رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدباء لا يعرفون الأدب


فى الأعياد يهنئ الناس بعضهم بعضاً، ويفرح الناس رغم الآلام والأحزان وكثرة التحديات. هذه قدرة عجيبة وضعها الله تعالى فى الإنسان. الفلسطينيون لا ينسون الاحتلال وجرائم الاحتلال، ورغم ذلك يفرحون فى الأعياد، والعراقيون رغم داعش وإرهاب وإجرام داعش سيفرحون فى العيد، وكذلك السوريون وغيرهم.

وفى الأعياد يتواصل الناس، وخصوصاً المعارف عن طريق الإنترنت اليوم وهى أسهل الوسائل، رغم أن هناك قرى وأماكن لا يكون التواصل فيها إلا شخصياً.. وصلتنى رسالة من صديقنا الدكتور سمير عليش للتهنئة بالعيد، وهى رسالة مرسلة إلى قائمة الأصدقاء والمعارف لديه، فجزاه الله خيراً. أحببت أن أرد عليها وأشكره برسالة تهنئة أخرى وأبارك له ولأهل القائمة بالخير والبركة فى العيد ، فذهبت رسالتى إلى جميع من فى القائمة، ومنهم الشاعر عبد الرحمن يوسف القرضاوى.

رسالتى يوم 30 /9/2014 كتبتها من بيروت تقول:

«وكل عام وأنتم جميعاً بخير. دايماً تسبقنا يا دكتور سمير عليش، أعاد الله تعالى العيد على الجميع بالخير والبركات. أنا حالياً فى بيروت للاشتراك فى برنامج بعد ساعة واحدة من الآن على قناة الميادين الساعة العاشرة مساء اليوم بتوقيت القاهرة، وأرجو الدعاء بالتوفيق وكلمة الصدق.. وكل عام وأنتم بخير. د. كمال الهلباوى».جاءتنى ردود شكر من بعضهم على رسالتى، ووصلتنى رسالة من الشاعر عبدالرحمن يوسف القرضاوى، وأترك القارئ يقرأها كما هى، وله أن يعلق عليها كما يشاء.. تقول الرسالة رداً على رسالتى:

«لا بارك الله فيك يادكتور كمال... وأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحشرك مع الكلاب الضالين الذين تعمل معهم الآن بعد أن بلغت من الكبر عتيا!!! أرجو رفع اسمى من قائمتكم.. الشاعر عبدالرحمن يوسف».

بعض من قرأ الرسالتين، رسالتى بالتهنئة والرد عليها أو علم بهما، أرسل لى يذكرنى بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنها الحديث الصحيح «آية المنافق ثلاث إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان»، ومنها «إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت». وبعضهم ذكرنى بالحكمة التى تقول «كل إناء بما فيه ينضح».

تساءلت مع نفسى، كيف ينتسب هذا الرجل إلى الشعراء والأدباء بلا أدب؟ ليست هذه هى المرة الأولى التى يسىء إلىَّ فيها، وأرجو أن تكون الأخيرة، وأذكره وأمثاله بقول الشافعى:

لسانك لا تذكر به عورة امـــــــــرئ *** فكلك عـورات وللناس ألسن

والله لو كان صادقاً فيما قاله لشكرته، ولكنه أساء ويحتاج إلى من يلجمه، حتى يخرج من دائرة الهجائيين إلى دائرة التنافس بالأدب والخلق الرفيع.. لقد عملت فور عودتى من المنفى، مع الثوار الحقيقيين فى الثورتين، ولى رؤية كتبتها والإسلاميون فى السلطة، فياليتك وليتهم فهموها، وقد صدقت فى معظمها. وعملت مع لجنة الخمسين التى وضعت أحسن دستور لمصر فى تاريخها، وعملت مع المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى يحاول جاهداً إثراء حقوق الإنسان فى مصر والارتقاء بها، وعملت مع إعلام كنت صادقاً معه، وأعمل مع وطن وشعب عظيم يرأسه اليوم زعيم وطنى ورئيس محترم هو الرئيس السيسى الذى يحاول جاهداً مع الشعب أن يرفع رأس مصر رغم التحديات، فهل هؤلاء هم الكلاب الضالة؟ سامحك الله تعالى، وأعاد لك عقلك لتدرك أن الاختلاف غير قلة الأدب والحماقة. لم أفت يوما بالاستعانة بالأجانب على الوطن العربي، ولم أقف يوماً فى صف أعداء الوطن ولا الفاسدين، ولن أقبل ظلماً يوماً ما. وكل عام وأنتم بخير أيها القارئ الكريم، رغم الجاهليات والتحديات العديدة التى نراها ونشاهدها كل يوم. والله الموفق