رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استديوهات ماسبيرو مهددة بالتوقف عن العمل


فى الحقيقة لا أدرى ما السبب الخفى وراء التزام الصمت على انتشار الفساد فى ماسبيرو بهذه الطريقة «البشعة»؟!.. فمنذ أسبوع تقريباً كشفت لنا مصادر موثوق فيها داخل المبنى عن حادثة اختفاء أو لنقل «سرقة» 3 كاميرات ماركة «HD» من استوديو «5» بالتليفزيون.. صحيح تم إلقاء القبض على مرتكب الواقعة واتضح أنه موظف بنفس المكان.. لكن هذا لايكفى.
 
نحن نريد «فضح» كل من أسهم أو ساعد أو اشترك مع المجرم وسهل له ارتكاب جريمته حتى باع هذه الكاميرات إلى قناتين من «القنوات إياها».

وحتى يعرف القارئ بعض التفاصيل عن تلك المهزلة.. لابد من كشف المستور عن التكلفة الإجمالية لإنشاء هذا الاستوديو.. والتى وصلت إلى 189 مليون جنيه.. و«المصيبة» الكبرى أن أكثر معدات وكاميرات الاستوديو «مستعملة».. ولم يتم تدريب مهندسى وفنيى المبنى عليها.. ومن الطبيعى فى هذه الحالة أن تكون عُرضة للأعطال المستمرة.. والأغرب من ذلك أن إصلاح هذه الكاميرات يتم فى أماكن معروفة دون سواها.. أى على طريقة «شيلنى واشيلك».. أو «خلى الطابق مستور».

كما كشفت المصادر أنه رغم مرور أكثر من أربع سنوات على إنشاء الاستديو.. إلا أن بعض أجزائه لم يتسلمها المهندسون رسمياً حتى لا يتحملوا مسئوليتها.. ليه ؟؟.. لأنهم فى هذه الحالة سيتعرضون للمساءلة القانونية التى تؤدى بهم – حتماً – إلى السجن عندما تكشف الجهات الرقابية أمرها إذا توقفت عن العمل.

أما استوديو «11».. والتى تذاع منه نشرات القناة الأولى والفضائية المصرية.. فتعدت تكلفته الـ «50» مليوناً.. ورغم ذلك تحول حالياً –بقدرة قادر- إلى «خرابة».. الأمر الذى جعل عدداً من المهندسين يرفضون التوقيع على استلام أجهزته.. فجاء العقاب سريعاَ عندما تم نقل أحدهم إلى مكان آخر.. ولأن مهندسى استوديو «11» رفضوا هذا التعسف..فقد تقدموا بشكوى للنيابة الادارية بالواقعة.. فما كان من المفسدين إلا أن «لموا» أنفسهم خوفاً من «الفضيحة» وأعادوا المهندس إلى مكان عمله مرة أخرى بشرط أن يسحب زملاؤه شكواهم !!.. وهنا نطرح السؤال الآتى على الأخ عصام الأمير: هل هذا الجهاز الحيوى.. ملك لهذه العناصر الفاسدة تتصرف فى شئونه كيفما تشاء دون حسيب أو رقيب..أم أنه ملك لهذا الشعب المكلوم؟؟.. فقط أفدنا أفادكم الله.

المصادر نفسها أكدت أيضاً أن أجهزة استوديو «11» أصبحت معطلة بالكامل..وأن مهندسى الاستوديو يعملون الآن بالماكينات القديمة بدلاً من «السيرفر».. وليس هذا فحسب.. بل إن عدداً من «المونيترات» قد توقفت عن العمل فى «الكنترول روم».. فضلاً عن وجود مشاكل أخرى دائمة فى «الصوت»..وهنا نسأل: لماذا تصمت قيادات ماسبيرو عن التحقيق فى هذه المهازل؟!.. فإن كانت لا تعلم فها نحن نكشفها.. وإن كانت تعلم ولا تريد أن تتحرك.. فهذه مصيبة «سودا» ستقع قريباً.. وقريباً جدًا على رءوسنا جميعاً..إزاى؟؟.. لأن استمرار هذا الفساد والإبقاء على هؤلاء الفاسدين سيعرض ماسبيرو إلى كارثة محققة ليس لها من دون الله كاشفة.. يعنى ببساطة كده – على رأى المطربة «أنغام» -ستتوقف استديوهات الأخبار والتليفزيون عن العمل؟!

إن كارثة أو جريمة سرقة هذه الكاميرات وخروجها بعد تفكيكها من مبنى ماسبيرو وبهذه الطريقة.. يضعنا أمام جريمة أخرى لا يجب أن نغفلها بأى حال.. إيه هى؟ العديد من موظفى ماسبيرو ألقوا بالجانب الأكبر فى هذه التهم إلى عناصر الأمن.. وتحديداً إلى مسئولى تأمين باب رقم «4»..اشمعنى يعنى؟ لأنه المدخل الرئيسى للمبنى كله.. ولم يكتف الموظفون بذلك بل طالبوا قيادة ماسبيرو وعلى رأسهم رئيس الاتحاد عصام الأمير بالكشف والقضاء على هذا الفساد وتقديم المجرمين الى العدالة حفاظاً على أموال الشعب من هذا النهب شبه المنظم.

الغريب فى كارثة «سرقة» الكاميرات الخمس.. أن قطاع الأمن الذى ابتدعه وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف.. يضم أكثر من 7 آلاف موظف يبتلعون ميزانية اتحاد الإذاعة والتليفزيون.. أى بمعدل رجل أمن لكل 3 موظفين داخل المبنى.. يأتى ذلك فى الوقت الذى نجد فيه أن استديوهات ماسبيرو فى المقطم بلا حراسات تُذكر.. وهذا الإهمال سنتناوله بالتفصيل فى المقال المقبل بإذن الله تعالى.

كاتب صحفى