رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أسماء الله الحسنى.. مغزاها ومعناها!


من أروع أسماء الله الحسنى «وكلها رائعة بالطبع» ومن جماليات اللغة: «الرحمن الرحيم »، وهى التى اختصها فى كتابه العزيز بقوله تعالى:«قل لمن ما فى السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة لا ريب فيه الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون» «الأنعام .. آية 12»

فهل هناك أحلى من عهد الله بالرحمة.. ليتعظ بنو الإنسان وليأخذوا العبرة من رب العزة الذى آلى على نفسه الرحمة بعباده الذين خلقهم ليعبدوه خير عبادة بدلاً من القسوة والظلم والعدوان .. والمبدع الخالق «تبارك الله أحسن الخالقين»، والمصور «هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء».. وحكمة الله فى تكريم بنى آدم ، وتفضيلهم على الملائكة أنه وهبهم لمسة من كل اسم من أسمائه الحسنى.. والاكتشاف «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا» . والفن يستمد جماله من جميع ما ذكرت من أسماء الله الحسنى أما العلم فلا يستمد اختراعاته واكتشافاته إلا من اسم الله البديع. لهذا تصبح الفنون والعلم من جبلة الإنسان التى فطره الله عليها . ومحاربتهما هى محاربة لفطرة إلهية فطرنا الله عليها. لكن لماذا يحارب الفنون والعلم من يحاربهما؟ لأنهما مصدر قوة الإنسان فرداً ومجتمعاً وتحقيقاً للذات وطريقاً وحيداً أرشدنا إليه الدين لمعرفة الله بديع السموات والأرض خالقنا وواهبنا التكريم بحمل لمسة من كل اسمائه الحسنى ومسئولية توظيفها ، إنها الأمانة التى منحنا الله العقل لاختيار حملها «إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان ...». من هنا تعرفون سر من يحرمون الباليه والموسيقى والغناء وكل أنواع الفن، ويواجهون الفكر العلمى بسلاح الظلامية والخرافات. تمسكوا بتكريم الله لكم لتكونوا بنى آدمين حقيقيين جديرين بهذا التكريم وإلا صرتم عرائس أو قطيع حيوانات يحرككم كل طامع لتحقيق مطامعه .ثوروا لآدميتكم واحملوا الأمانة واستضيئوا بالعلم والفن فهما بوابة البداية لعبادة الله سبحانه جل وعلا وهى البوابة لرفاهيتكم وسعادتكم دنيا وآخرة .. وهكذا لا تهدرون معنى أسماء الله الحسنى وحكمة تعريفنا بها ، ودعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم - اطلبوا العلم ولو فى الصين، والعلم يشمل علم الدين لا هرطقة الفتاوى ويشمل المفهوم السامى للفنون والتفكير العلمى الذى رفع الإنسان فوق كل المخلوقات، وسخرها له، وجعله أعرف مخلوق بخالق كل شىء يسبح له مافى السماوات والأرض ، ويسبح له الإنسان تسبيحاً متفوقاً جديراً بتكريمه دون غيره.

عبادة الإنسان لله وتسبيحه يدخل ضمنها ممارسته للفن والعلم وتحقيق الذات بالتحقق من كل أسماء الله الحسنى أعظم درس إسلامى وهبه الإسلام ليس للمسلمين فحسب وإنما لكل إنسان على وجه الأرض يحقق ذاته الإنسانية مستضيئاً بتلك الأسماء الحسنى.. فلنجعل التيمن بمعانيها ودلالاتها هدفاً سامياً فى كل مناحى الحياة.

اللغات والترجمة - أكاديمية الفنون