من حيث اعتلاء الإخوان سدة الحكم بها متمثلًا في حزب "النهضة" الذي حكم تونس ما يقرب من ثلاث سنوات.
حزب "النهضة" رغم كونه يتبع جماعة الإخوان إلا أنه لم يستأثر بالحكم وحده، وظهر ذلك في التحالف مع الأحزاب الأخرى خاصة العلمانية.
وسارت مصر على نفس الخطى، فاعتلى الإخوان الحكم بها أيضًا، عقب فوز "محمد مرسي" ممثل الحزب والجماعة بالرئاسة المصرية عام 2013، ولكن نجد إخوان مصر استأثروا بالحكم وأداروا ظهورهم للجميع.
وبذلك كان الفائز الأكبر في الانتخابات التشريعية حزب النهضة في تونس، وحزب الحرية والعدالة في مصر.

"السلمية والإرهاب بين تونس ومصر":
كانت مصر أسبق من تونس في تلك الخطوة، ففي أقل من سنة كانت معظم أطياف الشعب المصري تغلي من الأحداث الدامية التي شهدتها خلال فترة حكم المعزول محمد مرسي، بداية من أحداث الاتحادية نهاية بما حدث في مجزرة بورسعيد.
فاستطاعت تمرد مع جموع الشعب ومساندة الجيش المصري لإرادة المصريين، الخروج يوم 30 يونيو والثورة على النظام مرة ثانية، وخلال أربعة أيام من انطلاق الثورة تم عزل محمد مرسي، وكشف الوجه الحقيقي للجماعة واستقصائها من المشهد نهائيًا.
أما في تونس فقد ظل حزب النهضة يحكم البلاد خلال ثلاث سنوات، حتى جاء موعد إجراء الانتخابات البرلمانية، لينافس "النهضة" حزب "نداء تونس"، ويستطيع الأخير هزيمة الثاني، حيث حصل نداء تونس على 39% مقابل 33% لحركة النهضة، في حين تقاسم بقية الأحزاب، وبلغت نسبة المشاركة نحو 60%.
فخرج حزب النهضة التونسي يعترف بهزيمته في الانتخابات ويؤكد فوز "نداء تونس" بأغلب المقاعد، وهذا ما أكده "راشد الغنوشي" رئيس الحزب في قوله: "قبلنا النتيجة ونهنئ الفائز ، ونؤكد دعوتنا مجددًا لحكومة وحدة وطنية لما فيه مصلحة البلاد".
وهنا الاختلاف كان واضحا في تصرف حزب "النهضة" التونسي، وحزب "الحرية والعدالة" في مصر، الذي عقب سقوط المعزول من الحكم، وضياع السلطة من أيديهم سعى هو وجماعته في الأرض فسادًا، حيث مازالت البلاد تشهد أحداث إرهابية دامية في سيناء والجامعات المصرية ، سعيًا وراء "حلم وهمي" وهو عودة المعزول مرة أخرى.

"تحيا مصر وتونس.. شعار المرحلة القادمة":
"تحيا مصر" كان شعار حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال مرحلة الانتخابات الرئاسية، والتي رددها في أروجة الولايات المتحدة الأمريكية خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأصبحت من بعده أيضًا شعار المرحلة القادمة، التي دشن لأجلها نشطاء الفيس بوك صفحات عديدة تحمل نفس الاسم.
وللمرة الثانية تسير تونس على خطى مصر، فقد أخذ "الباجي قائد السبسي" رئيس حزب "نداء تونس" شعار حملته الانتخابية، ويكون رمز منافسته على الانتخابات الرئاسية التونسية، ويقوم النشطاء التونسيون من جانبهم بتدشين صفحات تحمل اسم "تحيا تونس"، الذي أصبح بدوره شعار المرحلة القادمة داخل "الأرض الخضراء".